الدول العربية, التقارير, قطاع غزة

أمراض جلدية تفتك بأطفال نازحين في غزة (تقرير)

- رنا أبو كرنوب: نزحنا إلى مدرسة مكتظة بالنازحين، وهناك انتشار للأمراض الجلدية بسبب مياه الصرف الصحي والنفايات والبعوض

Mohamed Majed  | 27.07.2024 - محدث : 27.07.2024
أمراض جلدية تفتك بأطفال نازحين في غزة (تقرير)

Gazze

غزة/ محمد ماجد/الأناضول

- رنا أبو كرنوب: نزحنا إلى مدرسة مكتظة بالنازحين، وهناك انتشار للأمراض الجلدية بسبب مياه الصرف الصحي والنفايات والبعوض
- محمد البسيوني: لا توجد مياه نظيفة ولا مواد تنظيف، وقد أصيب الأطفال بأمراض جلدية مختلفة
- الطبيب محمد الشيخ في مستشفى "المعمداني" بغزة: من أهم الأمراض التي تصلنا هي الالتهابات الجلدية المتعددة بسبب التلوث البيئي وانعدام المياه النظيفة

داخل مستشفى "المعمداني" في مدينة غزة، يستلقي أطفال فلسطينيون على الأسرة، وجوههم شاحبة، تظهر على أجسادهم آثار أمراض جلدية على شكل حبوب وبثور كبيرة.

وينتظر الأطفال المرضى، الذين يرافقهم ذووهم ويعانون من آثار النزوح المستمر، تلقي العلاج في ظل نقص حاد في الأدوية والمستلزمات الطبية جراء الحرب المستمرة منذ السابع من أكتوبر.

تلوث وانتشار أمراض جلدية

وفي أماكن النزوح المكتظة بالمواطنين في القطاع، انتشرت الأمراض الجلدية نتيجة لعدم وجود النظافة، وشح المياه، وانتشار مياه الصرف الصحي والنفايات، مما فاقم الوضع الصحي بسبب الحرب.

والسبت الماضي، قالت منظمة الأمم المتحدة للطفولة "يونيسف"، إن "أطفال قطاع غزة يواجهون ظروفا صعبة وسط الأمراض الجلدية والبيئة غير الصحية والأعمال العدائية التي لا تنتهي".

وأضافت المنظمة الأممية، في منشور على حسابها عبر منصة "إكس"، أن "أطفال غزة يواجهون ظروفا صعبة، منها الأمراض الجلدية، والبيئة غير الصحية، والأعمال العدائية التي لا تنتهي".

وشددت اليونيسف: "هناك حاجة إلى وقف إطلاق النار فورا".

وداخل المستشفى، تنظر الأم الفلسطينية رنا أبو كرنوب إلى طفلتيها بحزن شديد جراء انتشار حبوب كبيرة في جسدهن، صنفها الأطباء بأنها "جدري مائي".

وتقيم "أبو كرنوب" مع آلاف الأسر في مدرسة "أبو حسين" في مخيم جباليا شمالي قطاع غزة بعد أن نزحت من منزلها في بلدة بيت لاهيا بفعل الحرب.

تفاقم الأوضاع الصحية

وتعاني الأم داخل المدرسة من انتشار النفايات ومياه الصرف الصحي وانعدام مواد التنظيف، مما تسبب في انتشار الأمراض الجلدية بين النازحين.

وقالت للأناضول: "نزحنا إلى مدرسة مكتظة بالنازحين فلا بديل لذلك، وهناك مصابون بأمراض جلدية بسبب انتشار مياه الصرف الصحي والنفايات والبعوض، وعدم توفر الغذاء الصحي وندرة المياه النظيفة".

وأضافت: "أطفالنا يعانون من أمراض جلدية حادة، وقد تدهورت حالتهم الصحية بشكل ملحوظ، حيث انتشرت حبوب كبيرة على أجسادهم".

وتابعت: "لا يوجد علاج للأطفال ولا مكان نظيف نجلس فيه، ونعاني من أوضاع مأساوية داخل مدارس النزوح".

وبحسب إحصائية سابقة للمكتب الإعلامي الحكومي في قطاع غزة، أن عدد النازحين الذين أصيبوا بأمراض معدية نتيجة رحلات النزوح المتكررة جراء الحرب الإسرائيلية المستمرة بلغ أكثر من 1.5 مليون نازح فلسطيني.

