أبو مرزوق: "سلاح المقاومة" لم ولن يطرح في مفاوضات المصالحة
موسى أبو مرزوق عضو المكتب السياسي لحركة حماس، كشف في مقابلة خاصة مع الأناضول، أن إسرائيل طلبت من دول عديدة ـ بينها روسيا ـ التوسط لدى حماس بخصوص جنودها "الأسرى".
Gazze
غزة / نور أبو عيشة / الأناضول
قال موسى أبو مرزوق عضو المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية "حماس"، إن حركته لن تقبل بمناقشة قضية "سلاح جناحها العسكري" خلال جلسات التفاوض مع حركة "فتح".
وذكر أبو مرزوق في حوار خاص مع وكالة الأناضول، أن هذه القضية لم تطرح على طاولة مناقشات وفد الحركة مع المسؤولين المصريين خلال الفترة الماضية.
وقال: "هذا الملف غير مطروح للنقاش، لا سابقا، ولا مستقبلا".
وأضاف: "سلاح المقاومة موجود لحماية الشعب الفلسطيني، ولا يعقل أن تلقي المقاومة الفلسطينية سلاحها ولا زالت أرضها محتلة وشعبها مشرد".
وتمتلك حركة حماس في قطاع غزة جناحا مسلحا يحمل اسم "كتائب القسام"، يعتبره المراقبون "قوة لا يستهان بها"، ويضم عشرات الآلاف من المقاتلين.
ولا يستبعد المراقبون أن يؤدي هذا الملف إلى حدوث إشكاليات بين حركتي حماس وفتح، حيث تنادي الأخيرة باقتصار حمل السلاح على الأجهزة الأمنية الحكومية، واعتماد المقاومة الشعبية والمفاوضات، ونبذ المقاومة المسلحة لإسرائيل.
وأكد أبو مرزوق أن حركته "حريصة على إنجاح جهود المصالحة الفلسطينية الحالية".
ورأى أن "الكرة الآن هي في ملعب حركة "فتح"، مؤكدا أن إنهاء الانقسام منوط بها، وبأداء حكومة الوفاق الوطني خلال المرحلة المقبلة.
وقال: "حماس قدمت ما لديها، وذللت العقبات، وسحبت الذرائع من أجل إتمام مصالحة وطنية شاملة".
وأضاف: "أبدينا مرونة عالية وتنازلا لأجل الشعب الفلسطيني، وتوحيد مؤسساته السياسية، والتخفيف من معاناة أهالي غزة، ولتوحيد الجهود ضد انتهاكات الاحتلال من استيطان وتهويد، وفرض أمر واقع".
وأردف: "نأمل ألا يكون مصير الجهود الحالية كسابقاتها، وسنستمر في الوقوف مع مصالح شعبنا الفلسطيني ولن نسمح بوأد طموحاته".
وأكد أبو مرزوق أن "الأمل في نجاح الجهود الحالية لإنجاز المصالحة كبير"، شريطة أن تتعامل الحكومة الفلسطينية "بمسؤولية وطنية وتقدم أولوية الوحدة".
وفي 17 سبتمبر / أيلول الجاري، أعلنت حركة "حماس" حل اللجنة الإدارية التي شكلتها في قطاع غزة لإدارة المؤسسات الحكومية، وذلك "استجابة للجهود المصرية لتحقيق المصالحة الفلسطينية وإنهاء الانقسام".
ودعت الحركة في بيان لها آنذاك، حكومة الوفاق للقدوم إلى قطاع غزة "لممارسة مهامها والقيام بواجباتها فورا".
وجاء حل اللجنة في إطار جهود بذلتها مصر خلال الفترة الماضية لتحقيق المصالحة الفلسطينية وإنهاء الانقسام المتواصل منذ منتصف 2007، في ظل تواجد وفدين من قيادات "حماس" و"فتح" بالعاصمة القاهرة، آنذاك.
وأعلنت الحكومة الفلسطينية الأحد الماضي أنها ستتوجه الإثنين القادم إلى غزة، وستعقد اجتماعها الأسبوعي هناك، وستبدأ تسلم مهام عملها.
