أوكار "داعش" في العراق (إطار)
- فلول التنظيم تتمركز في 6 مناطق، معظمها جبلية وصحراوية وأحراش ذات طبيعة وعرة يصعب توغل قوات الأمن فيها - تنطلق فلول التنظيم من تلك الأوكار نحو المناطق السكنية وتشن هجمات خاطفة ضد قوات الأمن على طريقة العصابات
Iraq
بغداد / إبراهيم صالح / الأناضول
- فلول التنظيم تتمركز في 6 مناطق، معظمها جبلية وصحراوية وأحراش ذات طبيعة وعرة يصعب توغل قوات الأمن فيها
- تنطلق فلول التنظيم من تلك الأوكار نحو المناطق السكنية وتشن هجمات خاطفة ضد قوات الأمن على طريقة العصابات
رغم إعلان العراق عام 2017، الانتصار على تنظيم "داعش" الإرهابي واستعادة كامل أراضيه، إلا أن التنظيم لا يزال يحتفظ بخلايا نائمة في عدة مناطق ينطلق منها لشن هجمات بين فترات متباينة.
وفي صيف 2014، شن التنظيم هجوما ضاريا على مدن وقرى وبلدات عراقية، انطلاقا من المناطق الصحراوية والجبلية الوعرة، واستطاع السيطرة على نحو ثلث مساحة البلاد.
وبعد حملات واسعة ومتكررة شنتها القوات العراقية خلال أكثر من عامين بمساندة التحالف الدولي لمواجهة "داعش"، أعلن العراق أواخر 2017، الانتصار على التنظيم واستعادة كافة الأراضي المحتلة.
لكن فصول الرواية لم يكتب لها النهاية بعد، حيث هرب مئات وربما آلاف من عناصر التنظيم - وفق مراقبين ومصادر أمنية - إلى المناطق الصحراوية والجبلية الوعرة.
وأعاد التنظيم الانطلاق من تلك المناطق لشن هجمات خاطفة بأسلوب العصابات ضد القوات الأمنية، التي بدورها شنت حملات عديدة على هذه العناصر خلال العامين الأخيرين وقتلت عشرات منهم.
ويقدر العراق عدد مسلحي التنظيم بنحو ألف عنصر، وفق تصريحات سابقة لمسؤولين، لكن الرقم أقل بكثير من تقديرات الأمم المتحدة التي تشير إلى وجود نحو 10 آلاف عنصر من التنظيم في سوريا والعراق، غالبيتهم بأراضي الأخير.
وفيما يلي أبرز أوكار "داعش" في العراق حاليا:
** مثلث الموت
يعتبر مثلث الموت أبرز معاقل "داعش" في العراق، وهو عبارة عن منطقة تمتد من شمالي محافظة ديالى الواقعة شرقاً على حدود إيران إلى جنوبي محافظة كركوك وشرقي محافظة صلاح الدين في الشمال.
وتضم المنطقة سلسلة جبال حمرين ذات الطبيعة الجغرافية الوعرة والنائية، إضافة إلى انتشار الأحراش والبساتين في محيط المنطقة الجبلية، حيث تشكل تلك التضاريس بيئة مثالية لمسلحي "داعش" للاختباء والتخفي من أعين القوات العراقية وطائرات الاستطلاع التابعة للتحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة.
وتمتاز تلك المنطقة بوجود الكثير من التلال الجبلية والوديان والكهوف التي يختبئ بها مسلحو التنظيم عند اشتداد عمليات المراقبة والتفتيش.
وشنت القوات العراقية بدعم من التحالف الدولي عمليات تمشيط متكررة في المنطقة، إلا أنها لم تتمكن من اقتلاع فلول التنظيم من هناك، إذ أنهم يختفون بين الوديان والتلال بمجرد تحرك القوات.
وغالباً ما يتم استهداف مسلحي التنظيم ومخابئهم هناك بواسطة مقاتلات التحالف الدولي.
ومن معاقلهم في "مثلث الموت" يشن مسلحو التنظيم هجمات عنيفة على أهداف عسكرية ومدنية في محافظات كركوك وديالى وصلاح الدين وصولا إلى نينوى المجاورة.
