الثقافة والفن, الدول العربية, التقارير, الأردن

عبر مجسمات تراثية.. أردني يحيي تراث "عجلون" ويحافظ على البيئة (تقرير)

استطاع الأردني عامر الجلابنة تشكيل مجسمات متقنة التصميم من مخلفات كرتونية وقطع البولسترين، يُحاكي بها تراث وطبيعة وتاريخ مدينته "عين جنا" في محافظة عجلون شمال المملكة.

Laith Al-jnaidi  | 07.10.2023 - محدث : 07.10.2023
عبر مجسمات تراثية.. أردني يحيي تراث "عجلون" ويحافظ على البيئة (تقرير) عبر مجسمات تراثية.. أردني يحيي تراث "عجلون" ويحافظ على البيئة

Jordan

عجلون/ ليث الجنيدي/ الأناضول

استطاع الأردني عامر الجلابنة تشكيل مجسمات متقنة التصميم من مخلفات كرتونية وقطع البولسترين، يُحاكي بها تراث وطبيعة وتاريخ مدينته "عين جنا" في محافظة عجلون شمال المملكة.

وتُظهر تلك المجسمات جمال المنطقة التي تشتهر بينابيعها وأشجارها شديدة الخضرة، فضلاً عن إطلالتها على قلاع من أقدم نماذج العمارة الإسلامية.

الجلابنة (52 عاماً) اختار بأسلوبه الخاص طريقة للمحافظة على نظافة بيئة منطقته، التي تكاد أن تكون أشبه بلوحة فنية، وتوفير فرصة عمل له عبر حرفة لا يتقنها في بلاده سوى عدد قليل، في الوقت ذاته.

مراسل الأناضول زار الجلابنة في مكان سكنه، واطلع على واقع حرفته، إذ أظهرت تشكيلاته مستوى الفن والإبداع الذي يقوم به.

- فن وإبداع

درس الخمسيني الأردني دبلوم في التربية الفنية عام 1994، والتحق بجهاز الأمن العام في بلاده إلى أن بلغ سن التقاعد، حسب قوله.

وقال: "كنت قبل 4 سنوات، أصنع معلقات من شجر البلوط الذي ينتشر بالمنطقة وشجر اللزاب والكينا، ثم قمت بتشكيل العقود من الخرز".

وأضاف "قبل عامين ونصف العام، التحقت بدورة مع إحدى الجمعيات في محافظة إربد (شمال)، وكان الهدف منها تنظيف البيئة واستغلال المخلفات في صناعة المناظر الجميلة".

وأشار إلى أنه "تعلم الحرفة على يد أحد الأشخاص خلال تلك الدورة، وكيفية تحويل مخلفات الكرتون والبولسترين إلى مجسمات".

وأضاف "شعرت بأنني تميزت فيها، وأقاربي وأصدقائي كانوا يشيدون بمنتجاتي، وهذا ما شجعني على الاستمرار".

وعن واقع مدينته، قال الجلابنة "عين جنا تتميز بكثرة الينابيع، وهي دائمة وشديدة الخضرة من كثرة الأشجار فيها".

وتابع "ما كان يزعجني هو مشاهدة الكرتون والبولسترين يتناثر بين الأشجار في أماكن التنزه، لذلك قررت أن أجمعه وأحوله إلى مناظر ومجسمات تعكس واقع البيئة في منطقتي، فضلاً عن تاريخها العميق".

واستخدم الجلابنة في تشكيل المجسمات البولسترين والكرتون والسيلكون (مادة لاصقة) وألوان مائية ومواد أخرى.

- عقبات الحرفة

وحول عقبات الحرفة قال "كنت أخطئ كثيراً في التشكيل، ثم تطور الموضوع إلى أن وصلت مرحلة الإتقان".

أما عن طبيعة المنتجات، فقد ركز على تراث الأجداد والبيوت القديمة والقلاع والمزارع، كما تأثر كثيرا بقربه من قلعة عجلون الحاضرة في تصميماته على الدوام، حسب قوله.

وعن مشاركاته ومشاريعه المستقبلية، أفاد بمشاركته بمعارض محلية، كما أنه يطمح إلى "تمثيل بلاده بهذا الفن على المستوى الدولي".

ووأضاف الجلابنة في حديثه عن المدة الزمنية التي يحتاجها في تصاميمه "أي قطعة تحتاج من 10 إلى 12 ساعة، ولكن ليس بشكل متواصل".

وزاد "في الشهر الواحد أشكل 3 قطع، والإنتاج يعتمد على الطلب، حيث تكلفني الواحدة منها 10 دنانير (14 دولار)، وأقوم ببيعها بـ 15 ديناراً (21 دولاراً)".

واعتبر، أن "ما يميز هذه المجسمات إضافة إلى جمال التشكيل، خفة وزنها، وهذا مايتيح نقلها إلى أي مكان بسهولة".

- دعم محدود

وختم حديثه بالقول "إن أكثر من يقصدون تصاميمي هم زوار الأردن من دول الخليج ، فهي تنال إعجابهم لأنها من الواقع، وتحاكي التراث والتاريخ".

وأعرب عن أسفه لمحدودية الدعم لما يقوم به، مؤكداً "أن من يعمل بهذه الحرفة أشخاص لا يتجاوز عددهم أصابع اليد".

وتقع عجلون على بعد 76 كم من العاصمة عمان، وفي الشمال الغربي لمركز محافظة إربد، وتمتاز بمناخها المعتدل صيفا، ما يجعلها مقصدا للزوار من داخل الأردن وخارجه، إضافة إلى خضرتها الدائمة التي تضفي على المدينة الأردنية جمالا ساحرا يأسر ناظريه.

وفي عجلون، تقع أقدم القلاع التاريخية، التي تحمل اسم المدينة ذاتها، والتي تؤكد عمق تاريخها وتحاكي روعة الإبداع الإسلامي في صد التهديدات التي كانت تحدق به.

تتربع القلعة على أحد جبال المدينة، بموقع لم يأتِ عبثاً، وإنما كان اختياره نابعا من حنكة سياسية للقائد الإسلامي صلاح الدين الأيوبي، بعد أن أوعز لعز الدين أسامة عام 1184 ببنائها.

الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.