الخيام لا تقي برد الشتاء... مأساة أخرى للنازحين في غزة (تقرير)
- مع دخول الشتاء يعيش آلاف الفلسطينيين المهجرين قسرا بمخيم مكتظ بالخيام أقيم على ملعب كرة قدم في ظل الإبادة
Gazze
غزة/ محمد ماجد/ الأناضول
- مع دخول الشتاء يعيش آلاف الفلسطينيين المهجرين قسرا بمخيم مكتظ بالخيام أقيم على ملعب كرة قدم في ظل الإبادة- النازحة مريم صبح للأناضول: نتمنى ألا تمطر حتى لا تغرق خيامنا بالمياه
- النازح مصطفى جمال للأناضول: الخيام لا تحمينا من البرد أو الأمطار والأطفال يعانون من الأمراض
تحت سماء ملبدة بالغيوم، بمدينة غزة، تجلس الفلسطينية مريم صبح (59 عاما) تحتضن حفيدتها الصغيرة داخل خيمة قماشية مهترئة تكسوها بقايا نايلون بالكاد تقي من تساقط الأمطار وبرودة الجو، في ظل إبادة ترتكبها إسرائيل منذ أكثر من 14 شهرا.
تحاول الفلسطينية بحضنها الدافئ مواجهة الرياح الباردة التي تتسلل داخل الخيمة، بينما يجلس باقي أفراد الأسرة ملتفين حول نار أشعلوها ببقايا الورق والنايلون في غياب أي وسيلة للتدفئة.
**شتاء اللجوء القاسي
في هذا الملجأ المؤقت، ومع دخول فصل الشتاء حيث ملعب كرة قدم تحول إلى مخيم مكتظ بالخيام، تعيش آلاف الأسر الفلسطينية التي هجرت قسرا من منازلها بمحافظة شمال القطاع الذي يشهد إبادة وتطهيرا عرقيا إسرائيليا منذ 5 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.
وفي المخيم البدائي ذي الأرض الطينية، يركض الأطفال في محاولة يائسة لتدفئة أجسادهم بالحركة، بينما يجلس كبار السن بصمت مثقل، وعيونهم شاخصة نحو الأفق، وكأنهم ينبشون في ذاكرة مثقلة بذكريات حياة طواها الخراب تحت الأنقاض.
وفي 5 أكتوبر الماضي، اجتاح الجيش الإسرائيلي شمال قطاع غزة، ويقول الفلسطينيون إن إسرائيل ترغب في احتلال المنطقة وتحويلها إلى منطقة عازلة بعد تهجيرهم منها تحت وطأة قصف دموي ومنع إدخال الغذاء والماء والأدوية.
وإثر تلك العملية، اضطر عشرات الآلاف من فلسطينيي شمال القطاع إلى النزوح قسرا تجاه مدينة غزة، حيث أقام معظمهم في خيام ومراكز إيواء.
ولم يسمح الجيش الإسرائيلي للنازحين بحمل أمتعتهم أثناء النزوح، ما جعل حياتهم داخل الخيام ومراكز الإيواء غاية في الصعوبة، وتفتقر إلى أبسط مقومات العيش الإنساني.
**خيام بلا حماية
وتحت خيمة قماشية بالكاد تصمد أمام الرياح والأمطار، تقول الفلسطينية مريم صبح، للأناضول: "نتمنى ألا تمطر حتى لا تغرق خيامنا بالمياه"
وأوضحت صبح، أنها تعيش بلا مأوى، في ظل احتضانها لأحفادها الأيتام، ولا يوجد ما يحميهم من البرد ولا ما يكفي من الفراش.
وأضافت: "الخيمة ليست مكانا مناسبا للعيش، خاصة للأطفال الصغار، حيث البرد والأمطار تزيد من معاناتنا".
**حياة لا تليق بنا
وفي خيمة أخرى قريبة، لا يختلف الوضع كثيرا مع الفلسطيني مصطفى جمال (55 عاما)، نزح قسرا من بلدة بيت لاهيا شمالي قطاع غزة.
وقال جمال للأناضول: "نزحت من بيت لاهيا تحت ظروف صعبة، وقصف قاسي وأمور لا تليق بأي مواطن".
وأضاف: "نعيش في خيمة بدائية لا توفر أدنى مقومات الحياة".
ولفت جمال، إلى أن الخيام لا تحميهم من البرد أو الأمطار، والأطفال يعانون من الأمراض بسبب الظروف المعيشية الصعبة، حيث لا يملكون الحطب لإشعال النار للتدفئة، ويفتقرون إلى الطعام، والماء، والملابس، والفراش.
ويعاني الفلسطينيون في غزة سياسة تجويع ممنهجة جراء شح في المواد الغذائية بسبب عرقلة إسرائيل إدخال المساعدات الإنسانية إلى القطاع، بحسب تأكيدات مؤسسات أممية ودولية عديدة.
وانخفاض درجات الحرارة والأمطار يزيد معاناة النازحين، ما يعرض الأطفال وكبار السن للأمراض في ظل انهيار النظام الصحي ونقص الأدوية بغزة.
وأوضح جمال، أن أوضاعهم ليست إنسانية، وما يعيشونه لا يليق بهم كبشر.
وناشد العالم العربي والإسلامي أن يلتفت لهم، وأن ينظر بعين الرحمة لمعاناتهم.
وحسب المكتب الإعلامي الحكومي بغزة، بلغ عدد النازحين داخل القطاع منذ بدء الإبادة الجماعية الإسرائيلية مليوني شخص من أصل 2.3 مليون إجمالي الفلسطينيين فيه.
وبدعم أمريكي ترتكب إسرائيل منذ 7 أكتوبر 2023، إبادة جماعية في غزة خلّفت قرابة 153 ألف قتيل وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنين.
وتواصل إسرائيل مجازرها متجاهلة مذكرتي اعتقال أصدرتهما المحكمة الجنائية الدولية في 21 نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، بحق رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع السابق يوآف غالانت، لارتكابهما جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية بحق الفلسطينيين في غزة.
الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.