ولي العهد السعودي عن التطبيع مع إسرائيل: كل يوم نقترب أكثر
مقابلة باللغة الإنجليزية للأمير محمد بن سلمان مع قناة "فوكس نيوز" الأمريكية نقلت مقتطفات منها قناة الإخبارية السعودية
Istanbul
إسطنبول / الأناضول
نفى ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان صحة تقارير تفيد بإيقافه محادثات تطبيع العلاقات مع إسرائيل، مؤكدا أنهم يقتربون كل يوم من التطبيع.
جاء ذلك في مقتطفات مصورة من مقابلة باللغة الإنجليزية لولي العهد السعودي مع قناة "فوكس نيوز" الأمريكية، نقلتها قناة "الإخبارية" السعودية الخميس مترجمة إلى اللغة العربية، وتابعتها الأناضول.
وردا على سؤال من المحاور عن "وجود تقارير تفيد بأنك أوقفت المحادثات"، أجاب ابن سلمان: "هذا ليس صحيحا.. وكل يوم تتقدم وسنرى إلى أين ستصل".
وتابع: "في حال نجحت إدارة (الرئيس الأمريكي جو) بايدن بأن تعقد اتفاقا بين السعودية وإسرائيل، فسيكون أضخم اتفاق منذ انتهاء الحرب الباردة (1947-1991)، والاتفاقيات المرتقبة مع الولايات المتحدة مفيدة للبلدين ولأمن المنطقة والعالم".
وأضاف: "بالنسبة لنا القضية الفلسطينية مهمة للغاية، نحن بحاجة إلى حلها ولدينا مفاوضات جيدة مستمرة حتى الآن، وسنرى إلى أين سنتوصل في هذه المفاوضات".
وأردف: "نأمل أن نصل إلى حل يسهل حياة الفلسطينيين ويعيد إسرائيل كعنصر في الشرق الأوسط".
ومنذ أبريل/ نيسان 2014، توقفت مفاوضات السلام بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي لأسباب بينها تمسك تل أبيب باستمرار البناء الاستيطاني في الأراضي المحتلة وتنصلها من قيام دولة فلسطينية مستقلة وفقا لمبدأ حل الدولتين.
وسأله المحاور: "هل تعتقد أنك قريب من حلها (قضية التطبيع)؟"، ليجيب ولي العهد السعودي: "كل يوم نقترب أكثر من ذلك"، دون تفاصيل أكثر.
وخلال الشهور الأخيرة، تزايد حديث مسؤولين إسرائيليين عن قرب تطبيع العلاقات مع السعودية، لكن الرياض أكدت في أكثر من مناسبة أن هذا لن يحدث إلا بعد التوصل إلى حل للصراع الإسرائيلي الفلسطيني.
ومن أصل 22 دولة عربية، تقيم 5 دول هي مصر والأردن والإمارات والبحرين والمغرب علاقات رسمية معلنة مع إسرائيل، التي تواصل احتلال أراضٍ في كل من فلسطين وسوريا ولبنان منذ حرب 5 يونيو/ حزيران 1967.
** سلاح نووي
المحاور تطرق إلى طهران، حين سأل: "هل أنت قلق من امتلاك إيران سلاحا نوويا؟"، فأجاب ابن سلمان: "نحن قلقون من امتلاك أي دولة للسلاح النووي، هذا تحرك سيئ.. لا تحتاج إلى امتلاك سلاح نووي؛ لأنك لا تستطيع استخدامه".
وأردف: "أي دولة تستخدم السلاح النووي هذا يعني أنها تخوض حربا مع العالم بأكمله، والعالم لا يريد أن يشهد هيروشيما أخرى".
وتابع: "إذا رأى العالم مئة ألف شخص من القتلى، فهذا يعني أنك في حرب مع العالم أجمع، لذا الوصول لسلاح نووي جهد ضائع؛ لأنك لا تستطيع استخدامه، وإذا استخدمته ستخوض معركة كبرى مع العالم أجمع".
وكثيرا ما واجهت إيران اتهامات من دول إقليمية وغربية، في مقدمتها السعودية وإسرائيل والولايات المتحدة، بالسعي إلى إنتاج أسلحة نووية، بينما تقول طهران إن برنامجها النووي مصمم للأغراض السلمية، بما فيها توليد الكهرباء.