** صحراء الأنبار
تعد الأنبار (غرب) أكبر محافظات العراق إذ تشكل ما يعادل نحو ثلث مساحة البلاد بنحو 138 ألف و500 كيلومتر متر مربع.
وتشكل الصحراء الشاسعة القاحلة الغالبية العظمى من مساحة المحافظة، وتمتد صحراء الأنبار غرباً من حدود سوريا والأردن وصولا إلى الحدود السعودية نحو الجنوب.
وتعد هذه البيئة القاسية مخبأً طبيعياً مهماً لمسلحي "داعش" في العراق، إذ يشن منها التنظيم هجمات متكررة في محافظة الأنبار وصولاً إلى العاصمة بغداد.
وتشن القوات العراقية حملات متكررة لتمشيط أجزاء من صحراء الأنبار في كل مرة على اعتبار أنه ليس بمقدورها تغطية المنطقة بحملة عسكرية واحدة نظرا لامتداد الصحراء الشاسع وهو ما يتيح للتنظيم التنقل والاختباء في كل مرة.
** بادية الجزيرة
هي منطقة ممتدة بين محافظتي الأنبار (غرب) ونينوى إلى الشمال الغربي وصولا لحدود محافظة صلاح الدين إلى الشمال.
وتمتاز المنطقة بطبيعتها شبه الصحراوية، وهي نائية في الغالب وتشكل بيئة مناسبة لتحرك مسلحي "داعش" بين محافظات الأنبار وصلاح الدين ونينوى وصولا إلى الحدود السورية.
** حزام بغداد
يشمل قضاء الطارمية إلى الشمال وصولا إلى قضاء أبوغريب إلى الغرب وهي منطقة تابعة لبغداد، وتنتشر فيها البساتين والأحراش وتشكل بيئة طبيعية مناسبة لعناصر "داعش" للتخفي وشن هجمات من هناك في المناطق القريبة وصولا إلى بغداد.
وتشن قوات الأمن العراقية حملات تمشيط متكررة في المنطقة، إلا أنها تعد أحد أوكار "داعش" المهمة قرب العاصمة.
** الحدود السورية
تشكل الحدود السورية على امتداد نحو 600 كيلومتر هاجسا لدى السلطات العراقية، فهي لا تعد وكرا بحد ذاتها لكنها تشكل المصدر الأساسي لتدفق مسلحي التنظيم إلى داخل العراق قادمين من سوريا المجاورة.
ويتسلل مسلحو التنظيم بين طرفي الحدود في محافظتي نينوى والأنبار، ومن هناك يسلكون طرقا نائية في مناطق صحراوية عبر بادية الجزيرة لدخول مناطق شمالي محافظة صلاح الدين وصولا إلى "مثلث الموت".
** الفراغات الأمنية بين الجيش العراقي والبيشمركة
تعد الفراغات الأمنية بين قوات الجيش العراقي والبيشمركة (قوات إقليم كردستان شمالي البلاد)، أحد أبرز التحديات أمام جهود محاربة فلول "داعش".
وتمتد الفراغات من الحدود السورية شمالاً عند محافظة نينوى مرورا بمحافظة صلاح الدين وكركوك وصولا إلى ديالى على حدود إيران.
وتشكلت الفراغات عقب التوتر بين الجيش والبيشمركة عقب استفتاء الاستقلال الباطل عام 2017، إذ تمتد بينهما ما يشبه الأرض الحرام بين جيشين وفي بعض المناطق تكون بعمق بضعة كيلومترات وتعد فرصة لتحرك مسلحي "داعش" دون وجود قوات أمنية.
والعام الماضي، شكل الجانبان أربعة مراكز تنسيق مشتركة لتبادل المعلومات ومحاربة فلول التنظيم في مناطق الفراغات الأمنية بينهما، لكن لم يجر أي عمل مشترك فعلي على أرض الواقع، ولا يزال مسلحو التنظيم يتحركون بسهولة في تلك المناطق.
الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.