الدول العربية, التقارير, سلطنة عمان

اللّبان.. نفط عُمان القديم واقتصاد المستقبل الواعد (تقرير)

بدأ استخدام اللبان العماني كبخور ثم تطور مع مرور الزمن ليدخل في صناعة العطور، ولمحافظة ظفار حصة الأسد من زراعة اللبان في السلطنة

05.01.2022 - محدث : 07.01.2022
اللّبان.. نفط عُمان القديم واقتصاد المستقبل الواعد (تقرير)

Zufar

أحمد يوسف / الأناضول

- بدأ استخدام اللبان العماني كبخور ثم تطور مع مرور الزمن ليدخل في صناعة العطور
- لمحافظة ظفار حصة الأسد من زراعة اللبان في السلطنة
- حرصت الهيئات المختصة في السلطنة على الحفاظ على أشجار اللبان

تستحوذ محافظة ظفار في سلطنة عمان على النصيب الأكبر من زراعة اللبان، إذ توفر أراضي المحافظة التربة والمناخ الملائمين لنمو الشجرة بشكل لا مثيل له في الدول الأخرى التي توجد فيها.

وحرصت الهيئات المختصة في السلطنة على الحفاظ على أشجار اللبان ومناطق زراعته باعتباره ثروة قومية، وذلك من خلال إنماء أشتال الأشجار وتشجيع المزارعين على استنباته وتهيئة الظروف المعينة على تعزيز إنتاجيته، نظرا إلى الطلب عليه محليا ودوليا.

** شجرة متأصلة

قال سالم عقيل، الباحث والمتخصص في التاريخ العماني، إن "اللبان شجرة قديمة ومقدسة في الحضارات ولها استخدامات شتى، إذ استخدمها المصريون القدماء في التحنيط، والرومان في المعابد، والعرب في مجالسهم، فلم يكن أحد يستغني عنها".

وأضاف عقيل للأناضول: "شجرة اللبان تنبت في أماكن خاصة بها، لأنها لا تسقى بالماء مباشرة، وتنبت في ظل الجبل وتعيش على الندى، كما أن اللبان يوجد في أربع دول، هي: الهند وعمان واليمن والصومال".

** أنواع اللبان

وأشار عقيل إلى أن أجود أنواع اللبان هو الظفاري (نسبة إلى منطقة ظفار في سلطنة عُمان) والذي يقسم إلى عدة أنواع، هي الحوجري والحاسكي والنجدي والشزري.

وأوضح أن النوع الحوجري هو الأجود، ويأتي بفص أبيض مع اخضرار ويستخدم في الطب، والنوع الثاني هو الحاسكي، الذي ينمو في شمال حاسك (ولاية سدح في ظفار).

أما النوع الثالث، فهو النجدي الذي ينمو في منطقة النجد بين الجبال والصحراء؛ فيما النوع الرابع هو الشزري، وهو نوع طيب جدا ورائحته فواحة، ويستخدم في البخور، وثمة مصانع خاصة في عُمان لإنتاج هذا النوع من اللبان.

"هناك نوع خامسا من اللبان يُسمى الشعبي، وهو أقل في الجودة لأنه ينبت في السهول، ويتعرض لماء المطر.. وكلما تعرض شجر اللبان للأمطار كلما قلت جودته"، وفق تعبير عقيل.

وقال إن الكثير من الأساطير حامت حول شجرة اللبان، "الهدف منها منع غزو المناطق التي تُزرع فيها هذه الشجرة، وقد فشل البرتغاليون في ذلك، كما الإسكندر الأكبر.. أما الملكة المصرية حتشبسوت، فبعثت السفن الكبيرة إلى ظفار لتجلب لها أطنانا من اللبان".

وعلى الرغم من تراجع استخدام اللبان مع التحولات التي شهدتها العصور الماضية، لفت عقيل إلى "أن تجارته استمرت وصُدّرت منه كميات كبيرة إلى أوروبا والهند والولايات المتحدة".

05.01.2022

اللّبان.. نفط عُمان القديم واقتصاد المستقبل الواعد

تستحوذ محافظة ظفار في سلطنة عمان على النصيب الأكبر من زراعة اللبان، إذ توفر أراضي المحافظة التربة والمناخ الملائمين لنمو الشجرة بشكل لا مثيل له في الدول الأخرى التي توجد فيها.

** الاستخدامات الطبية

ويستخدم اللبان كذلك طبيا، لعلاج الربو وتقوية الذاكرة، "وروي أن الإمام الشافعي استخدم اللبان لتنشيط الذاكرة، فأسرف في استخدامه إلى أن أصيب بسيولة في الدم فعزف عنه، وما يزال مستخدما إلى اليوم في الطب".

وكان باحثون من جامعة نزوى تمكنوا من مضاعفة وفصل وتنقية مادة في اللبان العماني، خضعت لأبحاث عالمية وثبتت كفاءتها في القضاء على عدد من الخلايا السرطانية.

** مواسم جني اللبان

ويبدأ موسم الحصاد من مايو/أيار إلى سبتمبر/أيلول من كل عام، بعد انتهاء الأمطار، ويتم فصل كل نوع من اللبان عن الآخر، وتبعد كل شجرة عن الأخرى بين 3 و5 أمتار، إذ تُلقح الأشجار عن طريق الهواء خلال فصل الشتاء.

وبحسب عقيل، تنتج الشجرة الواحدة أكثر من 17 كيلوغراما، والمنطقة التي تنتج فيها اللبان تسمى "منزل"، وهذه المنازل يملكها أفراد من خلال الشراء من أصحاب الأرض.

و"الشجرة يملكها تجار وملّاك، وعندما يموت المالك لا يجوز توريثها للنساء اللواتي يُجبرن على التنازل عن إرثهن من شجر اللبان، كي لا ينتقل إلى القبيلة الأخرى"، وفق المتحدث.

وتابع: "بعد انتهاء الحصاد يُحمل اللبان على الجمال إلى أسواق ظفار وسدح ومرباط، ثم تُوزن الكميات المباعة ويُفصل كل نوع على حدة، ثم يُخزن داخل مخازن خاصة".

** تميز شجرة اللبان في ظفار

من جانبه، لفت أحمد عامر العوايد، مشرف على محمية وادي دوكة التي توجد فيها الشجرة، إلى أن "اللبان أشجار طبيعية تنمو في أحد المواقع المسجلة في قائمة التراث العالمي عام 2002 تحت مسمى مواقع اللبان، وهناك أربعة مواقع ثقافية وموقع واحد طبيعي، وهو محمية وادي دوكة".

وأضاف: "الكثير من المهتمين يزورن محافظة ظفار وأحيانا يسعى السائح للوصول إلى المناطق الجبلية والأودية التي تحتوي على الأشجار، كما أن الوادي مهيأ لاستقبال الزوار، من حيث المرافق وزراعة الأشجار".

وأشار إلى "شجرة اللبان من البخوريات، وتوجد في محافظة ظفار التي تتميز عن غيرها بوجود هذا النوع من الأشجار التي لا بد لنموها من بيئة خاصة.. أسميها أنا بالشجرة المدللة، نظرا إلى وجودها في مناخ خاص".

وأردف: "اكتشاف النفط أوجد عدة وظائف جديدة وغير متعبة، فعزف الناس عن إنتاج اللبان وانخرطوا في المجال المدني لكون العمل في هذه الأشجار متعب.. كما أثر النفط على قلة تصدير اللبان إلى المناطق الأخرى".

الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.
المواضيع ذات الصلة
Bu haberi paylaşın