بالتطريز اليدوي.. أردني يحول قطع قماش إلى لوحات فنية (تقرير)
منذ عام 1994 يعمل أيمن عجوري في تطريز الأقمشة لإبراز جماليات الخط العربي وزخرفته
Türkiye
الأردن / ليث الجنيدي / الأناضول
- منذ عام 1994 يعمل أيمن عجوري في تطريز الأقمشة لإبراز جماليات الخط العربي وزخرفته- جائحة كورونا دفعت عجوري للتحول نحو تطريز اللوحات بدلا من الأقمشة
- أفكار اللوحات تبعث لناظرها رسائل بشأن مواضيع تتعلق بالأرض والإنسان والعادات والتقاليد والتراث
منذ نحو ثلاثة عقود، يعمل الأردني أيمن عجوري في تطريز الأقمشة واللوحات لإبراز جماليات الخط العربي وزخرفته.
"جمالية الفن تأتي من الأخطاء التي تقع أثناء العمل لتظهر مدى الجهد المبذول في إنجازه"، بهذه الكلمات بدأ عجوري حديثة للأناضول بشأن رحلته مع فن التطريز منذ عام 1994.
يعيش عجوري (50 عاما) المكنى "أبو ريان" في مدينة جرش شمالي الأردن، مع زوجته وأبنائه الأربعة (ولدان وبنتان).
وقال للأناضول إن "رحلتي لاحتراف هذا الفن بدأت عام 1994 من خلال التطريز على الدشاديش والمخامل والقفاطين (مسميات لأنواع من القماش)، ثم تطور الأمر إلى تطريز عبارات من الخط العربي على الأوشحة والملابس وأزياء المناسبات المختلفة".
لم تتح الظروف لعجوري إكمال تعليمه، واقتصر على إنهاء مرحلة الثانوية العامة، ليختار في تسعينيات القرن الماضي العمل بمهنة تطريز الملابس التراثية، فيما يعرف محليا بـ"المدارق والدشاديش".
وفي غرفة بمنزله على مساحة لا تتعدى بضعة مترات مربعة، يمضي عجوري ساعات طويلة في تطريز الملابس، محاولا إظهار جماليات الخط العربي وزخرفته.
وأوضح أنه من خلال هذا الفن يعمل على "إعادة تدوير القطع القماشية التراثية وتحويلها إلى لوحات فنية".
** كورونا
فرضت أزمة جائحة كورونا التي عمّت العالم ظروفا جديدة على عجوري الذي بدأ البحث عن فكرة جديدة تعينه على صعوبات الحياة، وتوفر له ولأسرته دخلا ثابتا.
وقال عجوري: "انخفضت نسبة العمل مع أزمة كورونا، فقررت فتح مشغل خاص، وتحوّلت إلى تطريز اللوحات الفنية".
وأضاف: "شاهد أعمالي عدد من الفنانين المحليين، واقترحوا عليّ إبراز هذا الفن على اللوحات بدلا من الدشاديش".
وأوضح أن "هذا النوع من التطريز يسمى تطريز صناعي طارة، باستخدام ماكينة تدعى ماكينة رش، ولكنها ليست إبرة وخيط كما هو معتاد".
ولفت إلى أن أفكار اللوحات التي يقوم بتطريزها "نابعة من داخلي، ولا يوجهني أحد بمخرجاتها وصورتها النهائية".
واستطرد: "الغاية من أفكار اللوحات هي إرسال رسالة لناظرها، والتي في الغالب تركز على مواضيع بشأن الأرض والإنسان والعادات والتقاليد والتراث".
وقال عجوري إن "أقل لوحة تحتاج إلى يوم عمل كامل، وبعضها يحتاج أسبوعا".
** قلة الطلب
ورغم جمالية مطرزاته، فإن "المهتمين بهذا النوع من الفن عددهم محدود" كما يرى عجوري، ولكن ذلك لم يمنعه من الاستمرار والمشاركة بمعارض محلية.
وأضاف: "الفن تفريغ طاقة، وحالياً أحاول التركيز على الخط العربي، فالرسم الآلي عبارة عن إرسال أوامر من الحاسوب وينتهي الأمر، ولكن العمل اليدوي ممتع وشيق".
وأشار عجوري أنه ينتج عددا قليلا من اللوحات المطرزة "لقلة الطلب عليها من جهة، ولالتزامه بعمل آخر في أحد المشاغل الخاصة بمحافظة الزرقاء وسط البلاد".
وقال إن أسعار لوحاته تراوح بين 60 و300 دينار أردني (84 و422 دولارا)، بحسب حجم اللوحة وتصميمها والجهد المبذول فيها.
الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.