** الفيتو الأمريكي على المصالحة
وقال أبو مرزوق، إن الولايات المتحدة الأمريكية رفعت الحظر الذي كانت تفرضه سابقا على إتمام المصالحة.
وردا على سؤال لوكالة الأناضول حول مصادر معلوماته في هذا الشأن، قال: "وصلتنا معلومات عبر مصادر خاصة بهم، وأخرى من دبلوماسيين غربيين، تؤكد أن الولايات المتحدة رفعت الفيتو عن المصالحة الفلسطينية".
وأضاف: "وهذا ما أشارت إليه تقارير صحفية أمريكية، بأن هنالك تغييرا في سياسة الإدارة الأمريكية".
ويرى أبو مرزوق أن رفع "الفيتو" عن المصالحة يمنح الرئيس الفلسطيني محمود عباس "هامشا لاتخاذ خطوة جريئة لإنهاء الانقسام الفلسطيني، بعد أن شكلت أمريكا عائقا رئيسيا".
وحول الأهداف الأمريكية من وراء هذه الخطوة، قال: "لعل هذا الموقف تمهيدا لسياسة أمريكية لم تتضح معالمها بعد".
وفي السياق ذاته، أكد أبو مرزوق أن حركته ما تزال ترفض شروط اللجنة الرباعية الدولية، أو التعاون مع "الاحتلال الإسرائيلي".
وقال أبو مرزوق: "لم تتغير شروط الرباعية الدولية الظالمة بحق شعبنا الفلسطيني، والتي تسببت في فرض حصار دولي على شعبنا لاختياره الديمقراطي الحر في انتخابات المجلس التشريعي عام 2006".
وكانت اللجنة الرباعية الدولية التي تضم الولايات المتحدة الأمريكية، وروسيا، والاتحاد الأوروبي، والأمم المتحدة، قد اشترطت على حركة حماس عام 2013 "نبذ الإرهاب، والاعتراف بحق إسرائيل بالوجود، والاعتراف بالاتفاقات الموقعة بين إسرائيل والفلسطينيين"، مقابل الاعتراف بها طرفا مقبولا ومعترفا به في الساحة الفلسطينية.
** تبادل الأسرى
وكشف أبو مرزوق أن بنيامين نتنياهو رئيس الحكومة الإسرائيلية، يطلب من جميع الأطراف "العربية والدولية" التوسط لدى حركته بخصوص جنوده الأسرى في قطاع غزة.
وأوضح أن العديد من الأطراف العربية والدولية أبلغت الحركة بضغوط نتنياهو في هذا المسار.
وذكر أن نتنياهو طلب من روسيا ومصر وتركيا وقطر وغيرها من الأطراف، التدخل بغرض إبرام صفقة تبادل أسرى جديدة مع حركته.
لكن أبو مرزوق أكد أن حماس لن تقبل بفتح هذا الملف قبل إفراج إسرائيل عن معتقلي صفقة التبادل السابقة الذين أعادت احتجازهم.
وقال: "الجميع يعلم أن هذا الموضوع على أجندة نتنياهو، أينما ذهب يطرحه للضغط على حماس، فقد طرح هذا الملف مع قطر وتركيا ومصر وروسيا وغيرهم".
وأضاف: "نتنياهو طلب من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين التدخل لدى حماس لإطلاق سراح الجنود الإسرائيليين الأسرى لديها، حسبما قالت موسكو لوفد الحركة الذي زار البلاد مؤخرا".
وتابع: "كما أن نتنياهو طلب تدخل كل من قطر وتركيا ومصر أيضا في ذلك الشأن".
وفي أبريل / نيسان 2016، كشفت كتائب القسام، الجناح المسلح لـ "حماس"، عن وجود "أربعة جنود إسرائيليين أسرى لديها"، فيما تشترط الكتائب الإفراج عن معتقلي صفقة تبادل الأسرى السابقة الذين أعادت إسرائيل اعتقالهم، للحديث عن الجنود الأسرى لديها.
** العلاقة مع روسيا
وقال أبو مرزوق إن وفد حركته الذي زار موسكو مؤخرا، أطلع الجانب الروسي على معاناة المعتقلين الفلسطينيين داخل السجون الإسرائيلية.
