تركيا, التقارير

بعد تجفيفها لـ3 سنوات.. فنان تركي يحوّل عيدان القصب إلى آلات ناي (تقرير)

الحرفي والفنان عثمان كناردا الذي يصنع أحد أفضل أنواع آلات الناي في العالم من عيدان القصب المستخرجة من مستنقعات منطقة صامانداغ في ولاية هطاي قال للأناضول: آلات الناي التي أصنعها يستخدمها عازفو الناي المحترفين حول العالم

Mustafa Bikeç, Hişam Sabanlıoğlu  | 21.07.2024 - محدث : 21.07.2024
بعد تجفيفها لـ3 سنوات.. فنان تركي يحوّل عيدان القصب إلى آلات ناي (تقرير)

Bursa

بورصة/ مصطفى بيكج/ الأناضول

الحرفي والفنان عثمان كناردا الذي يصنع أحد أفضل أنواع آلات الناي في العالم من عيدان القصب المستخرجة من مستنقعات منطقة صامانداغ في ولاية هطاي قال للأناضول:
- آلات الناي التي أصنعها يستخدمها عازفو الناي المحترفين حول العالم
- على الشخص الذي يريد أن يبرع في مجال صناعة آلة الناي أن يكون أولا عازفا محترفا
- أفضل أنواع القصب لصنع الناي يوجد في صامانداغ، وهذه الحرفة ليست من الأعمال التي يمكن القيام بها على عجل
 

حبه وشغفه بآلة الناي الموسيقية، دفعاه إلى تكريس حياته وإمكانيته لصناعة أحد أفضل أنواع آلات الناي في العالم، فبالنسبة للحرفي والفنان التركي عثمان كناردا "من يريد أن يبدع في مجال صناعة آلة الناي عليه أن يكون أولا عازفا محترفا عليها.

ويقوم كناردا (63 عاما)، الذي برع في مجال العزف على الناي منذ 34 عاما، بتحويل عيدان القصب الذي ينمو في المستنقعات إلى آلات الناي الموسيقية، بعد تجفيفها في مخازن مظلمة لمدة تصل إلى 3 سنوات.

مسيرة حافلة

وبدأ كناردا، صانع الناي المعتمد من وزارة الثقافة والسياحة التركية، مسيرته الموسيقية عندما كان في السادسة من عمره بتعلم العزف على آلة المندولين (آلة وترية تشبه العود ولكن أصغر منه)

وأثناء دراسته في المرحلة الإعدادية، تعلم كناردا العزف على آلة الساز (آلة موسيقية وترية تتشارك فيها مختلف الثقافات في شرق البحر الأبيض المتوسط، والشرق الأدنى، ومنطقة آسيا الوسطى) على يد الفنان والموسيقي التركي إسماعيل أوزقاياجان، قبل أن يتعرف على الناي عام 1990.

بعدها، شرع كناردا في تعلم العزف على الناي على يد الفنان أحمد أقتوغ، وكذلك تعلم مهارات صناعة هذه الآلة الموسيقية الغارقة في القدم على يد الأستاذين حمدي دليل ونيازي صاين.

منح الحياة للقصب المتهالك

وإلى جانب عزف الناي، يعمل كناردا منذ عام 2002 على تحويل القصب الذي يجلبه من منطقة صامانداغ في ولاية هطاي (جنوب)، إلى صوت يفوح بالحياة، بعد تجفيفه في مخازن مظلمة لمدة 3 سنوات.

وتلقى آلات الناي التي يصنعها كناردا رواجا وطلبا كبيرا داخل البلاد وخارجها، مشيرا إلى أن آلات الناي التي يصنعها "يستخدمها عازفو الناي المحترفين حول العالم".

وقال كناردا للأناضول إن على الشخص الذي يريد أن يبرع في مجال صناعة آلة الناي "أن يكون أولا عازفا محترفا عليها".

وأشار إلى أن الأصوات الموسيقية الصادرة على آلة الناي تتغير حسب قطر وطول الآلة.

وأصاف: "رغم أن الآلة تبدو بسيطة للغاية، إلا أن فتح 6 و7 ثقوب وضبطها وفق تردد الأصوات الصادرة منها أمر صعب للغاية، وأنا أشعر بالفخر بإنتاجي أفضل أنواع آلات الناي".

وتابع: "أنا سعيد للغاية لأني صنعت آلات الناي بدقة وعشق للموسيقى أكثر من الاهتمام بالربح المادي"، موضحا أن هذه الحرفة "ليست من الأعمال التي يمكن القيام بها على عجل، بل تحتاج إلى الكثير من التأني والاهتمام".

واعتبر كناردا أن أفضل أنواع القصب لصنع الناي يوجد في صامانداغ، وأنه يجمعه من تلك المنطقة مع ابنه، الذي يعمل أيضا صانعا معتمدا لآلة الناي من وزارة الثقافة والسياحة.

وأردف: "ابني يعمل أيضا في صناعة آلات الناي بمدينة إسكي شهر (غرب) ولديه ورشة وتلاميذ يعلمهم أصول المهنة".

وروى أنه يذهب مع ابنه إلى هطاي في يناير/ كانون الثاني من كل عام، ويمكثا هناك لمدة أسبوع أو 10 أيام، حيث يتشاركان "مهمة نقع عيدان القصب بالمياه الباردة، ثم قصها ووضعها في مخازن لا ترى ضوء الشمس وتركها لتجف لمدة تصل إلى 3 سنوات".

صوت شجي

وفي حديثه للأناضول، أوضح كناردا أنه يعزف العديد من الآلات الموسيقية، ولكن يبقى للناي "صوته ورونقه الخاص".

ووصف تلك الآلة بأنها تتميز بصوتها "الشجي الذي يؤثر على الجسد والروح معا".

وقال كناردا: "لقد ترك صوت الناي أثره على روحي منذ تعرفت على هذه الآلة وترك في نفسي الرغبة لأصبح عازفا وصانع ناي محترفا".

ولفت إلى أنه يستخدم الزخارف الفضية لتزيين آلات الناي التي يصنعها.

الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.