ولا يختلف حال الفلسطيني محمد البسيوني عن وضع النازحة "أبو كرنوب"، حيث يعاني أيضا من نقص النظافة في البيئة وانتشار للأمراض الجلدية بين أفراد أسرته.

ويقول البسيوني، للأناضول: "نزحنا إلى المدرسة في ظل الحرب وتدمير منزلي في بيت لاهيا(شمال)، وهنا تغيب المياه النظيفة ومواد التنظيف، هناك تلوث كبير في المياه، وقد أصيب الأطفال بأمراض جلدية".

وأضاف: "أطفالي أصيبوا بأمراض جلدية متنوعة جراء التلوث، ولا يوجد علاج لهم".

وتابع: "نطالب العالم بالنظر إلينا بعين الرحمة وتوفير متطلبات الحياة ووقف الحرب".

ولفت إلى أن "الطعام الذي يصلنا عبارة عن معلبات غير صحية، مما تسبب لنا في سوء التغذية".

تلوث بيئي

فيما يقول الطبيب محمد الشيخ، في مستشفى "المعمداني" بغزة: "الأمراض الجلدية انتشرت بين صفوف النازحين بسبب تلوث البيئة، وانعدام المياه النظيفة، وعدم توفر الطعام الصحي، وتراكم النفايات ومياه الصرف الصحي".

وأضاف للأناضول: "تنتشر المشاكل الجلدية في أماكن النزوح المكتظة بشكل كبير جدًا بسبب التلوث جراء تداعيات الحرب".

وطالب الطبيب "بتوفير الأدوية للمرضى بشكل عاجل، وتوفير المياه النظيفة، ومعالجة مياه الصرف الصحي والنفايات المنتشرة في أماكن النزوح، وإدخال الأطعمة الصحية والمفيدة".

تدمير البنية التحتية

ويقول منسق اتحاد بلديات قطاع غزة، حسني مهنا: "تسببت الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة في تدمير وتضرر البنية التحتية لقطاع الصرف الصحي، خاصة محطات الضخ والشبكات المنزلية والخطوط الناقلة، في ظل قطع إسرائيل لإمدادات الوقود اللازم لتشغيل المضخات".

ويضيف للأناضول: "هذا الأمر أدى إلى طفح مياه الصرف الصحي في الشوارع والمناطق المنخفضة، وتسربها إلى شاطئ البحر في بعض المناطق، مما تسبب بكوارث بيئية وصحية خطيرة في ظل استمرار الحرب الإسرائيلية منذ 7 أكتوبر".

وتابع: "نعيش أزمات حقيقية وخطيرة جراء عدم قدرة البلديات على القيام بدورها على أكمل وجه بفعل الاستهداف الإسرائيلي المتعمد لطواقم ومرافق وآليات البلديات".

ومنذ بداية الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، يواجه الفلسطينيون معاناة النزوح، حيث يأمر الجيش الإسرائيلي أهالي مناطق وأحياء سكنية بإخلائها استعدادا لقصفها وتدميرها والتوغل داخلها.

ويضطر الفلسطينيون خلال نزوحهم إلى اللجوء إلى بيوت أقربائهم أو معارفهم، والبعض يقيم خياما في الشوارع والمدارس أو أماكن مثل السجون ومدن الألعاب، في ظل ظروف إنسانية صعبة وغياب الماء والأطعمة، وانتشار الأمراض.

وبحسب المكتب الإعلامي الحكومي في قطاع غزة، بلغ عدد النازحين داخل القطاع منذ 7 أكتوبر الماضي، مليوني شخص.

ومنذ 7 أكتوبر تشن إسرائيل بدعم أمريكي حربا مدمرة على غزة خلفت أكثر من 129 ألف قتيل وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود وسط دمار هائل ومجاعة قاتلة.

وتواصل تل أبيب الحرب متجاهلة قراري مجلس الأمن الدولي بوقفها فورا، وأوامر محكمة العدل الدولية باتخاذ تدابير لمنع أعمال الإبادة الجماعية ولتحسين الوضع الإنساني بغزة.

الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.