إيران تتوجه لانتخابات رئاسية وتوقعات بضعف الإقبال (تقرير)
يتوقع معظم المتابعين للشأن الإيراني، فوز المرشح المحافظ إبراهيم رئيسي في الانتخابات الرئاسية، المقرر إجراؤها الجمعة، فيما لا يعول الناخبون عليها في إحداث تغييرات حقيقية تنعكس إيجابا على السياسة والمجتمع.
Tahran
طهران / محمد قورشون / الأناضول
مواطنون إيرانيون للأناضول:ـ لن أذهب إلى صناديق الاقتراع لأنني لم أعد مؤمنا بقدرة الانتخابات على إحداث تغيير
ـ الدعاية والوعود لم تعودا تؤثران على الشارع الإيراني ومشاكله الاجتماعية والاقتصادية
ـ المترشحون لم يحققوا نجاحا ملحوظا خلال سنوات خدمتهم في مؤسسات حكومية
يتوقع معظم المتابعين للشأن الإيراني، فوز المرشح المحافظ إبراهيم رئيسي في الانتخابات الرئاسية، المقرر إجراؤها الجمعة، فيما لا يعول الناخبون عليها في إحداث تغييرات حقيقية تنعكس إيجابا على السياسة والمجتمع.
وبحسب معطيات مركز الانتخابات بوزارة الداخلية، يبلغ عدد الناخبين المسجلين 59 مليونا و310 آلاف و307، فيما تظهر استطلاعات الرأي أن نسبة المشاركة في الانتخابات ستكون متدنية.
وفي أحدث استطلاع أجرته وكالة استطلاعات الرأي الإيرانية، بلغ معدل الناخبين الذين صرحوا بأنهم سيذهبون إلى صناديق الاقتراع 38 بالمئة، فيما يرى مراقبون أن الرقم المذكور يمثل أدنى مستوى للمشاركة في الانتخابات منذ عام 1979.
ـ اهتمام شعبي ضعيف
وأعلن سياسيون إصلاحيون، وزعيم المعارضة، رئيس الوزراء السابق مير حسين موسوي، الموضوع رهن الإقامة الجبرية، والرئيس السابق محمود أحمدي نجاد، مقاطعتهم للانتخابات الحالية.
كما دعا 87 ناشطا سياسيا ومدنيا، بينهم ابنة الرئيس السابق علي أكبر هاشمي رفسنجاني، والنائب السابق فايز هاشمي، والدبلوماسي السابق منصور فرهنك، والصحفي علي كلاي إلى مقاطعة الانتخابات.
من ناحية أخرى، تخلى علي لاريجاني، مستشار المرشد علي خامنئي، رئيس مجلس النواب الأسبق، عن صمته تجاه منعه من الترشح، مطالبا مجلس صيانة الدستور بتوضيح السبب، وعدم التصديق على طلبه لخوض الانتخابات.
جاء ذلك بالتزامن مع تعالي دعوات من كلا الجناحين، الإصلاحي والمحافظ لمقاطعة الانتخابات، ترافق مع تدني مستوى الاهتمام الشعبي بالانتخابات ونتائجها.
ـ لا أعرف المترشحين
وقال رسول جهانبين، أحد التجار في السوق الكبيرة بالعاصمة طهران، إنه صوت في العديد من الانتخابات سابقا، لكنه لن يذهب هذه المرة إلى صناديق الاقتراع لأنه لم يعد يؤمن بقدرتها على إحداث تغيير.
وتابع لمراسل الأناضول: "لا أعرف أيا من المترشحين في الانتخابات الحالية. لهذا لن أذهب إلى صناديق الاقتراع. لم أستمع لوعودهم وبياناتهم، ولم أتابع مناقشاتهم المتلفزة. عموما، تختلف الوعود والإجراءات بعد الانتخابات اختلافا كبيرا".
وأعرب عن اعتقاده أن نسبة المشاركة في الانتخابات الحالية ستظل منخفضة مقارنة بالسابق، مرجعا السبب إلى الأزمة الاقتصادية التي واجهتها البلاد خلال السنوات الماضية، وأن الدعاية والوعود لم تعودا تؤثران على الشارع الإيراني ومشاكله الاجتماعية والاقتصادية.
ـ قراري لن يتأثر بوعود المترشحين
من جهتها، قالت المواطنة فردا نيكونام، إن بلادها عانت كثيرا جراء الأزمة الاقتصادية، وإن الدعايات الانتخابية التي نظمها المرشحون لن تؤثر على قرارها في الإحجام عن التصويت.
وتابعت: "بالتأكيد لن أصوت. أدليت كثيرا بصوتي الانتخابي لكن ما الذي تغيّر؟ لا شيء. الوعود التي قدمها المرشحون لن تتحقق على أرض الواقع، ولن تثنيني عن قراري في الإحجام عن المشاركة".
وأضافت: "في السنوات الأربع الماضية، ازداد كل شيء سوءا، أصبح الأثرياء أكثر ثراء، والفقراء وهم السواد الأعظم أكثر فقرا".
وتوقعت نيكونام، أن تكون نسبة المشاركة في الانتخابات ضعيفة، وأن كثيرين ممن حولها يفكرون في مقاطعة الانتخابات.
وأردفت: "في عهد الشاه، ظلت أسعار مواد كثيرة ثابتة لسنوات. الآن سعر جميع المنتجات يتغير كل صباح. الناس لا حول لهم ولا قوة، ولا توجد جهة تستمع إلى مطالبهم ومشاكلهم".
ـ لا أحد من المترشحين مؤهل للرئاسة
من ناحية أخرى، قال مرتضى علي زادة، لمراسل الأناضول، إن المترشحين خدموا سابقا في مؤسسات الدولة، لكنهم لم يحققوا نجاحا ملحوظا خلال سنوات عملهم.
واعتبر أن "لا أحد من المترشحين الحاليين مؤهل لرئاسة إيران. يجب أن يكون الرئيس شجاعا. إذا لم يكن كذلك، فلن يستطيع قول الحقيقة ومحاربة الفساد".
كما عبرت المواطنة راضية حسين زادة، عن استيائها من عدم قدرة الانتخابات على إحداث تغيير في الحياة السياسية والاجتماعية.
وتابعت للأناضول: "صوتنا في جميع الانتخابات الرئاسية السابقة، ولم يحدث أي تغيير. كانوا يعدونا بتحسين الخدمات بما فيها الماء والكهرباء، التي أصبحت حاليا أملًا صعب المنال".
بدورها، انتقدت المواطنة زهرة هاشيمبور، حالة عدم المساواة المتفشية في المجتمع، مطالبة الرئيس القادم بحل مشاكل الشعب ومعاناة الأشخاص ذوي الدخل المنخفض على وجه الخصوص، وسد الفجوة بينهم وبين الأثرياء.