دولي, الدول العربية, التقارير, لبنان, إسرائيل

3 أسئلة إسرائيلية بارزة عن عملية برية محتملة بلبنان (تقرير إخباري)

الأسئلة البارز بين الإسرائيليين اليوم هو: هل يقوم الجيش الإسرائيلي بعملية برية في لبنان؟ وإذا ما قام بها، فهل ستكون محدودة؟ وما هي مدتها الزمنية المحتملة؟

Abdel Ra'ouf D. A. R. Arnaout  | 30.09.2024 - محدث : 30.09.2024
3 أسئلة إسرائيلية بارزة عن عملية برية محتملة بلبنان (تقرير إخباري)

Quds

القدس/ عبد الرؤوف أرناؤوط/ الأناضول

- الإسرائيليون يتساءلون: هل يقوم الجيش بعملية برية في لبنان؟ وإذا قام بها فهل ستكون محدودة؟ وما هي مدتها الزمنية المحتملة؟
- المحلل العسكري عاموس هارئيل: رؤساء بلديات وضباط من القيادة الشمالية للجيش يضغطون لتنفيذ عملية برية لكنها تتطلب قتالا صعبة وستؤدي لخسائر بصفوف الجيش
- المحلل أمير بوحبوط: الجيش يكمل الاستعدادات ويجمع معلومات وخططا.. وإجماع في القيادة العليا للجيش والحكومة على أن العملية البرية مسألة وقت فقط
- المحلل كوبي لافي: العملية البرية أحد السيناريوهات الوشيكة المحتملة فإذا استمر إطلاق الصواريخ فلن يكون أمام إسرائيل مفر من محاولة تقويض "حزب الله"

الأسئلة البارز بين الإسرائيليين اليوم هو: هل يقوم الجيش الإسرائيلي بعملية برية في لبنان؟ وإذا ما قام بها، فهل ستكون محدودة؟ وما هي مدتها الزمنية المحتملة؟

ولا يخفي المحللون العسكريون الإسرائيليون أن مثل هذه العملية، في حال تمت، ستؤدي إلى خسائر في صفوف جيشهم، في ضوء استعدادات "حزب الله" لها منذ فترة طويلة.

والاثنين، أعلن نائب الأمين العام لـ"حزب الله" نعيم قاسم، في كلمة متلفزة، أن الحزب مستعد لأي عملية برية إسرائيلية وقواته جاهزة للالتحام البري، وذلك رغم اغتيال تل أبيب أمينه العام حسن نصر الله الجمعة.

ووفق المحللين، فإن الجيش الإسرائيلي يتأهب لتنفيذ عملية برية، وينتظر قرار المستوى السياسي (الحكومة)، وذلك بزعم إقامة منطقة أمنية عازلة في جنوب لبنان.

ومنذ 23 سبتمبر/ أيلول الجاري تشن إسرائيل "أعنف وأوسع" هجوم على لبنان منذ بدء المواجهات مع "حزب الله" قبل نحو عام، ما أسفر حتى ظهر الاثنين عن ما لا يقل عن 962 قتيلا، بينهم أطفال ونساء، و2778 جريحا، وفق رصد الأناضول لبيانات السلطات اللبنانية، ووسط مخاوف من اندلاع حرب إقليمية.

فيما يستمر دوي صفارات الإنذار بوتيرة غير مسبوقة في أنحاء إسرائيل، إثر إطلاق كثيف من "حزب الله" لصواريخ وطائرات مسيّرة وقذائف مدفعية تستهدف مواقع عسكرية ومستوطنات، وسط تعتيم صارم من الرقابة العسكرية الإسرائيلية على الخسائر البشرية والمادية، حسب مراقبين.

قتال وخسائر

المحلل العسكري بصحيفة "هآرتس" عاموس هارئيل كتب لاثنين: "يظل سؤال واحد بلا إجابة: هل سيتم استكمال الهجوم الجوي، الذي حقق مثل هذه الإنجازات بعيدة المدى، بهجوم بري في جنوب لبنان؟".

