فيضانات الخليج.. خبير: تغيرات عالمية ستؤثر على 3 مليارات شخص (مقابلة)
عماد سعد، خبير الاستدامة والتغير المناخي، رئيس شبكة بيئة أبوظبي: منخفض "الهدير" ليس استثناء بصفته أحد مخرجات تغير المناخ، إنما استثناء من حيث كمية الهطول في يوم واحد
Jordan
ليث الجنيدي / الأناضول
** عماد سعد، خبير الاستدامة والتغير المناخي، رئيس شبكة بيئة أبوظبي:- منخفض "الهدير" ليس استثناء بصفته أحد مخرجات تغير المناخ، إنما استثناء من حيث كمية الهطول في يوم واحد
- العالم يشهد منذ عقد من الزمن تغيرات سريعة في خريطة توزيع الهطول المطرية مع ثبات كمية المياه
- التغيرات المستقبلية في توزيع الهطول قد تشمل أكثر من ثلثي مساحة اليابسة؛ ما يؤثر على حياة أكثر من 3 مليارات شخص
- الدول النامية أو الجنوب أو الهشة مناخيا والمنطقة العربية برمتها هي التي تدفع فاتورة أعلى من آثار التغير المناخي
- العالم يعاني من فوضى مناخية ففصول السنة تداخلت والتداعيات طالت وستطال كل دول العالم بدون استثناء
إثر منخفض جوي نادر، هطلت أمطار غزيرة استثنائية على دول في الخليج العربي طوال 3 أيام، تحولت إلى فيضانات أسفرت عن وفيات ومفقودين وأضرار مادية جسيمة.
والأربعاء، تراجعت كثافة الأمطار بسلطنة عمان والإمارات والبحرين، بينما تصاعدت مخاوف من احتمال تكرارها، في ظل تزايد الهطول المطري الناجم عن تغير المناخ.
ومنخفض "الهدير"، حسب خبير الاستدامة والتغير المناخي عماد سعد، في مقابلة مع الأناضول، "له أسباب مباشرة وأخرى غير مباشرة".
وأوضح سعد، وهو رئيس شبكة بيئة أبوظبي (خاصة تأسست عام 2011)، أن "من الأسباب الفيزيائية المباشرة وجود كتلة هوائية رطبة وصلت من المحيط الهندي، بالتزامن مع منخفض جوي، وارتفاع في درجة حرارة الأرض".
لكن "ما يهمني هو البعد غير المباشر، وهو التغيرات المناخية، فالعالم منذ عقد من الزمن يشهد تغيرات سريعة في خريطة الهطول المطري"، كما أضاف.
وبيَّن أن "مجموع كمية المياه العذبة على الكوكب بحالتها الفيزيائية من الناحية السائلة أو المتجمدة أو الغازية تبلغ ما ينوف عن 1400 مليون كيلو متر مكعب".
وزاد بأنها "كمية ثابتة لا تزيد ولا تنقص، بمعنى أن التغيرات المناخية لا تتعلق إلا بتوزيعها على المناطق واختلاف نسبها".
فيضانات وجفاف وأعاصير
وبالنسبة للتغيرات المناخية المستقبلية في توزيع الهطول المطري، قال سعد إنها "قد تشمل أكثر من ثلثي مساحة اليابسة؛ ما يؤثر على حياة أكثر من 3 مليارات شخص (من أصل أكثر من 8 مليارات) على أقل تقدير؛ بسبب الفيضانات أو الجفاف أو الأعاصير".
وشدد على أن "التغير المناخي بات حالة قائمة تطال كافة دول العالم، ولا توجد دولة بمنأى عن آثاره السلبية، بغض النظر عن حصة هذه الدولة أو تلك في سبب هذا التغير".
وتابع أن "حصة المنطقة العربية من الاحتباس الحراري أو من انبعاث غازات الاحتباس بالغلاف الجوي لا تتعدى 5 بالمئة، في حين أن الصين لوحدها 33 بالمئة".