وعاد المحاور متسائلا: "إذا امتلكوا (الإيرانيون) واحدا (سلاحا نوويا) هل ستملكونه أيضا؟". فأجاب ولي العهد السعودي: "إذا حصلوا على واحد فعلينا الحصول عليه".
وبوساطة من الصين، استأنفت السعودية وإيران علاقتهما الدبلوماسية، بموجب اتفاق في 10 مارس/ آذار الماضي، أنهى قطيعة استمرت 7 سنوات.
وبشأن مجموعة بريكس، قال ابن سلمان إن "المجموعة لا تُمثل أي نوع من المنافسة الجيوسياسية لأمريكا أو الغرب، ومشروع الربط بين الهند وأوروبا (عبر دول في الشرق الأوسط بينها السعودية) سيختصر الحركة الاقتصادية ما بين 3 إلى 6 أيام".
وفي أغسطس/ آب الماضي، دعت بريكس كلا من السعودية والإمارات وإيران ومصر وإثيوبيا والأرجنتين إلى الانضمام بداية من يناير/ كانون الثاني المقبل إلى التكتل الذي تأسس في 2006 ويضم حاليا الصين وروسيا والبرازيل والهند وجنوب أفريقيا.
** أعظم قصة نجاح
وبالنسبة للمحور الاقتصادي والتنموي والتطويري في السعودية، قال ولي العهد إن المملكة نجحت في تحقيق أسرع نمو في الناتج المحلي من بين مجموعة العشرين لعامين متتالين.
وتابع: "نتطلع لأن تنعم المنطقة وكافة دولها بالأمن والاستقرار لتتطور وتتقدم اقتصاديا، والمملكة أكبر داعم لليمن في الماضي واليوم وفي المستقبل، ونتطلع لحل سياسي مُستدام، ونحاول ونسعى إلى تحقيق الأهداف بطموحات عالية، والمملكة ستكون من أقوى اقتصادات العالم".
ومشددا على أن المملكة "لن تتوقف أو تهدأ ليوم واحد"، مضى قائلا إن "رؤية 2030 طموحة وحققنا مستهدفاتها بشكل أسرع ووضعنا مُستهدفات جديدة بطموح أكبر، وهدفنا الوصول بالمملكة إلى الأفضل دائما وتحويل التحديات إلى فرص، ووتيرة تقدمنا ستستمر بسرعة أعلى".
ووجه ولي العهد رسالة للمترددين بزيارة المملكة قائلا: "السعودية أعظم قصة نجاح في القرن الـ21.. الشعب السعودي مؤمن بالتغيير وهم مَن يدفعون لذلك، وأنا واحد منهم".
وأردف: "استثمارنا في السياحة، مما رفع نسبة إسهامها في الناتج المحلي من 3% إلى 7%، والسياحة في المملكة جذبت 40 مليون زيارة، ونستهدف من 100 إلى 150 مليون في 2030".
وبخصوص سياسات المملكة النفطية، قال ابن سلمان العهد إنه "يحكمها العرض والطلب، ونحن ملتزمون باستقرار أسواق النفط". والسعودية هي أكبر دولة مصدّرة للنفط في العالم.
** ابن لادن
وردا على سؤال بشأن الزعيم الراحل لتنظيم القاعدة، أجاب ولي العهد السعودي: "أسامة بن لادن عدو مشترك للسعودية وأمريكا وكان يخطط للوقيعة بين البلدين، وعلاقاتنا متميزة مع الرئيس بايدن ونعمل سويا في العديد من الملفات المشتركة".
وأجاب على سؤال آخر عن مزاعم "الغسيل الرياضي" قائلا: "إذا كان ذلك سيضيف 1% للناتج المحلي، فسوف نستمر فيه".
ويُقصد بـ"الغسيل الرياضي" ضخ استثمارات في قطاع الرياضة العالمية لتحسين صورة دولة ما، وهو ما نفت السعودية مرارا القيام به، مشددة على أن استثماراتها جزء من رؤية 2030 التنموية.
وتضخ السعودية استثمارات ضخمة في قطاعات متنوعة، منها الرياضة والطاقة المتجددة والتكنولوجيا والزراعة والسياحة والفنون، بهدف تنويع وتوسيع اقتصاد المملكة بعيدا عن الاعتماد على النفط كمصدر رئيسي للإيرادات في ظل تقلبات أسعاره واتجاه العالم نحو الطاقة النظيفة غير الملوثة للبيئة.
الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.