تفاوض بالنار.. إسرائيل تصعد ضرباتها للضاحية و"حزب الله" يرد بـ49 عملية (محصلة)
- الجيش الإسرائيلي شن سلسلة غارات جوية قوية على مناطق عدة في الضاحية الجنوبية ودخان أسود يغطي السماء فيما لم تتوفر على الفور معلومات عن خسائر
Lebanon
بيروت/ نعيم برجاوي/ الأناضول
- الجيش الإسرائيلي شن سلسلة غارات جوية قوية على مناطق عدة في الضاحية الجنوبية ودخان أسود يغطي السماء فيما لم تتوفر على الفور معلومات عن خسائر- "حزب الله" شن 49 هجوما على قواعد وقوات إسرائيلية ومستوطنات في أكبر عدد لهجمات يومية مقارنة بالرقم القياسي السابق وهو 34 هجوما السبت
- إسرائيل و"حزب الله" يضغطان عسكريا لدفع التفاوض والحصول على تنازلات وهوكشتاين يهدد بالانسحاب من الوساطة إذا رفضت تل أبيب المقترح الأمريكي
نفذ الجيش الإسرائيلي، مساء الأحد، سلسلة غارات جوية هي الأعنف على مناطق بالضاحية الجنوبية للعاصمة اللبنانية بيروت، فيما شن "حزب الله" أكبر عدد من الهجمات على أهداف إسرائيلية منذ بدء المواجهات الراهنة في 8 أكتوبر/ تشرين الأول 2023.
وأفاد مراسل الأناضول بأن الطيران الحربي الإسرائيلي شن أكثر من 7 غارات جوية قوية على مناطق الغبيري وبئر العبد وحارة حريك ومعوض والشويفات- العمروسية والطيونة في الضاحية الجنوبية لبيروت، في أعنف قصف منذ بدء الحرب.
وحسب وكالة الأنباء اللبنانية الرسمية فإن أصوات الغارات العنيفة سُمعت في أرجاء العاصمة ومحافظة جبل لبنان (وسط)، فيما غطى دخان أسود كثيف سماء الضاحية الجنوبية جراء القصف.
ولم تتوفر على الفور معلومات عن خسائر بشرية ولا أضرار مادية.
وجاء القصف عقب 3 إنذارات أطلقها متحدث الجيش الإسرائيلي للإعلام العربي أفيخاي أدرعي، عبر منصة "إكس"، دعا فيها إلى إخلاء 12 مبنى في مناطق الغبيري وشيفات والعمروسية وحارة حريك وبرج البراجنة والحدث.
أدرعي زعم، في بياناته خلال أقل من ثلث ساعة، أن هذه المباني توجد بالقرب من "أهداف ومصالح تابعة لحزب الله".
والضاحية الجنوبية هي المساحة بين ساحل بيروت الجنوبي وبداية جبل لبنان شرق العاصمة، وتتبع إداريا محافظة جبل لبنان (غرب)، وفي قلب الضاحية توجد منطقة حارة حريك على مساحة 1.82 كلم مربع.
وتبعد حارة حريك 5 كلم عن بيروت، وتوصف بالمعقل السياسي لـ"حزب الله"، حيث تضم مقراته الأمنية والسياسية، مثل مركز القيادة ومكاتب نوابه ومجلس شورى الحزب، بالإضافة إلى تركز سكاني كثيف.
** رقم قياسي
ومنذ بداية الأحد، أعلن "حزب الله" حتى الساعة 20:45 "ت.غ" شن 49 هجوما على قواعد عسكرية ومستوطنات وقوات وآليات عسكرية في جنوبي لبنان وشمالي إسرائيل.
وسجل الأحد، أكبر عدد لهجمات يومية لـ"حزب الله" منذ 8 أكتوبر 2023 مقارنة بالرقم القياسي السابق وهو 34 هجوما السبت، حسب رصد مراسل الأناضول لبيات الحزب اليومية.
ووفق إعلام عبري، أطلق "حزب الله" الأحد نحو 250 صاروخا على وسط وشمال إسرائيل، وذلك ردا على قصف إسرائيلي عنيف على بيروت السبت.
