بعد 9 سنوات من الترميم.. "قصر حمراء الأناضول" بحلة جديدةة (تقرير)
أصبح مسجد ودار الشفاء "ديفريغي الكبير" في ولاية سيواس التركية والمدرجان على قائمة التراث العالمي لليونسكو قبلة جديدة جاذبة للسائحين المحليين والأجانب.

Sivas
سيواس/ خليفة يالجن قايا/ الأناضول
- أصبح مسجد ودار الشفاء "ديفريغي الكبير" في ولاية سيواس التركية والمدرجان على قائمة التراث العالمي لليونسكو قبلة جديدة جاذبة للسائحين المحليين والأجانب.- يُعرف هذا المكان الذي بني قبل نحو 800 عامًا، باسم "قصر حمراء الأناضول"، لتشابه مع قصر الحمراء في غرناطة بإسبانيا.
- أعمال ترميم هذا المكان الأثري استمرت 9 سنوات وتمت بإتقان زاد من بهائه ورونقه.
- يعد هذا المكان أبرز المعالم التاريخية التي تركها الأجداد للأجيال اللاحقة.
- خاض زوار هذا المعلم بين أروقته تجربة تاريخية تُروى لأجيال قادمة.
-تعد بوابات هذا المعلم التاريخي أحد أبرز مكوناته المعمارية، بفضل زخارفها الفريدة التي تشكل رمزا لفن الزخرفة الإسلامية.
- شملت أعمال ترميم هذا المعلم الأثري تغيير السقف، وتنظيف الأحجار بالليزر، وتدعيم الأساسات بتقنيات الحقن، وغيرها من التقنيات.
أصبح مواطنو تركيا وزائريها على موعد مع أحد أبرز معالم العمارة الإسلامية التي أعيد ترميمها في البلاد بحرفية وإتقان، زادتا من بهائه ورونقه، وبات جديرا بالزيارة.
وقبل عام، فتح مسجد ودار الشفاء (مستشفى) ديفريغي الكبير في ولاية سيواس التركية (وسط)، المدرجان على قائمة التراث العالمي لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (يونسكو) أبوابهما لاستقبال الزائرين عقب عملية ترميم استغرقت قرابة 9 سنوات.
ومنذ افتتاحهما في 6 مايو/ آيار 2024 زار هذا المعلم آلاف الزائرين من داخل وخارج تركيا خاضوا بين أروقته تجربة تاريخية تُروى لأجيال قادمة.
- قصر حمراء الأناضول
يُعرف مسجد ومستشفى ديفريغي الكبير، وبنيا قبل نحو 800 عام، باسم "قصر حمراء الأناضول"، لتشابهما مع قصر الحمراء في غرناطة بإسبانيا، أحد أبرز معالم العمارة الإسلامية.
كما يُعد المسجد ودار الشفاء من أهم معالم السياحة الدينية والتاريخية في مدينة سيواس.
شُيّد مسجد ديفريغي الكبير عام 1228 بأمر من أحمد شاه، ابن سليمان شاه من حكام سلالة أولاد منكوجك، إحدى إمارات السلالات التركمانية التي حكمت في الأناضول في الفترة ما بين (1071-1252)، على مساحة 1280 مترًا مربعًا.
بينما شيّدت ابنته مليكة توران ملك، دار الشفاء في العام نفسه على مساحة 768 مترًا مربعًا، وذلك بجوار مسجد والدها.
وتعد بوابات هذا المعلم التاريخي أحد أبرز مكوناته المعمارية، وهي بوابة دار الشفاء، والبوابة الشمالية والغربية للمسجد، وبوابة محفل الشاه.
وتخطف هذه البوابات الأنظار بجمال زخارفها الفريدة التي تشكل رمزا لفن الزخرفة الإسلامية في تلك الفترة.
