
Ankara
دكا/ فيصل محمود/ الأناضول
- بنغلاديش استدعت الثلاثاء، سفير ميانمار لديها احتجاجا على مقتل شخصين في اشتباكات قرب الحدود البلدين- صراع مسلح منذ أشهر بين المجلس العسكري الحاكم في ميانمار وجماعات متمردة على طول الحدود مع بنغلاديش
- وزير خارجية بنغلاديش: لم نعد قادرين على تحمل عبء العنف في ميانمار، ونستضيف مليون مسلم من الروهنغيا
لم تسلم بنغلاديش من تبعات الصراع العسكري في جارتها ميانمار، بل إن الأمور تطورت بين البلدين الجارين، حيث استدعت دكا الثلاثاء، سفير ميانمار لديها يو أونغ كياو مو، احتجاجا على مقتل شخصين في اشتباكات قرب حدود البلدين.
والاثنين، لقيت امرأة بنغالية ورجل من أقلية الروهنغيا مصرعهما، عقب سقوط قذيفة هاون أطلقت من ميانمار على بلدة غمدوم الحدودية بمنطقة بندربان جنوب شرق بنغلاديش.
وأصيب بنغال آخرون برصاص أطلق من ميانمار الأسبوع الماضي، كما غادر آلاف من مواطني بنغلاديش القرى الحدودية، عقب اشتباكات مكثفة على طول حدود ميانمار، حسب ما أفاد مراسل الأناضول.
وتقاتل حكومة المجلس العسكري في ميانمار جماعات متمردة مسلحة منذ أشهر على طول الحدود مع منطقة بندربان الجبلية جنوب شرق بنغلاديش.
لم نعد نحتمل العنف
وتعليقا على تلك التطورات، اعتبر وزير خارجية بنغلاديش محمد حسن محمود، في تصريحات للأناضول، أن بلاده "لم يعد بإمكانها تحمل عبء العنف في ميانمار".
وأوضح محمود أن بلاده "تستضيف حاليا أكثر من مليون مسلم من الروهنغيا".
وفيما يتعلق بأفراد الشرطة والجيش والمؤسسات الأخرى في ميانمار الذين فروا من الصراعات ولجأوا إلى بنغلاديش في الأيام الأخيرة، قال محمود: "لا يمكننا تحمل عبء المزيد من شعب ميانمار".
وعن استدعاء بلاده سفير ميانمار، قال محمود: "لقد أعربنا للسفير عن مخاوفنا، لكنني لست متأكدا مما إذا كان هذا الأمر سيحسن الوضع هناك أم لا".
منع دخول الروهنغيا
وفي سياق عمليات النزوح واللجوء، أعلن حرس الحدود في بنغلاديش أنه لن يُسمح بعد الآن لمسلمي الروهنغيا من دخول البلاد، وأنه تم إعادة قارب يحمل 65 مسلما من الروهنغيا من المنطقة الحدودية.
بدوره، قال أستاذ العلاقات الدولية في جامعة دكا، ديلوار حسين، إن هناك احتمالا لحدوث "مزيد من تصعيد العنف على الحدود".
وأكد حسين للأناضول، أنه "من غير المسبوق تخلي مئات من حرس الحدود عن مواقعهم وفرارهم إلى بنغلاديش، ما يظهر خطورة الوضع".
وبسبب الصراعات بين الجماعات المسلحة والمجلس العسكري الحاكم في ميانمار، لجأ 264 شخصا معظمهم من الشرطة والجنود إلى بنغلاديش في 3 أيام فقط، وفق بيان حرس حدود الأخيرة.
مطالب وقف إطلاق النار
وقبل أيام، أدان 9 دول أعضاء بمجلس الأمن الدولي، الهجمات الجوية العشوائية التي تشنها ميانمار ضد المدنيين، مطالبين بوقف أعمال العنف في البلاد.