ويتسق تصعيد الأحد مع وعيد الأمين العام لـ"حزب الله" نعيم قاسم مؤخرا بأن الرد على قصف بيروت سيكون في "وسط تل أبيب"، بعد الغارات الإسرائيلية الأخيرة التي استهدفت العاصمة اللبنانية واغتالت المسؤول الإعلامي في الحزب محمد عفيف.
لكن في إطار ادعاءاتها بأنها قضت على نسبة كبيرة من قدرات "حزب الله"، تجاهلت إسرائيل هذا التحذير وقصفت بيروت بكميات كبيرة من المتفجرات السبت، في محاولة لاغتيال القيادي العسكري البارز بالحزب محمد حيدر.
ويرى مراقبون أن إسرائيل لم تعد تراعي أي قواعد اشتباك (غير مكتوبة) كما جرى العرف مع "حزب الله"، والتي تعتبر ضاحية بيروت الجنوبية مثل حيفا، وبيروت مثل تل أبيب.
وعبر إصراره على الرد السريع على قصف بيروت، يبدو أن "حزب الله" يصر على إثبات أنه لملم جراحه، ومن ثم إعادة إسرائيل إلى سياسة قواعد الاشتباك الضمنية التي كان يجري العمل وفقا لها طوال السنة الماضية.
** تهديد هوكشتاين
ووفق القناة "13" العبرية الأحد فإن المبعوث الأمريكي عاموس هوكشتاين، هدد إسرائيل بالانسحاب من الوساطة التي يقودها لإبرام اتفاق لوقف إطلاق النار بين "حزب الله" وتل أبيب إذا لم توافق الأخيرة على مقترح واشنطن.
وأضافت القناة أن هوكشتاين، أبلغ السفير الإسرائيلي لدى واشنطن مايك هرتسوغ، أنه إذا لم ترد تل أبيب بشكل إيجابي على اقتراح وقف إطلاق النار، فإن الولايات المتحدة ستنسحب من جهود الوساطة.
وزار هوكشتاين، بيروت الثلاثاء والأربعاء، ثم اتجه مساء الأربعاء إلى إسرائيل في زيارة استمرت حتى الجمعة، في محاولة لوقف إطلاق النار بين "حزب الله" وإسرائيل، التي تحظى بدعم أمريكي في حربيها على قطاع غزة ولبنان.
وفي 18 نوفمبر/ تشرين الثاني الجاري، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لأعضاء لجنة الخارجية والأمن بالكنيست (البرلمان) إن "المفاوضات يجب أن تجري تحت القصف والنار".
وتضغط كل من إسرائيل و"حزب الله" عسكريا في محاولة لدفع المفاوضات قدما والحصول على تنازلات في أي اتفاق لوقف إطلاق النار.
وبعد اشتباكات مع فصائل في لبنان، أبرزها "حزب الله"، بدأت غداة شن إسرائيل إبادة جماعية على قطاع غزة في 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 أسفرت عن مقتل وإصابة نحو 149 ألف فلسطيني، وسعت تل أبيب منذ 23 سبتمبر/ أيلول الماضي نطاق الإبادة لتشمل معظم مناطق لبنان بما فيها بيروت، عبر غارات جوية، كما بدأت غزوا بريا في جنوبه.
وأسفر العدوان الإسرائيلي على لبنان إجمالا عن 3 آلاف و754 قتيلا و15 ألفا و626 جريحا، بينهم عدد كبير من الأطفال والنساء، فضلا عن نحو مليون و400 ألف نازح، وجرى تسجيل معظم الضحايا والنازحين بعد 23 سبتمبر الماضي، وفق رصد الأناضول لبيانات لبنانية رسمية معلنة حتى مساء الأحد.
ويوميا يرد "حزب الله" بإطلاق صواريخ وطائرات مسيّرة وقذائف مدفعية تستهدف مواقع عسكرية ومقار مخابراتية وتجمعات لعسكريين ومستوطنات، وبينما تعلن إسرائيل جانبا من خسائرها البشرية والمادية، تفرض الرقابة العسكرية تعتيما صارما على معظم الخسائر، حسب مراقبين.
وتحتل إسرائيل منذ عقود أراضي عربية في لبنان وسوريا وفلسطين، وترفض قيام دولة فلسطينية مستقلة على حدود ما قبل حرب 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.
الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.