وأشار في مقال تحليلي إلى أن "رؤساء بلديات المدن القريبة من الحدود الشمالية (لبنان)، والتي تم إجلاء سكانها، يضغطون من أجل مثل هذه الخطوة (عملية برية) وكذلك كبار الضباط من القيادة الشمالية للجيش".

وتابع: "يقولون إن هناك حاجة ملحة لمعالجة البنية التحتية العسكرية التي بناها حزب الله، وخاصة قوة الرضوان النخبوية".

وأضاف أن هذه "البنية موجودة قرب الحدود فوق وتحت الأرض، وتم بناؤها في سنوات ما بعد الحرب الأخيرة في لبنان عام 2006، ويجب أن تتم معالجة ذلك بإرسال قوات برية، كما الحال في قطاع غزة".

إلا أن هارئيل رأى أن العملية البرية "تتطلب قتالا صعبة، وستؤدي إلى وقوع قتلى في صفوف الجيش الإسرائيلي".

ومضى قائلا: "نوقشت خطط مختلفة لهذا على مر السنين، من الدخول المحدود إلى المناطق ذات التضاريس القيادية إلى احتلال كل الأراضي الواقعة جنوب نهر الليطاني".

واستطرد: "نظرا للاستعدادات التي قام بها حزب الله على مر السنين لهجوم بري إسرائيلي، فلن تكون هذه مهمة سهلة، حتى لو فر العديد من عناصر حزب الله شمالا".

وأفاد بأنه "يدور النقاش في إسرائيل حول السؤال عما إذا كانت مثل هذه العملية ضرورية، وما إذا كانت هناك حاجة إلى ضربة أخرى الآن للتسبب في انهيار حزب الله وإضعاف مكانته وقدراته لسنوات قادمة".

وقال إن "أحد الادعاءات الشائعة في الأيام الأخيرة هو أن إسرائيل بالغت في تقدير حزب الله وجعلت نفسها لسنوات أكثر خوفا منه".

واستدرك: "لكن هذه ليست المرة الأولى التي يمر فيها جيش أو منظمة بأزمة كبيرة أثناء الحرب تتحدى التوقعات السابقة".

ومشيرا إلى هجوم "طوفان الأقصى"، أكد هارئيل أنه "يتعين على إسرائيل أن تدرك هذا الأمر أفضل من معظم الناس، فهذا ما حدث تقريبا لفرقة غزة التابعة للجيش في 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي".

وفي ذلك اليوم، هاجمت حماس قواعد عسكرية ومستوطنات بمحاذاة غزة، فقتلت وأسرت إسرائيليين؛ ردا على "جرائم الاحتلال الإسرائيلي اليومية بحق الشعب الفلسطيني ومقدساته، ولاسيما المسجد الأقصى"، حسب الحركة.

وحذر هارئيل من أن "الإنجازات التي حققها الجيش مؤخرا شجعت مزاجا من الغطرسة في استوديوهات التلفزيون، حيث يتنافس المذيعون والخبراء في تقدير ضعف العدو والإشادة بالعبقرية الإسرائيلية".

وتابع: "يجب أن نتذكر أن صافرة النهاية لم تنطلق بعد، وأن أعداءنا، من إيران إلى حزب الله وحماس، ما زالوا قادرين على الرد، حتى ولو لحقت بهم أضرار جسيمة".

مسألة وقت فقط

"الجيش يستكمل عمليات مهمة في إطار الاستعدادات لمناورة برية في جنوب لبنان".. هكذا تحدث المحلل العسكري بموقع "واللا" الإخباري الإسرائيلي أمير بوحبوط الاثنين.

وأفاد بأنه "يتم جمع معلومات استخباراتية دقيقة حول الاستعدادات العسكرية لحزب الله بشكل عام وقوة الرضوان خاصة".

