دولي, التقارير

برويز مشرف.. "رجل الحرب والسلم" يفارق الحياة في دبي (بروفايل)

توفي الرئيس الباكستاني السابق، برويز مشرف، المعروف بـ "رجل الحرب والسلم" عن عمر 79 عاما بعد صراع طويل مع المرض في مستشفى بدولة الإمارات العربية المتحدة، وفق ما أكدت أسرته، الأحد.

05.02.2023 - محدث : 05.02.2023
برويز مشرف.. "رجل الحرب والسلم" يفارق الحياة في دبي (بروفايل) الرئيس الباكستاني السابق برويز مشرف

İslamabad

إسلام أباد/ عامر لطيف / الأناضول

- الجنرال العسكري السابق حكم باكستان من 1999 حتى 2008
- في 1999 أطاح في انقلاب غير دموي برئيس الحكومة آنذاك نواز شريف
- كان حليفا للولايات المتحدة وانضم لحربها ضد طالبان والقاعدة في أفغانستان بعد هجمات 11 سبتمبر
- كان مشرف يتحدث التركية بطلاقة، حيث تلقى سنوات دراسته الأولى في العاصمة التركية أنقرة

توفي الرئيس الباكستاني السابق، برويز مشرف، المعروف بـ "رجل الحرب والسلم" عن عمر 79 عاما بعد صراع طويل مع المرض في مستشفى بدولة الإمارات العربية المتحدة، وفق ما أكدت أسرته، الأحد.

مشرف، الجنرال العسكري السابق الذي حكم باكستان من 1999 حتى 2008، كان يخضع للعلاج في المستشفى الأمريكي، في مدينة دبي، وفق ما نقلت وسائل إعلام محلية عن أسرته ومصادر دبلوماسية.

وكان الرئيس الباكستاني الأسبق يعاني من الداء النشواني، وهو مرض نادر يتسبب في تلف الأعضاء.

توفي مشرف تاركا خلفه زوجته وابنه وابنته، ومن المقرر نقل جثمانه إلى باكستان ليُدفن هناك، بحسب ما نقلت قناة جيو نيوز عن أسرته.

وأعرب رئيس هيئة الأركان المشتركة الجنرال ساحر شمشاد ميرزا، وقائد الجيش الجنرال عاصم منير، في بيان، عن تعازيهما في وفاة سلفهما.

كما أعرب الرئيس عارف علوي، عن تعازيه في وفاة مشرف.

في 12 أكتوبر / تشرين الأول 1999، بعد 4 أشهر من انتهاء حرب الكارجيل بين الهند وباكستان، أطاح مشرف في انقلاب غير دموي برئيس الوزراء آنذاك نواز شريف وزج به في السجن.

شريف نفسه كان قبل عام قد رقّى مشرف إلى رتبة قائد الجيش، ليحل محل اثنين من كبار الجنرالات.

وكونه حليفًا لواشنطن، فقد تعرض مشرف أيضًا لانتقادات بسبب زيادة النفوذ الأمريكي في باكستان، ولا سيما بعد مئات الضربات بطائرات مسيرة على الحزام القبلي الشمالي الغربي بالقرب من الحدود الأفغانية، مما أسفر عن مقتل العديد من المدنيين.

رغم وصفه بالديكتاتور العسكري، أدخل مشرف بعض الإصلاحات الرئيسية للبلاد، لتدعيم الديمقراطية، منها إنهاء الانتخابات المنفصلة للأقليات الدينية في الانتخابات وزيادة عدد مقاعد المرأة في البرلمان، كما سمح للقنوات التلفزيونية الخاصة بالعمل في البلاد.

** رجل الحرب والسلم

من قيادة حرب كارجيل في عام 1999 إلى صياغة خطة سلام لكشمير مع الهند في عام 2006 ، حقق مشرف مكانة بارزة في التاريخ، كرجل حرب وسلام.

اشتهر مشرف بالتناقضات، فقد قدم مفهوم الديمقراطية الأساسية كما سمح بتدفق القنوات التلفزيونية للبلاد، كما عرّف الشفافية في القرارات الحكومية، لكنه بالوقت نفسه علق الدستور وأطاح بحكومة منتخبة.

