تركيا, التقارير, الدراما التركية

أكاديمي ماليزي: المسلسلات التاريخية التركية تذكّر بقيم المسلمين (مقابلة)

في حديث للأناضول، أوضح إسكندر شاه أنه يتابع باهتمام بالغ مسلسلي "قيامة أرطغرل" و"عاصمة عبد الحميد الثاني" التركيين، مسلطًا الضوء على أهمية مثل تلك الأعمال للعالم الإسلامي.

30.10.2019 - محدث : 30.10.2019
أكاديمي ماليزي: المسلسلات التاريخية التركية تذكّر بقيم المسلمين (مقابلة)

Kuala Lumpur

كوالامبور / عمر فاروق يلديز / الأناضول

محمد إسكندر شاه موهد رسيد، نائب رئيس جامعة التمويل الإسلامي العالمي بماليزيا:

- المسلسلات التاريخية التركية تذكّر بالقيم التي يجب على المسلمين في وقتنا الحاضر تبنيها.
- هذه المسلسلات (قيامة أرطغرل، وعاصمة السلطان عبد الحميد) توضح لنا كيف بدأت الحضارات العظيمة. وأنا كمسلم أشعر بالفخر بالحضارة التركية.
- قصة مسلسل أرطغرل تعكس وضع المسلمين في وقتنا الحالي. فهذا المسلسل يعطينا الأمل.
- "أرطغرل" يعلمنا أن الإنسان إذا نشد الصحيح والصائب رغم ما يواجهه من صعاب، سيحصل على أشياء جميلة حتمًا.
-أنتظر بفارغ الصبر مسلسل "قيامة عثمان" الذي سيبث قريبًا.


قال محمد إسكندر شاه موهد رسيد، نائب رئيس جامعة التمويل الإسلامي العالمي بماليزيا، إن المسلسلات التاريخية التركية "تذكّر بالقيم التي يجب على المسلمين في وقتنا الحاضر تبنيها".

وفي حديث للأناضول، أوضح إسكندر شاه أنه يتابع باهتمام بالغ مسلسلي "قيامة أرطغرل" و"عاصمة عبد الحميد الثاني" التركيين، مسلطًا الضوء على أهمية مثل تلك الأعمال للعالم الإسلامي.

ولفت إلى أن متابعته لمسلسل "قيامة أرطغرل" بدأت أثناء زيارته إسطنبول قبل 4 أعوام، مضيفًا "أوصاني صديق من تركيا بمشاهدة هذا المسلسل. وبعد عودتي من تركيا بدأت متابعته بالفعل على الإنترنت. وعلى مدار 4 سنوات كاملة وأنا أشاهده إلى جانب مسلسل السلطان عبد الحميد".

- تتحدث عني كمسلم

ونوه إسكندر شاه بأن مسلسل "قيامة أرطغرل" له علاقة وثيقة بالتاريخين التركي والإسلامي، مضيفًا "ومن النادر جدًا العثور على مثل هذه المسلسلات التي تلقي الضوء على التاريخ".

ومضى بالقول "رغم أن هذه المسلسلات تتناول بشكل أكبر التاريخ التركي، إلا أنني كمسلم أجد بها أشياءً تتحدث عني. لا سيما مسلسل قيامة أرطغرول الذي يتحدث عن حضارة كبيرة أسسها المسلمون".

كما شدد إسكندر شاه على أن هناك أهمية كبيرة لقيام أرطغرل غازي بالتوحيد بين كثير من الإمارات التركية، ووضع أسس دولة كبيرة كالدولة العثمانية.

وأشار إلى أن هذا يجب أن يكون عبرة للعالم الإسلامي في يومنا هذا؛ ليدرك المسلمون أن في الاتحاد قوة.

وتابع قائلًا: "كما أن قصة مسلسل أرطغرل تعكس وضع المسلمين في وقتنا الحالي. فهذا المسلسل يعطينا الأمل، ويعلمنا أن الإنسان إذا نشد الصحيح والصائب، رغم الصعاب، سيحصل على أشياء جميلة حتمًا".

ولفت إلى أن الصداقة الوثيقة بين شخصيات مسلسل "قيامة أرطغرل" أمر مهم للغاية، مضيفًا "تأثرت كثيرة بالصداقة الحميمية بين أرطغرل، وبامسي ودوغان، وهم من أبطال المسلسل".

وأضاف" رغم أنهم مجموعة صغيرة، إلا أن ما أبدوه من شجاعة يعلمنا أمورًا كثيرة في حقيقة الأمر، منها أننا لو تحركنا جميعًا على قلب رجل واحد فحتمًا سيكون النصر حليفنا. وهذا هو ما يحتاجه المسلمون حاليًا.

- كمسلم أفخر بالحضارة التركية

في سياق متصل ذكر إسكندر شاه أن المسلسلات التاريخية التركية ليست لمجرد التسلية فحسب، مضيفًا: "هي تحكي لنا كيف تنشأ الحضارات الكبرى. وأنا كمسلم أشعر بالفخر والاعتزاز بالحضارة التركية، وأريد أن أعرف الكثير عنها".