وتابع: "كما يتم تجميع خطط عملياتية جديدة تتلاءم مع التغيرات في أراضي جنوب لبنان ومع أفراد حزب الله، بعد آلاف الهجمات التي يشنها الجيش الإسرائيلي في المنطقة".

بوخبوط نقل عن مسؤولين أمنيين إسرائيليين لم يسمهم إن "جزءا كبيرا من الاستعدادات للمناورة (العملية البرية) كان مطلوبا بعد الأضرار التي لحقت بأنظمة القيادة والسيطرة التابعة لحزب الله".

وأضاف: "ينبغي استغلال الانفصال النسبي بين قمة التنظيم والقادة الميدانيين وصعوبة نقل الأوامر داخل حزب الله في الوقت المطلوب".

والاثنين، شدد قاسم على أنه منذ اغتيال نصر الله "استمرت عمليات المقاومة بالوتيرة نفسها وأكثر.. نتابع القيادة والسيطرة وفق هيكلية الحزب، وهناك بدائل لكل قائد حين يصاب".

وزاد بوخبوط بأنه "يتم حشد للقوات في القيادة الشمالية، ويركز تدريب الألوية والكتائب التي انتقلت شمالا على الاستعداد للمناورة، على أساس الدروس المستفادة من القتال في غزة والتكيف مع لبنان".

ونقل عن المسؤولين إن "هناك إجماعا على مستوى القيادة العليا للجيش والمستوى السياسي على أن المناورة البرية هي مسألة وقت فقط".

وقال مصدر أمني لم يسمه إن "المناورة البرية ترمي إلى تدمير الأهداف، ولكن أيضا لاستعراض قوة الجيش الإسرائيلي في الشرق الأوسط".

سيناريو وشيك

أما المقدم احتياط كوبي لافي، محلل الشؤون العسكرية لهيئة البث الإسرائيلية (رسمية) فزعم لاثنين إن "هدف اسرائيل من مناورة برية محتملة في العمق اللبناني ليس احتلالا، وإنما إبعاد عناصر حزب الله عن الحدود لضمان عودة أهالي البلدات الشمالية إلى منازلهم".

وأضاف: "يمكن للجيش اللبناني يأن يلعب دورا في المرحلة القادمة في معادلة ضمان الأمن بالمنطقة الفاصلة بين إسرائيل ولبنان بشكل يبعد حزب الله عن دائرة السطوة".

لافي تابع: "إذا استمر الوضع على ما هو عليه واستمرت الإطلاقات الصاروخية من لبنان، فلن يكون أمام اسرائيل مفر من محاولة تقويض حزب الله بشكل يفقده القدرة على ممارسة التهديد".

وختم باعتبار أن "عملية برية في لبنان هي أحد السيناريوهات الوشيكة المحتملة".

وللقبول بوقف إطلاق نار، اشترط وزير الخارجية الإسرائيلي يسرائيل كاتس، في رسائل أرسلها إلى نظرائه في 25 دولة، تحريك "حزب الله" إلى شمال نهر الليطاني ونزع سلاحه، حسب هيئة البث العبرية (رسمية) الاثنين.

​​​​​​​ومنذ 8 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، تتبادل فصائل لبنانية وفلسطينية في لبنان، أبرزها "حزب الله"، مع الجيش الإسرائيلي قصفا يوميا عبر "الخط الأزرق" الفاصل، أسفر إجمالا حتى ظهر الاثنين عن ما لا يقل عن 1801 قتلى، بينهم أطفال ونساء، و8 آلاف و877 جريحا، حسب رصد الأناضول لإفادات رسمية.

وتطالب هذه الفصائل بإنهاء الحرب التي تشنها إسرائيل بدعم أمريكي على قطاع غزة منذ 7 أكتوبر؛ وخلّفت أكثر من 137 ألف قتيل وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قاتلة، في إحدى أسوا الكوارث الإنسانية بالعالم.

ومنذ عقود تحتل إسرائيل أراضٍ عربية في لبنان وسوريا وفلسطين.

الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.