- ترميم لأجيال قادمة
شملت أعمال ترميم هذا المعلم الأثري التي انطلقت عام 2015، تغيير السقف، وتنظيف الأحجار بالليزر، وتدعيم الأساسات بتقنيات الحقن، وأعمال تدعيم أخرى.
كما تم شراء ملكية 190 مبنى مجاور للمعلم، لتوسعة حدائق المسجد ودار الشفاء وتزيينها.
وفي حديث للأناضول، قال إمام مسجد "ديفريغي الكبير"، نائل آيان، إن المسجد ودار الشفاء شهدا إقبالا واسعًا بعد انتهاء أعمال الترميم، التي تعد الأوسع نطاقا منذ بنائهما.
وأشار آيان إلى أن المسجد استقبل أعدادا كبيرة من الزوار خصوصًا خلال عيد الفطر، حيث بلغ عدد زوارهما معا نحو 72 ألف شخص.
ولفت آيان إلى إشادة الزوار بأعمال الترميم، مضيفا "جرى تنفيذ أعمال الترميم بأمانة وإتقان".
واعتبر إمام مسجد "ديفريغي الكبير" أن أعمال الترميم كشفت عن روعة هذا المعلم ومنحته المكانة التي يستحقها.
وأردف للأناضول: "بعد أعمال الترميم أستطيع القول إننا سوف نورث هذا المعلم للأجيال القادمة بالصورة المثلى".
- إقبال محلي ملحوظ
وفي السياق، كشف آيان أن أغلب زوار هذا المعلم الأثري لهذا العام "كانوا من السياح المحليين، إضافة إلى الزوار القادمين من اليابان وألمانيا".
وقال: "يأتينا زوار من اليابان وألمانيا، وعندما يرون هذا المعلم، يصابون بالدهشة ولا يستطيعون إخفاء إعجابهم، ويلتقطون الكثير من الصور التذكارية".
واستدرك: "بعض الزوار من اليابان وألمانيا أعربوا عن انبهارهم وتقديرهم لهذا الصرح والتحفة المعمارية."
وأشار آيان إلى أن الخبراء من مؤرخي الفن والمهندسين المعماريين الذين زاروا المكان أشادوا بجودة الترميم وحفاظه على أصالة المعلم التاريخي.
وانطلاقا من الأهمية التاريخية والفنية لهذا المعلم التاريخي، نصح آيان طلاب تاريخ الفن والهندسة المدنية والمعمارية بزيارة هذا "المكان العظيم" قبل التخرج من كلياتهم.
- الحفاظ على طابعة القديم
من جهتها، أشادت الزائرة عائشة كوزو بالمعلم، قائلة: "لاحظنا أن أعمال الترميم تمت بشكل متقن وبديع".
وشددت على أن الأثر "لم يفقد الأثر شيئًا من أصالته، وظل محافظًا على طابعه"، موجهة الشكر إلى جميع من ساهم في أعمال الترميم والمحافظة على هذا المعلم المهم.
أما بهلول كيراز، وهو زائر آخر من ولاية صقاريا، فقال إنه زار العديد من المعالم التاريخية من قبل، لكن مسجد ودار شفاء "ديفريغي الكبير" يتميزان بطابع مختلف تمامًا.
بدوره، أعرب إبراهيم أرسلان عن إعجابه الكبير بالمكان، قائلًا للأناضول إنه "لم يتمكن من إخفاء دهشته عند رؤيته للمرة الأولى"، موجهًا الشكر لكل من ساهم في إنجاز أعمال الترميم.
أما توغاي أصلان، فقال إنه رأى صورًا للمكان من قبل، لكن مشاهدته على الطبيعة كانت تجربة مميزة ومفرحة له.
كما أعرب كوكهان يارديمجي عن إعجابه الشديد بالمعلم الأثري، وقال إنه "يأسر قلوب الزوار بأصالته التاريخية"، معتبرًا المكان واحدًا من أبرز المعالم التاريخية التي تركها الأجداد للأجيال اللاحقة.
الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.