رئيسة جمعية أردنية: ندعم غزة بـ"مقاومة خضراء" زراعية (مقابلة)
رئيسة الجمعية "العربية لحماية الطبيعة" بالأردن رزان زعيتر للأناضول: ندعم مزارعين بالبذور والأشتال لإعادة تأهيل مزارع غزة وإدامة المحاصيل الأساسية وزيادة تشبث الفلسطينيين بأرضهم
Jordan
عمان / ليث الجنيدي / الأناضول
** رئيسة الجمعية "العربية لحماية الطبيعة" بالأردن رزان زعيتر للأناضول:- ندعم مزارعين بالبذور والأشتال لإعادة تأهيل مزارع غزة وإدامة المحاصيل الأساسية وزيادة تشبث الفلسطينيين بأرضهم
- الجمعية ساهمت في زراعة 3 ملايين شجرة في فلسطين منذ 2001 بديلا لما اقتلعه الجيش الإسرائيلي وجرفه خلال اعتداءاته المتكررة
- نسمي أنفسنا "المقاومة الخضراء" ونعمل على تحقيق السيادة الغذائية عبر إدامة مواردنا ونتمنى أن يمتلك العالم العربي سيادة غذائية حتى يستقل سياسيا
رغم بشاعة الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، فإنها أحيت مفاهيم إنسانية في نفوس كثير من شعوب العالم، وأنتجت أساليب متعددة للتعاطف والتضامن مع الفلسطينيين.
بعض هذه الأساليب يعود إلى بدايات الحصار الإسرائيلي على القطاع الفلسطيني منذ 17 عاما، كما هو حال الجمعية "العربية لحماية الطبيعة" في الأردن.
الجمعية تعتبر ما تقوم به تجاه غزة "مقاومة خضراء"، حيث تستخدم البذور الزراعية والأشتال في إعادة وتأهيل مزارع القطاع؛ بهدف إدامة المحاصيل الأساسية وزيادة تشبث الفلسطينيين بأرضهم.
ولا يقتصر دور الجمعية على غزة؛ إذ ساهمت في زراعة 3 ملايين شجرة منذ عام 2001، في عموم أراضي فلسطين، بديلا لما اقتلعه الجيش الإسرائيلي وجرفه خلال اعتداءاته المتكررة.
وبالنظر إلى ما خلفته الحرب الإسرائيلية المستمرة على غزة، وجدت الجمعية من خلال شركائها في الداخل الفلسطيني ضرورة إحياء مزارع القطاع.
وفي مارس/ آذار الماضي، أطلقت الجمعية مرحلة أولى من جهودها تستهدف نحو 400 دونم (الدونم الواحد يساوي ألف متر مربع) في غزة.
وبدعم أمريكي، تشن إسرائيل منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، حربا على غزة خلفت أكثر من 131 ألف قتيل وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة أودت بحياة عشرات الأطفال، في إحدى أسوأ الكوارث الإنسانية بالعالم.
** سيادة غذائية
مراسل الأناضول التقى رئيسة الجمعية رزان زعيتر في مقر عملها بمنطقة الشميساني بالعاصمة عمان، واطلع على ما يقومون به لدعم غزة حتى في ظل الحرب وقيودها.
وقالت زعيتر: "الإقليم العربي أكثر منطقة بالعالم استيرادا للغذاء، وأكبر كمّ يُستورد من القمح في مصر، والأردن 97 بالمئة من قمحه مستورد".
وأضافت: "الفكرة التي نعمل عليها تتعلق بتحقيق السيادة الغذائية، إلى جانب أننا ندعم المزارع الفلسطيني ونساعده على التمسك بأرضه".
وتابعت: "نسمي أنفسنا بالمقاومة الخضراء، فتحقيق السيادة لا يتحقق إلا بإدامة مواردنا، ونتمنى أن يكون العالم العربي بسيادة غذائية حتى يستقل سياسيا".