وفق كثيرين، فإن باكستان البلد النووي لا تزال تدفع ثمن قرار الانضمام للحرب الأمريكية ضد الإرهاب بعد هجمات 11 سبتمبر / أيلول 2002 في الولايات المتحدة.

لكن يعتقد آخرون أنه لم يكن أمام مشرف خيار آخر، بالنظر إلى المناخ الدولي العام المؤيد للحرب التي قادتها الولايات المتحدة في أفغانستان ضد القاعدة وطالبان.

ويقول أولئك الذين تعاملوا معه، إن مشرف رجل جمع بين الشخصية المُلهمة والشخصية المُحبطة المثيرة للسخط، وبين الأنانية ونكران الذات وبين الشخصية المتواضعة والمغرورة.

وبحسب أصدقائه فهو جندي محترف، لكنه أيضا شخص يؤمن باستعراض القوة.

وكان آخر جنرال على قيد الحياة شارك في حربي 1965 و1971 ضد الهند.

حصل على واحدة من أفضل الميداليات العسكرية للبسالة في حرب عام 1965 كعضو في وحدة كوماندوز الجيش الباكستاني - مجموعة الخدمات الخاصة.

وُلد مشرف في 11 أغسطس / آب 1943 في مدينة دلهي الهندية، ونشأ في كراتشي وإسطنبول.

بعد إطاحته بحكومة شريف، أعلن نفسه "الرئيس التنفيذي" للدولة لغاية 2002، حينما أجبر الرئيس آنذاك رفيق طرار على الاستقالة وأعلن نفسه رئيسا للبلاد.

استمر في رئاسة البلاد حتى عام 2008، حيث قدم استقالته بعد أن واجه إجراءات عزله من قبل الائتلاف الحاكم الجديد.

بدأت مرحلة سقوطه عندما أقال رئيس المحكمة العليا آنذاك، القاضي افتخار تشودري، مما أدى إلى اندلاع حركة شعبية للمحامين.

في ديسمبر / كانون الأول 2019، قضت محكمة في باكستان بإعدام مشرف بعد إدانته بتهمة الخيانة على أساس تعليقه دستور البلاد عام 2007، ليكون ثاني رئيس بعد ذو الفقار علي بوتو ينال ذلك الحكم.

سعيد نظير، العميد المتقاعد في الجيش الباكستاني، قال للأناضول، إن مشرف كان "المهندس الرئيسي" لحرب الكارجيل بين باكستان والهند عام 1999.

الحرب اندلعت بعد أشهر من إبرام رئيس الوزراء الباكستاني آنذاك نواز شريف اتفاق سلام مع نظيره الهندي، أتال بيهاري فاجبايي، في لاهور.

مشرف كان في سريلانكا في جولة رسمية عندما قرر رئيس الوزراء شريف استبداله بالجنرال ضياء الدين، الذي كان حينها المدير العام لجهاز المخابرات الداخلية الباكستانية، في محاولة لإبقاء السيطرة المدنية على الجيش.

لم تسمح حكومة شريف لمشرف بالهبوط في مطار كراتشي، ما أجبر الجيش على الرد.

** اللمسة التركية

كان مشرف يتحدث التركية بطلاقة، حيث أمضى سنوات دراسته الأولى في العاصمة التركية، أنقرة، وحضر لاحقا دورة حربية في كلية الأركان العسكرية التركية.

قضى سنواته الأولى في تركيا من عام 1949 حتى عام 1956، عندما عمل والده في سفارة باكستان في أنقرة.

وكان مشرف كتب في مذكراته بعنوان "على خط النار": "السنوات السبع التي قضيناها هناك (في تركيا) كان لها تأثير كبير علي نظري للعالم".

وقال إن "تركيا وباكستان تتمتعان بالعديد من الأمور المشتركة، أولها وأهمها، الإسلام".

في 2005، عندما ضرب زلزال مدمر المناطق الشمالية لباكستان وتسبب بمصرع آلاف المدنيين، كان الشعب التركي أول من بادر لتقديم المساعدة. وكانت منظمات الإغاثة الإنسانية التركية موجودة بالفعل في المنطقة التي شهدت سقوط عدد كبير من الضحايا.

آنذاك، أعرب مشرف عن "دهشته" إزاء الاستجابة الفورية للشعب التركي، حيث قال "حتى قبل أن أحشد حكومتي، كان الأتراك بالفعل على الأرض يساعدون الناس".

الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.