الدول العربية, التقارير

بعد انفجار المرفأ.. تركيا مستعدة لترميم دور عبادة في بيروت (تقرير)

ـ مسجد محمد الأمين وكاتدرائية مار جرجس رمز للتعايش بين الديانتين الإسلامية والمسيحية ـ سفير أنقرة في بيروت قال إن تركيا نقلت إلى السلطات اللبنانية رغبتها بترميم المسجد والكاتدرائية

15.08.2020 - محدث : 15.08.2020
بعد انفجار المرفأ.. تركيا مستعدة لترميم دور عبادة في بيروت (تقرير)

Beyrut

بيروت / الأناضول

ـ مسجد محمد الأمين وكاتدرائية مار جرجس رمز للتعايش بين الديانتين الإسلامية والمسيحية
ـ سفير أنقرة في بيروت قال إن تركيا نقلت إلى السلطات اللبنانية رغبتها بترميم المسجد والكاتدرائية
ـ الخزف الذي يزين قباب المسجد مصنوع في تركيا ورسوماته مستوحاة من مسجد السلطان أحمد في إسطنبول
ـ انفجار بيروت أدى إلى تضرر 640 مبنى تراثيا بحسب "يونسكو"

وسط العاصمة اللبنانية بيروت رمزان لتعايش الديانتين الإسلامية والمسيحية حيث تعانق مآذن مسجد محمد الأمين، صليب كاتدرائية مار جرجس المارونية.

وحين وقع انفجار مرفأ بيروت في 4 أغسطس/ آب الجاري، تضرر المبنيان التاريخيان اللذان أضيئا أكثر من مرة بصورتي قبة الصخرة، وكنيسة مريم تضامنا مع مدينة القدس التي تحتلها إسرائيل.

وأعربت تركيا عن رغبتها في تولي مهمة إعادة إعمار وترميم المسجد، والكاتدرائية في ساحة الشهداء وسط بيروت.

وأدى انفجار مرفأ بيروت إلى تدمير آلاف الأبنية من حوله، كما تسبب في إلحاق الضرر بمسجد محمد الأمين، وكاتدرائية مار جرجس، على بعد قرابة كيلومترين من مكان الحادث.

** تركيا تتفقد الموقع

وتفقد سفير أنقرة ببيروت هاكان تشاكل المسجد والكاتدرائية مع فريق الهلال الأحمر التركي في إطار توجيه المساعدات اللازمة إلى لبنان.

وقال تشاكل للأناضول، أثناء زيارته مسجد محمد الأمين وكاتدرائية مار جرجس، إن بلاده تعرض على السلطات الدينية المسلمة والمسيحية بلبنان، استعدادها التام لإعادة إعمار كل من المسجد والكنيسة.

** مسجد محمد الأمين

يعود تاريخ بناء مسجد الأمين إلى عام 1853 حيث كان زاوية صوفية، قبل أن يعاد بناؤه بشكله العالي عام 2002.

ويستقبل المسجد زوار بيروت، ويتميز بواجهته الحجرية الصفراء، ومآذنه العالية، وقبابه ذات الزخارف الزرقاء.

وكان المسجد ضمن مخططات إعادة الإعمار الهادفة إلى منح المدينة رمزية دينية وسياحية كبيرة إبان تولي الراحل رفيق الحريري رئاسة وزراء لبنان.

ولكن بعد وضعه حجر الأساس اغتيل الحريري عام 2005، في هجوم على موكبه بسيارة مفخخة تحمل قرابة طن من المتفجرات، وافتُتح المسجد للعبادة بعد ثلاث سنوات من وفاته.

ودُفن جثمان الحريري في قبر بجوار المسجد.

وقال تشاكل، إن الخزف المستخدم في زخارف المسجد صنع في مدينة إزنيك التركية، ورسوماته مستوحاة من تلك الموجودة في مسجد السلطان أحمد التاريخي بمدينة إسطنبول.

واطلع تشاكل على الأماكن التي لحق بها الضرر في المسجد، لافتا إلى أن هيكله لم يتضرر، لكن سقف مصلى السيدات انهار، كما تضررت الأجزاء الداخلية منه.

وفي إطار تعليمات وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو، الذي زار بيروت بعد الانفجار للتضامن وتقديم رزمة مساعدات، أشار تشاكل إلى أن بلاده ستخاطب لجنة الفتوى اللبنانية المسؤولة عن مساجد البلاد لإعادة إعمار المسجد.

وأضاف تشاكل، أنه سيتم توجيه هذا الطلب بشكل مباشر في اللقاء الذي سيعقد مع مفتي لبنان عبد اللطيف دريان.

** كاتدرائية مار جرجس

كاتدرائية مار جرجس المارونية بدأ الأسقف يوسف الدبس بناءها عام 1884، وانتهى في 1894.

وتقع الكاتدرائية بجوار مسجد محمد الأمين وسط بيروت، وهي ذات رمز كبير للمسيحيين المارونيين من الطائفة الكاثوليكية بلبنان.

وبعد زيارته مسجد محمد الأمين، توجه السفير تشاكل إلى كنيسة مار جرجس التي تعرضت بسبب انفجار بيروت إلى تهشم زجاج النوافذ، وما عليها من أشكال مجسمات زجاجية ملونة.

وتلقى تشاكل أثناء زيارته الكاتدرائية معلومات عن حجم الدمار الذي لحق بها من المسؤولين.

وأشار إلى توجيه الوزير تشاووش أوغلو بتقدم تركيا بطلب لإعادة إعمار الكاتدرائية.

وأكد تشاكل، حرص تركيا على ترميم كاتدرائية مار جرجس، ومسجد محمد الأمين.

ولفت إلى أن رئيس الشؤون الدينية التركي علي أرباش، سيبلغ نظيره اللبناني عبد اللطيف دريان مفتي البلاد، والبطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي بهذه الرغبة أثناء زيارته لكل منهما، وذلك بعد أن قام بإرسال خطاب رسمي مكتوب إليهما.

** تضرر 640 مبنى تراثيا

وفي 4 أغسطس الجاري، قضت العاصمة اللبنانية ليلة دامية، جراء انفجار ضخم في مرفأ بيروت، خلف 177 قتيلا وأكثر من 6 آلاف جريح، وعشرات المفقودين، في حصيلة غير نهائية، إضافة إلى دمار هائل في البنى التحتية.

ووفق تقديرات رسمية أولية، وقع انفجار المرفأ في عنبر 12، الذي قالت السلطات إنه كان يحوي نحو 2750 طنا من مادة "نترات الأمونيوم" شديدة الانفجار، كانت مصادرة ومخزنة منذ عام 2014.

وقالت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة "يونسكو"، إن 640 من الأبنية التراثية تضررت جراء الانفجار، وإن 60 منها معرض للانهيار".

كما أعلنت المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي في لبنان، تضرر 3.972 مبنى، و4.214 سيارة جراء انفجار المرفأ في حصيلة غير نهائية.

ودفع الانفجار حكومة حسان دياب إلى الاستقالة، بعد أن حلت منذ 11 فبراير/ شباط الماضي مكان حكومة سعد الحريري، التي أجبرتها احتجاجات شعبية ترفع مطالب اقتصادية وسياسية على الاستقالة، في 29 أكتوبر/ تشرين الأول 2019.

ويزيد انفجار المرفأ من أوجاع بلد يعاني منذ أشهر، تداعيات أزمة اقتصادية هي الأسوأ في تاريخه الحديث، واستقطابا سياسيا حادا، في مشهد تتداخل فيه أطراف إقليمية ودولية.

الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.
المواضيع ذات الصلة
Bu haberi paylaşın