وشدد على ضرورة أن يكون هذا الشعور هو القاسم المشترك بين كل من شاهدوا المسلسل من المسلمين في جميع أنحاء العالم.

واستطرد "المسلسلات التاريخية التركية تبين لنا أهمية الاتحاد والقوة، وتذكرنا بالقيم التي يتعين على المسلمين في وقتنا الحالي تبنيها. فالماضي أحيانًا يعطينا الأمل، ويعلمنا أنه بالإمكان تحقيق الإنجازات والنجاحات التي حققناها بالماضي".

وفي ختام حديثه، أعرب الأكاديمي الماليزي عن تهنئته لصنّاع مسلسلي "قيامة أرطغرل" و"عاصمة عبد الحميد الثاني"، لافتًا إلى أنه ينتظر بفارغ الصبر مسلسل "قيامة عثمان" الذي سيبث قريبًا.

تجدر الإشارة إلى أن الدراما التركية، أبحرت، خلال السنوات الأخيرة، في أعماق التاريخ، لترصد الماضي على الشاشة الصغيرة، ما شجع الأتراك على التوجه لقراءة جديدة لتاريخهم، لا سيما وسط تطورات الأوضاع السياسية بالمنطقة.

فكانت مسلسلات مثل "قيامة أرطغرل"، و"عاصمة عبد الحميد الثاني"، وتطورات الأوضاع السياسية في الشرق الأوسط، كافية لإقبال الأتراك على شراء كتب التاريخ وقراءتها، بل والرفع من أعداد كتب التاريخ في رفوف المكتبات، ومعارض الكتب.

وفي فبراير/ شباط 2017، بدأت قناة (TRT1)" التركية، عرض أولى حلقات مسلسل "عاصمة عبد الحميد الثاني"، أسبوعيا، حيث يوثق أبرز الأحداث في الأعوام الـ 13 الأخيرة (1896-1909) من حياة السلطان عبد الحميد الثاني (ولد عام 1842 في مدينة إسطنبول) الذي دام حكمه 33 عاما.

وبعدما حقق معدلات مشاهدة قياسية في تركيا، عقب عرض عدة حلقات منه، بدأ المسلسل يحظى باهتمام وإقبال كبيرين على المستوى العالمي، حيث سيعرض على عدة قنوات عالمية.

وكشفت إدارة إنتاج المسلسل، من قبل أنها تلقت طلبات من أمريكا اللاتينية ومنطقة البلقان والشرق الأوسط وقطر وألبانيا لشراء حقوق بث العمل.

فيما تدور أحداث مسلسل "قيامة أرطغرل" بين ولايتي حلب وأنطاكية في القرن الثالث عشر، في زمن الصراعات والنزاعات بين الإمبراطوريات في المنطقة، في وقت تزامن مع وصول دفعات جديدة من قبائل الأوغوز التركية (التركمان) إلى المنطقة.

وواصل "قيامة أرطغرل" جذب أنظار واهتمام المشاهد العربي، في عدة مواسم، حيث عرضت آخر حلقاته في مايو/أيار الماضي، إذ تابعه الملايين بالمنطقة مترجما أو مدبلجا عبر شاشات التلفزيون أو مواقع تبادل الفيديوهات.

وشكل المسلسل خلال السنوات الخمس السابقة حدثا محليا ودوليا، بعد أن شاهده قرابة 3 مليارات إنسان في العالم، وبث عبر شاشات دول كثيرة، وحقق نجاحا كبيرا في العالم العربي.

واستعرض المسلسل نزاع المغول والروم على المنطقة، حيث كان المسلمون يعانون الكثير من المشاكل في القرن الثالث عشر خاصة ضعف الخلافة العباسية، وكان العالم الإسلامي بانتظار قائد بطل، ليظهر أرطغرل متحديا كل الظروف.

ولعب دور البطولة في المسلسل النجم إنغين ألتان دوزياطان على مدار المواسم الخمسة، فيما يجسد الفنان الشهير بوراك أوزجفيت دور عثمان في المسلسل المنتظر بثه الموسم المقبل، بعد التعاقد معه لخمسة مواسم.

وفي مايو/أيار وصل المسلسل إلى النقطة الأخيرة بعد 150 حلقة، وخمسة مواسم من النجاح واعتلاء نسب المشاهدة، دون إتاحة الفرصة لبقية المسلسلات والبرامج بالمنافسة، ليسدل الستار عن بطولة "أرطغرل"، وتفتح الستار مجددا العام المقبل، مع بطولات ابنه "عثمان" مؤسس الدولة العثمانية.

تجدر الإشارة إلى أن المسلسلات التركية حققت نجاحا ملحوظا، خلال السنوات العشر الأخيرة، على شاشات 156 دولة، بحجم تصدير بلغ قرابة 350 مليون دولار.

الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.
المواضيع ذات الصلة
Bu haberi paylaşın