وتابع: "أوضحنا للروس أن لا معنى للحديث عن أي صفقة تبادل جديدة، قبل التزام إسرائيل بالاتفاقية السابقة (صفقة شاليط)".
وفي 18 سبتمبر / أيلول الجاري، زار وفد من حركة "حماس" العاصمة الروسية موسكو، لمناقشة "تطورات القضية الفلسطينية ومستجدات المصالحة، والدور الروسي المأمول في القضية الفلسطينية".
وقال أبو مرزوق إن موسكو لعبت دورا إيجابيا في مساعي إنهاء الانقسام، حيث دعت الفصائل الفلسطينية لعدة مرات ـ كان آخرها مطلع العام الجاري ـ من أجل إنهاء الانقسام.
وأبدى المسؤولون الروس لوفد الحركة "استعدادهم لعمل ما من شأنه إنجاز المصالحة وإنهاء الانقسام"، بحسب أبو مرزوق.
كما أيدت روسيا خلال لقائها وفد "حماس"، الخطوات التي اتخذتها الحركة في القاهرة لإنجاز المصالحة، وثمنت ذلك الموقف، بحسب قوله.
وبيّن أبو مرزوق أن روسيا تدرس تقديم مساعدات إنسانية لقطاع غزة تخفيفا للمعاناة التي يعيشها سكان القطاع.
ودعت حركة "حماس" المسؤولين الروس إلى التصدي للمساعي الأمريكية الرامية إلى وضع "الحركة على قوائم الأمم المتحدة للإرهاب".
** العلاقة مع مصر
ومن جانب آخر، أكد أبو مرزوق أن حركته بدأت بتأسيس "علاقة ثقة متبادلة وتعاون استراتيجي" مع الجانب المصري.
وقال: "لدينا قرار داخلي في الحركة بالانفتاح على مصر والوصول إلى علاقة استراتيجية معها".
وأشار إلى وجود تطور في العلاقة بين حركته ومصر، مشيرا إلى أن "عددا من قيادة الحركة (لم يسمّهم)، سيتواجدون بشكل دائم في مصر لتنسيق العلاقة معها ومتابعة حيثياتها".
وفي إطار هذا التطور، توقّع أبو مرزوق تغييرا في السياسة المصرية تجاه فتح معبر رفح البري.
وقال: "هذا ما نرجوه، فأوضاع أهلنا في غزة غاية في الضيق، والمرضى والطلاب وأصحاب الحاجات الإنسانية الذين يرغبون في السفر بلغ عددهم أكثر من 35 ألف حالة".
وبيّن أن مصر أبلغت الحركة بنيتها فتح معبر رفح بعد الانتهاء التام من أعمال البناء فيه.
واستكمل قائلا: "كما نعلم أن هناك معوقين، الأول الأمن في سيناء، والثاني سياسة (إسرائيل) في حصار قطاع غزة، وهي المسؤولة قانونيا عن القطاع".
كما نفى أبو مرزوق تطرق وفد حركته خلال زيارته للقاهرة، إلى ملف "تبادل الأسرى" مع الجانب الإسرائيلي.
** العلاقة مع إيران
وفي موضوع علاقات حركة حماس مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية، قال أبو مرزوق إن علاقة جيدة تربط حركته بطهران حاليا.
وعبر عن آماله بعودة تلك العلاقة إلى "أفضل من سابق عهدها".
وكشف أن طهران استفسرت من حركته حول طبيعة التفاهمات الأخيرة التي توصلت إليها الحركة مع كل من مصر، والقيادي المفصول من حركة "فتح" محمد دحلان المدعوم إماراتيا.
وأضاف: "إيران كعديد من القوى الدولية والإقليمية التي تهتم بمستجدات القضية الفلسطينية وسلوك حركة حماس السياسي، ولم تبدِ أي انزعاج من تلك التفاهمات".
وبيّن القيادي في حركة "حماس" أن إيران من "أكثر الدول التي دعمت المقاومة الفلسطينية بالمال والسلاح ـ في أحلك الظروف ـ، كما ينسب لها فضل مراكمة جزء هام من مقدرات القوة لكتائب القسام".
الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.