ودعت ممثلة بريطانيا الدائمة لدى الأمم المتحدة، باربرا وودوارد، في بيان مشترك يضم الإكوادو وفرنسا واليابان ومالطا وكوريا الجنوبية وسلوفينيا وسويسرا والولايات المتحدة، إلى "إنهاء هجمات جيش ميانمار ضد المدنيين والبنية التحتية المدنية".
وشدد البيان على أن "الوضع في ولاية أراكان على الحدود مع بنغلاديش مثير للقلق".
واستولى جيش ميانمار على الحكومة في 1 شباط/ فبراير 2021، بعد مزاعم بتزوير الانتخابات عام 2020 والتوتر السياسي بالبلاد.
واعتقل الجيش العديد من المسؤولين وقادة بالحزب الحاكم، وخاصة الزعيمة الفعلية للبلاد وزيرة الخارجية سو تشي، وأعلن حالة الطوارئ.
وجرى توجيه اتهامات إلى سو تشي، وهي: انتهاك القانون الوطني للكوارث الطبيعية وتزوير الانتخابات والاختلاس وقبول الرشاوى، والتحريض على التمرد وانتهاك قانون أسرار الدولة وقانون الاتصالات وقوانين الاستيراد والتصدير، على أساس أنها لم تلتزم بقواعد جائحة كورونا، وحاليا هي قيد الإقامة الجبرية.
الجماعات المسلحة في ميانمار
وفي 27 أكتوبر/تشرين الأول 2023، بدأت مجموعات مسلحة من "جيش التحالف الوطني الديمقراطي الميانماري" و"جيش أراكان البوذي" و"جيش تحرير تانغ الوطني" التي اجتمعت تحت اسم "تحالف الأخوة الثلاثة"، بشن هجمات ضد جيش ميانمار من ولاية شان في الشمال، قرب الحدود مع الصين.
ومع مواصلة تقدمها، استولت الجماعات المسلحة على مخفر للشرطة، ومعسكر للجيش في بلدة راثيداونج بولاية تشين الواقعة على الحدود مع الهند، كما زعم "جيش أراكان البوذي" سيطرته على بلدة باليتوا في الولاية.
ولجأ 43 جنديا فروا من هجمات "جيش أراكان البوذي" في تشين إلى ولاية ميزورام الهندية، فيما أعلنت قوات الأمن الهندية أنها نقلت جنودا من ميانمار إلى نقطة أخرى ثم سلمتهم إلى بلادهم.
كما زعم جيش أراكان أنه سيطر على بلدة باليتوا في ولاية تشين.
وفي 23 مارس/ آذار 2020، صنفت حكومة ميانمار "جيش أراكان" (من عرقية راخين) جماعة "إرهابية".
وتأسس "جيش أراكان" عام 2009، ويتخذ من ولاية كاتشين شمال ميانمار مقرا له، وهو عبارة عن جماعة متمردة بوذية من ولاية أراكان (راخين)، وهو الجناح المسلح للرابطة المتحدة لأراكان "ULA".
وتهدف الجماعة إلى تقرير مصير شعب أراكان متعدد الإثنيات، وحماية وتعزيز هويتهم الوطنية، وتراثهم الثقافي، ومصالحهم الفضلى، بحسب ما أعلن مسؤولوها.
ومنذ عقود، تواجه أقلية الروهنغيا المسلمة جرائم وفظائع وحشية على أيدي السلطات العسكرية والمليشيات البوذية، وفق الأمم المتحدة ومنظمات حقوقية دولية.
وتعمقت أزمة الروهنغيا عام 2017، مع بدء ارتكاب سلطات ميانمار "أعمال إبادة جماعية وتطهير عرقي" بحقهم، ما تسبب في فرار مئات الآلاف منهم إلى الجارة بنغلاديش للنجاة بأرواحهم، وصنفتهم الأمم المتحدة "الأقلية الدينية الأكثر اضطهادا في العالم".