أردني يصنع الأثاث المنزلي من قطع السيارات المستعملة
كانت البداية لدى عصفور، عندما قرر أن يلتحق بالجامعة الأردنية الألمانية (حكومية)، لدراسة الهندسة الصناعية. إلا أنه، وبعد عامين على ذلك، لم يجد في تخصصه ما يحقق له مراده، فانتقل إلى تخصص آخر، وهو التصميم، حيث كانت الانعطافة الأساسية في حياته.
Jordan
عمان / ليث الجنيدي / الأناضول
ـ عبد الرحمن عصفور يضع نفسه ضمن قائمة من ينطبق عليه أن "الإبداع هو النظر إلى المألوف بطريقة غير مألوفة"ـ لم يجد في تخصصه الجامعي ما يحقق له مراده، فانتقل إلى التصميم، حيث كانت الانعطافة الأساسية في حياته
"الإبداع هو النظر إلى المألوف بطريقة غير مألوفة"، مقولة قرر الأردني عبد الرحمن عصفور، أن يضع نفسه ضمن قائمة من تنطبق عليهم.
كانت البداية لدى عصفور، عندما قرر أن يلتحق بالجامعة الأردنية الألمانية (حكومية)، لدراسة الهندسة الصناعية. إلا أنه، وبعد عامين على ذلك، لم يجد في تخصصه ما يحقق له مراده، فانتقل إلى تخصص آخر، وهو التصميم، حيث كانت الانعطافة الأساسية في حياته.
الشاب الأردني (33 عاما)، ونتيجة تعلقه بالسيارات، أراد أن يكون قريبا منها، حتى داخل المنزل. ومن هنا جاءت الفكرة التي استطاع من خلالها أن يكتب اسمه على أهم وأرقى الماركات التجارية العالمية.
تقدم عصفور بمشروع تخرج إلى مشرفه في الجامعة، والذي تمثل بتحويل قطع السيارات القديمة والمستهلكة إلى أثاث منزلي، ويشكل فيها دروعا وكؤوسا (تعطى كجوائز وتكريم)، تتميز بأناقة التصميم وحسن التنفيذ.
مراسل الأناضول زار عصفور في مشغله الخاص، واطلع على مشروعه، الذي بات عنوانا للراغبين في الحصول على تصاميم فريدة من نوعها، بل وتعدى الأمر إلى "القطعة الوحيدة" التي لا مثيل لها في العالم.
يقول عصفور للأناضول: "أعشق السيارات منذ الصغر، ومن شدة حبي لها، بدأت البحث عن طريقة لحفظ قطعها داخل البيت، ومن هنا جاءت الفكرة".
ويضيف: "تقدمت بمشروع تخرجي إلى أستاذي الذي كان الداعم الأول لفكرتي القائمة على التصميم من قطع السيارات، وحققت المركز الثاني على الجامعة".
ويتابع: "أستخدم جميع قطع السيارات، باستثناء البلاستيكية منها، وعادة ما أستعمل في تصاميمي القطع الكلاسيكية؛ لأن فيها صلابة، وتضفي جمالية على المنتج".
ويستطرد: "أنا مختص بتصميم الأثاث المنزلي والكؤوس والدروع، وهي منتجات ذات طابع خاص، ولا تجدها في مكان آخر".
ويشير إلى أن "بعض المنتجات تكون قطعة وحيدة، ولا تتوافر إلا لدى زبون واحد دون غيره، ولا يمكن أن تجد القطعة المنتجة مرة أخرى".
ويردف: "أتعامل وفريق العمل المكوّن من 6 أشخاص، مع شركات عالمية وأفراد، ممن يبحثون عن التميز".
وعن ماركة منتجاته، يقول عصفور: "أعمل تحت اسم Auto ART وKing Trophies".
وحول ثمن المنتجات، يوضح: "ليس لدينا أسعار محددة، ويعتمد ذلك على الطلب وحجم القطع المستخدمة والزمن والجهد المبذول في عملية التصميم".
ويلفت إلى أن "تجهيز الطلب وتسليمه يحتاج إلى شهر، ومن ثم يتم التغليف والشحن إلى الدولة والوجهة صاحبة الطلب".
سويسرا والدنمارك وبريطانيا وقطر والكويت وسلطنة عمان والسعودية والإمارات، هي أبرز البلدان التي وصلتها إبداعات عصفور الذي يتطلع إلى دخول منتجاته دولاً أخرى.
وحول معوّقات العمل، يوضح المصمم الأردني أنها تتعلق فقط بـ "صعوبة الشحن".
يؤكد عصفور أنه لم يتلقّ دعما من أي جهة، وكل ما يقوم به على نفقته الخاصة، لكن يأمل الحصول على ذلك.
النظرة إلى عمله في البداية، بحسب ما يقول، كانت على أنه "ليس فرصة عمل، وإنما هواية كما يصفها البعض، ولكنني الآن أمام عملي الخاص الذي لا يمكن أن أتخلى عنه، بعدما أصبحتُ العنوان الوحيد لهذه المنتجات".
ويقول: "قناعة الكثيرين بأهمية المشروع، دفع عددا من أصدقائي إلى العمل معي، رغم أن تخصصاتهم الجامعية ليس لها علاقة بالأمر. وكان لذلك الأثر الكبير في نفسي نحو مزيد من الإصرار على المضي قدما، والبحث عن تصاميم جديدة، تضفي طابع التميز والتفرد بلا منازع".
ويكمل المصمم الأردني: "ربما يتساءل البعض عن الأثر الجمالي لقطع السيارات داخل المنازل، خصوصاً أن حجم بعضها كبير. ولكني أقول إن التميز جاء من هنا".
ويبيّن "أحولها من قطع غير مستخدمة لا يمكن الاستفادة منها، إلى منظر جمالي، عبر طريقة تصميمها، وسهولة فكها وتركيبها داخل المنازل، من دون أدنى صعوبة، وبتشطيبات لا تترك عليها أثر الاستهلاك، لتضفي على مكان وجودها جاذبية تأسر الناظرين".
الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.