الدول العربية, التقارير, العراق

العراق.. "مسيحيو القلعة" يتمسكون بالتركية لغة حياة (تقرير)

- ألفت عشرات العائلات المسيحية بمدينة كركوك شمالي العراق، التحدث فيما بينها باللغة التركية.

27.02.2022 - محدث : 27.02.2022
العراق.. "مسيحيو القلعة" يتمسكون بالتركية لغة حياة (تقرير) العراق.. "مسيحيو القلعة" يتمسكون بالتركية لغة حياة

At Ta mim

كركوك/ علي مكرم غريب/ الأناضول

- ألفت عشرات العائلات المسيحية بمدينة كركوك شمالي العراق، التحدث فيما بينها باللغة التركية.
- هم مواطنون عراقيون تركمان من أصل سرياني، يعيشون بمنطقة قلعة كركوك التاريخية.
- تبنوا التركية كلغة أم أقاموا بها صلواتهم وأدوا بها أدعيتهم وقداديسهم وترانيمهم الكنسية.

منذ مئات السنين، ألفت عشرات العائلات المسيحية بمدينة كركوك شمالي العراق، التحدث فيما بينها باللغة التركية، إضافة إلى إقامة الصلوات والترانيم الكنسية بالتركية.

وتعرف تلك العائلات بـ"مسيحيي القلعة"، وهم مواطنون عراقيون تركمان من أصل سرياني، يعيشون بمنطقة قلعة كركوك التاريخية، التي تشكل مركز مدينة كركوك ذات الغالبية التركمانية.

العراق..

ويتوارث مسيحيو القلعة التحدث بالتركية، جيلًا بعد آخر، بوصفها لغتهم الأم الوحيدة والوعاء الحاوي لمخزونهم الفكري وموروثهم الديني وعاداتهم وتقاليدهم.

ونتيجة لعقود طويلة من علاقات الجوار، تعلم مسيحيو القلعة اللغة التركية من جيرانهم تركمان كركوك، كما تبنوا أيضا الموروث والتقاليد التركمانية من طبخ وثقافة وملبس وحياة مدنية.

ولم يقتصر تحدث مسيحيي القلعة اللغة التركية منذ العهد العثماني فحسب، بل تبنوا التركية كلغة أم أقاموا بها صلواتهم وأدوا بها أدعيتهم وقداديسهم وترانيمهم الكنسية.

العراق..

** التعليم والعبادات باللغة التركية

قال لويس بهجت (76 عاما)، أحد مسيحيي قلعة كركوك، إنهم أولوا اللغة التركية أهمية خاصة، لاسيما خلال العهد العثماني، كما مارسوها بمجالات التعليم والعبادات، والصلوات التي لا زالت ترتل بها.

وأضاف بهجت في حديث الأناضول، أنهم يتحدثون التركية فيما بينهم، حيث أن عشرات العائلات المسيحية في كركوك تواصل الحفاظ على اللغة التركية وتعليمها للأجيال القادمة.

وأشار إلى حرصهم للحفاظ على العادات والتقاليد التي ورثوها عن أجدادهم، موضحا أن عائلات مسيحيي القلعة ما زالوا يحملون ألقابا تركية.

وذكر أن هناك عائلات تحمل ألقابا مثل "دوه جي" (جمال)، و"دميرجي" (حداد)، و"دكرمنجي" (طحان) و"هرمزلي" (الهرمزي)، مشيرا أن جزءا كبيرا من تجارة المدينة خلال العهد العثماني كان بيد المسيحيين.

وأشاد بالعهد العثماني في تاريخ العراق، قائلا إن "الناس عاشوا في ذلك العهد جنبا إلى جنب، مرتبطين فيما بينهم بأواصر حسن الجوار".

وتابع: "لقد عشنا على هذه الأرض بسلام ولقرون طويلة، لقد ساد الاستقرار والسلام في هذه الأراضي خاصة في العهد العثماني".

وأردف: "كانت قلعة كركوك التاريخية المنزل الكبير لجميع أهالي كركوك، مسلمين ومسيحيين، لذلك فإن مسيحيي القلعة يتقاسمون مع التركمان في كركوك اللغة والعادات والتقاليد نفسها".

العراق..

** الكتاب المقدس والترانيم

وذكر بهجت، أن الكتاب المقدس الذي بين أيديهم مكتوب باللغة التركية العثمانية، ومطبوع في مدينة إسطنبول عام 1882.

واستطرد: "لقد دأبنا على حماية هذا الكتاب المقدس، الذي تتناقله عائلات مسيحيي القلعة جيلًا بعد آخر، ومنذ 140 عاما بالضبط، ما زلنا نقرأه، وهو يعتبر مرجعنا الديني وقرة أعيننا".

بدوره، أفاد شاد نعوم، أحد مسيحيي القلعة للأناضول، إنهم لا زالوا يأدون الصلوات والترانيم والقداس والجناز في الكنائس باللغة التركية.

وأضاف أنهم يؤدون من وقت لآخر بعض الترانيم المسيحية في المنازل باللغة التركية أيضا، لاسيما في بعض الأيام الخاصة والأعياد الدينية.

وأشار إلى أن مسيحيي القلعة يحفظون الترانيم الدينية باللغة التركية، التي يتوارثونها جيلًا عن جيل.


الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.