واستطرد: "فالدول النامية أو دول الجنوب أو الدول الهشة مناخيا والمنطقة العربية برمتها (هشة مناخيا)، هي التي تدفع فاتورة أعلى من آثار التغير المناخي عن الدول المسببة لهذا التغير، فهو عابر للحدود".
فوضى مناخية
الخبير المناخي استشهد بقول أمين عام الأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إن التغير المناخي "أسرع من خطانا، ونحن بحاجة إلى جهود مضاعفة ولم يعد لدينا الوقت الكافي لنعود إلى ما قبل الثورة الصناعية، أي قبل عام 1850".
ولفت سعد إلى أنه "بالزمن الماضي كان يمكن التمييز بين فصول السنة، حتى تغير الحال، فتداخلت الفصول وعمّ العالم فوضى مناخية".
وأكد وجود "خلل في المنظومة المناخية بالعالم لا يقتصر سببه على دولة بعينها، كالإمارات أو سلطنة عمان، ولن يكون تأثير التغير حكرا عليهما، فالفيضانات الناجمة عن منخفض الهدير وصلت إلى اليمن".
وشدد على أن هذه التداعيات "طالت وستطال كل دول العالم بدون استثناء، ولا يوجد دولة بمنأى عن الآثار السلبية للتغير المناخي".
عصر الغليان العالمي
وردا على سؤال بشأن احتمال وجود دلالات معينة لما شهدته دول الخليج، أجاب سعد بأن "التغير المناخي أمر قائم وخطر قادم، فكما يقول غوتيريش: انتهى عصر الاحتباس الحراري، وبدأنا عصر الغليان العالمي، والجميع يدفع الثمن".
وأوضح أن "منخفض الهدير ليس حالة استثنائية بصفته واحد من مخرجات تغير المناخ، إنما هو استثناء من حيث كمية الهطول المطرية التي نزلت في يوم واحد على الإمارات أو سلطنة عمان".
وتابع أن "كمية الهطول المطرية على الإمارات خلال يوم واحد هي 254.8 مليميتر، وهو حدث استثنائي مناخي في تاريخ الدولة منذ 75 عاما، مقارنة بـ100 مليميتر معدل الهطول المطري السنوي بالدولة".
واستدرك: "ورغم كمية الهطول المطرية الاستثنائية، إلا أن شبكة الصرف الصحي استوعبت هذا الضغط الكبير بأقل من 24 ساعة".
وختم بأن "الأزمة المناخية الطبيعية بدول الخليج العربي أظهرت جودة شبكات الصرف الصحي والإجراءات المتبعة من جهات الاختصاص، وارتفاع مستوى وعي وتماسك المواطن والمقيم في التعامل مع التحديات المناخية".
معالجة التداعيات
ورغم تراجع كثافة الأمطار في سلطنة عمان والإمارات والبحرين، إلا أن فرقا محلية تواصل جهودها لمواجهة تداعياتها على مستوى الخسائر البشرية والأضرار المادية.
وفي سلطنة عمان، وفق الوكالة الرسمية، تسببت الأمطار بوفاة 19 شخصا، فيما أنقذت الشرطة منذ الأحد ألفا و630، وأجلت أكثر من 630 في المحافظات كافة.
وأعلنت وزارة الزراعة أن كمية مياه الأمطار التي احتجزها 49 سدا من سدود الحماية من مخاطر الفيضانات بعدد من الولايات تجاوزت 179 مليون متر مكعب بين يومي 14 و17 أبري/ نيسان الجاري.
وفي الإمارات، تواصل فرق العمل الميدانية أعمالها حتى إتمام مرحلة التعافي، حسب وكالة الأنباء الرسمية.
وشهدت الإمارات، وفق المركز الوطني للأرصاد، هطول أكبر كميات أمطار منذ بدء تسجيل البيانات المناخية في 1949.
كذلك في البحرين تتواصل إجراءات حصر الأضرار الناتجة عن الأمطار وتعويض المتضررين، وحصر المناطق التي شهدت تجمعا لمياه الأمطار وإخضاعها لبرامج تطوير، حسب الوكالة الرسمية.
الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.