تركيا, التقارير

بذور وقشور ونباتات.. تركية تبدع أعمالا فنية من وحي الطبيعة (تقرير)

- تحوّل معلمة رياض الأطفال إشيل آدم أوغلو البذور وقشور الأشجار والأغصان والنباتات الجافة التي تجمعها من الطبيعة إلى أعمال فنية فريدة

Yakup Sağlam, Hişam Sabanlıoğlu  | 15.03.2025 - محدث : 15.03.2025
بذور وقشور ونباتات.. تركية تبدع أعمالا فنية من وحي الطبيعة (تقرير)

Mersin

مرسين (تركيا)/ يعقوب صاغلام/ الأناضول

- تحوّل معلمة رياض الأطفال إشيل آدم أوغلو البذور وقشور الأشجار والأغصان والنباتات الجافة التي تجمعها من الطبيعة إلى أعمال فنية فريدة
** آدم أوغلو للأناضول:
- لطالما سحرتني النباتات منذ صغري، وكنت أعتبرها عالمي الخاص
- كثيرون يندهشون عند رؤية التماثيل التي أصنعها من النباتات الجافة
- هذه المواد تتحلل بشكل طبيعي في الطبيعة، لذا فإن هدفي ليس إعادة تدويرها، بل رؤية ما لا يُرى

تتفنن معلمة رياض الأطفال التركية إشيل آدم أوغلو، بتحويل البذور وقشور الأشجار والأغصان والنباتات الجافة التي تجمعها من الطبيعة إلى أعمال فنية فريدة.

وتقيم آدم أوغلو(42 عامًا)، في مدينة مرسين المطلة على البحر المتوسط، جنوبي تركيا، حيث نشأت في بيئة قريبة من الطبيعة، ما عزز لديها حب النباتات والكائنات الطبيعية.

ومنذ صغرها، واظبت آدم أوغلو على قضاء أوقات فراغها بين الأشجار والنباتات، لتربي شغفها تجاه هذا العالم الفريد.

وخلال تجوالها في الطبيعة، اعتادت آدم أوغلو على جمع البذور والأغصان وقشور الأشجار والنباتات الجافة، دون أن يكون لديها في البداية هدف محدد لاستخدامها.

ومع مرور الوقت، بدأت بتصنيف هذه العناصر الطبيعية، ما دفعها إلى التفكير في استخدامها بطريقة فنية، فباشرت تصميم تماثيل صغيرة تجمع بين الفن والطبيعة، لتطوّر مهارتها في تصميم التماثيل، وأصبحت تصنع أعمالًا فنية أكثر دقة واحترافية.

والعام الماضي، نظّمت أول معرض لها، حيث عرضت أعمالها على الجمهور وحظيت بإعجاب واسع، بينما تسعى حاليًا لعرض أعمالها في معارض دولية، وتواصل العمل على تصميم تماثيل جديدة باستخدام المواد الطبيعية التي تجمعها.

** سكينة الطبيعة

وفي حديث للأناضول، قالت آدم أوغلو إن أعمالها الفنية تمنحها إلهامًا خاصًا، مشيرةً إلى أن شغفها بالنباتات بدأ منذ سنوات الطفولة.

وأضافت: "لطالما سحرتني النباتات منذ صغري، وكنت أعتبرها عالمي الخاص. بينما كان أصدقائي يلعبون في الأزقة والملاعب، كنت أنا منكبة في اللعب بالنباتات، واستكشاف هذا العالم الفريد والمميز".

وأكدت أن شغفها بالنباتات لم يكن بدافع تصميم التماثيل في البداية، بل كان نتيجة انجذابها لجمال الطبيعة.

وتابعت: "لم أبدأ بهذه الفكرة بغرض صناعة التماثيل، بل كنت أجمع البذور والأغصان التي تثير فضولي وأضعها في جيبي أثناء نزهاتي في الطبيعة. وبعد فترة، بدأت أشعر برغبة في جمعها في شكل معين".

وزادت: "كانت أعمالي في البداية بسيطة جدًا، لكن مع مرور الوقت، أصبحت العملية بالنسبة لي نوعًا من التأمل العلاجي. كنت حينما ألمس النباتات وأفحص تفاصيلها أثناء عملي، أشعر وكأنني أعيش في عالم آخر، لذلك لا يمكنني التوقف عن هذه الهواية، لأن الطبيعة بالنسبة لي المكان الأمثل للراحة والسكينة".

وأوضحت آدم أوغلو أنها بدأت أيضًا البحث في أسماء النباتات التي تستخدمها في صناعة التماثيل، وكيفية استخدامها في الطب التقليدي، وهو ما زاد من اهتمامها بهذا المجال، ومنحها شعورًا بالارتباط العميق مع الطبيعة.

** مصدر إلهام

تحدّثت آدم أوغلو عن ردود الفعل التي تتلقاها على أعمالها، مشيرةً إلى أن الكثيرين يشعرون بالدهشة عند رؤية التماثيل التي تصنعها من النباتات الجافة.

وأضافت: "الناس غالبًا ما يعتقدون أن ما أقوم به هو إعادة تدوير، لكنه ليس كذلك. هذه المواد تتحلل بشكل طبيعي في الطبيعة، لذا فإن هدفي ليس إعادة تدويرها، بل رؤية ما لا يُرى".

وأردفت: "عندما يدرك الناس أن هذه التماثيل يمكن أن تمنحهم منظورًا جديدًا للطبيعة، أشعر بسعادة أكبر. فكلما زاد وعي الناس بجمال الأشياء الصغيرة وغير المرئية في الطبيعة، كلما شعرت بمزيد من الراحة النفسية".

تصميم هذه الأعمال الفنية، وفق آدم أوغلو، يمنحها إحساسًا بالسعادة، وتشير إلى أن بعض أصدقائها أخبروها بأن النظر إلى أعمالها الفنية يساعدهم على الابتسام والشعور بالراحة، عندما يشعرون بالملل أو التوتر.

وختمت حديثها قائلة: "بالطبع، أتمنى أن تكون أعمالي مصدر إلهام لأكبر عدد ممكن من الأشخاص، لأنني أؤمن بأن الفن يمكنه تغيير طريقة رؤيتنا للعالم".

الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.
المواضيع ذات الصلة
Bu haberi paylaşın