زعيتر شددت على أن "السيطرة على الغذاء تعني السيطرة على الشعوب، فالاحتلال يقوم بذلك بشكل صارخ ووقح تجاه شعب غزة، ويستخدم التجويع سلاحا".
وأجبرت الحرب الإسرائيلية نحو مليونين من مواطني قطاع غزة، البالغ عددهم قرابة 2.3 مليون فلسطيني، على النزوح في أوضاع كارثية، مع شح شديد ومتعمد في الغذاء والماء والدواء.
** طابع سياسي
و"منذ مارس الماضي، نعمل على مشروع يهدف إلى إحياء أراضي غزة، ووصلنا إلى 162 مزارعا هناك، ويغطي عملهم نحو 400 دونم جرى إعادة تأهيلها وهي منتجة حاليا"، كما تابعت زعيتر.
وأوضحت: "مهمتنا الأساسية (تزويد) أولئك المزارعين بالبذور والأسمدة والمبيدات وأجهزة الري، وكان ذلك الدور قبل الحرب متاحا نوعا ما".
واستدركت: "ولكن في ظل الحصار الخانق حاليا أصبح أمرا صعبا، ولكنه مستمر عبر شركائنا بالداخل"، دون أن تحدد وسائل ذلك.
زعيتر زادت أن الجمعية "العربية لحماية الطبيعة تسعى في مشاريعها ذات الطابع السياسي لأن تحقق تأثيرا ملموسا على السياسات العالمية، فالزراعة هنا تحاول أن تنوب عن أدوار سياسية عجزت دول العالم عن القيام بها".
واستدلت على صعوبة ظروف أهالي غزة بـ"دراسة إسرائيلية عام 2007 هدفت إلى قياس السعرات الحرارية من حجم ما يدخل من غذاء إلى القطاع، بحيث تكون دون حد الشبع وإبقائهم أحياء، بأسلوب تسعى من ورائه إلى الموت البطيء لهم".
** 3 ملايين شجرة
وتأكيدا لمبدأ "الاستقلالية"، قالت زعيتر: "عملنا قائم على التبرعات من الأفراد وجهات عربية وإسلامية، ونرفض أي تمويل أجنبي من أي منظمة كانت، وقيمة التبرع فقط 5 دنانير أردنية (7 دولارات) وهو ثمن الشتلة، ويتم تسجيل اسم صاحبها بنشراتنا".
أما عن مناطق عملهم في غزة، فبيَّنت: "البداية كانت بزراعة أشتال الخضراوات في أرض تابعة للبلدية".
وأردفت: "ثم بـ500 ألف شتلة خضار متنوعة من البندورة والخيار والباذنجان وغيرها من الأنواع الأخرى بمساحة 200 دونم في المنطقة الوسطى للقطاع، وأعدنا زراعة 170 دونما شمال القطاع بأنواع مختلفة".
وأكملت زعيتر أن عمل الجمعية في فلسطين يعود إلى 23 عاما، وتعد غزة جزءا من مشروع "يقلعون شجرة.. نزرع عشرة" عام 2001.
وتم من خلال هذا المشروع "المساهمة في زراعة 3 ملايين شجرة على كامل الأراضي الفلسطينية، بديلا لما اقتلعه وجرفه الاحتلال"، كما ختمت زعيتر.
وفي استهانة بالمجتمع الدولي، تواصل إسرائيل الحرب على غزة متجاهلة قرار مجلس الأمن الدولي بوقفها فورا، وأوامر محكمة العدل الدولية باتخاذ تدابير لمنع أعمال الإبادة الجماعية ولتحسين الوضع الإنساني الكارثي بغزة.
وبالتزامن مع حربه على غزة، صعَّد الجيش الإسرائيلي اعتداءاته بالضفة، بما فيها القدس الشرقية، فقتل 619 فلسطينيا وأصاب 5 آلاف و400 واعتقل نحو 10 آلاف، كما دمر بنية تحتية وممتلكات مواطنين بينها مساحات زراعية ، وفق جهات رسمية فلسطينية.
الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.