الدول العربية, التقارير, سوريا

"تل أبيض" السورية.. ثقة واستقرار يشجعان اللاجئين على العودة (تقرير)

بعد عملية "نبع السلام" في أكتوبر/ تشرين الأول 2019، عاد عشرات الآلاف من اللاجئين السوريين الذين يعيشون في تركيا إلى مدينتي تل أبيض ورأس العين شمالي سوريا..

Aladdin Mustafaoğlu  | 21.06.2023 - محدث : 21.06.2023
"تل أبيض" السورية.. ثقة واستقرار يشجعان اللاجئين على العودة (تقرير)

Tel Abyad

تل أبيض (سوريا)/ أشرف موسى/ الأناضول

يقول أهالي مدينة تل أبيض شمالي سوريا ممن عادوا إلى وطنهم بعد عملية "نبع السلام"، إن الخدمات التي تقدمها المجالس المحلية في مختلف المجالات، وكذلك بيئة الثقة والاستقرار في المنطقة، تشجع على عودة اللاجئين إلى ديارهم.

وبعد عملية "نبع السلام" في أكتوبر/ تشرين الأول 2019، عاد عشرات الآلاف من اللاجئين السوريين الذين يعيشون في تركيا إلى مدينتي تل أبيض ورأس العين شمالي سوريا.

وفي هذا الإطار وفرت المجالس المحلية في المدينتين (تل أبيض ورأس العين)، اللتين تم تطهيرهما من الإرهاب في إطار عملية "نبع السلام"، فرص عمل لما يقرب من 10 آلاف شخص في العديد من المجالات، خاصة الصحة والتعليم.

وبالتزامن مع محو المدينتين لآثار الدمار الذي خلفه الإرهاب في السنوات الأربع الماضية، ازداد عدد الأشخاص العائدين إلى ديارهم مع تعزيز أجواء الثقة والاستقرار وعودة الحياة إلى طبيعتها من جديد.

وبحسب المعلومات الواردة من مسؤولين في بوابة "تل أبيض" الحدودية، المقابلة لبوابة "آقجه قلعة" الحدودية على الجانب التركي، فقد تجاوز عدد السوريين العائدين من تركيا إلى المنطقة منذ أكتوبر/ تشرين الأول من العام 2019، الـ 30 ألف لاجئ.

وبمناسبة يوم اللاجئ العالمي في 20 يونيو/ حزيران من كل عام، التقى مراسل وكالة الأناضول بلاجئين عادوا من تركيا إلى تل أبيض بعد عملية "نبع السلام".

وأكد هؤلاء اللاجئين على أن "الخدمات التي تقدمها المجالس المحلية وأجواء الثقة والاستقرار تشجع على عودة اللاجئين إلى ديارهم".

وقال عثمان العلي، الذي لجأ إلى تركيا بعد احتلال تنظيم "بي كا كا/ يي بي كي" (PKK / YPG) الإرهابي لمدينة تل أبيض، إنه كان من أوائل المدنيين الذين عادوا إلى مسقط رأسه بعد عملية "نبع السلام" وتحرير المدينة من رجس الإرهاب.

وأشار العلي لمراسل الأناضول، أنه عاد إلى بلاده حيث التقى مجددًا مع والديه بعد حوالي 6 سنوات من مغادرته المدينة.

وأضاف: "كنا نعيش حياة آمنة في تركيا، ولكن كان هناك دائمًا شعورٌ بالحنين إلى الوطن. كنت من أوائل الذين عادوا إلى المنطقة حيث التقيت مجددًا مع أفراد عائلتي وأقاربي، وعدت إلى منزلي ومتجري.

وتابع: "أنا أكسب رزقي من خلال بيع منتجات الألبان المحلية في متجري. اليوم وضعنا أفضل. أنا وأبي نبيع منتجات الألبان وقمنا بتوسيع متجرنا وملأناه بمختلف أنواع المنتجات المحلية".

كما لفت العلي إلى أنه تزوج وأنشأ أسرة في تل أبيض، وأنه عاقد العزم على الاستمرار في العيش في مدينته مع زوجته وطفليه.

** "شوقي لمدينتي في قلبي"

كما ذكر أحمد سلمو، أحد سكان تل أبيض ممن اضطروا للجوء إلى تركيا بعد احتلال تنظيم "بي كا كا/ يي بي كي" مدينته عام 2014، أن رحيله عن المدينة تركت في نفسه جرحًا عميقًا.

وأضاف سلمو لمراسل الأناضول، أنه عاد إلى منزله بعد أسابيع قليلة من عملية "نبع السلام" عام 2019، وتحرير تل أبيض من الإرهابيين.

وقال: "الحنين إلى بيتي وأقاربي وحتى أشجار الزيتون والعنب والتين كان باستمرار ينكز قلبي ويجعلني أعد الأيام للعودة إلى الوطن. بغض النظر عن المقارنات التي تجري بين الحياة هنا وفي تركيا، إلا أن هذه المدينة تبقى وطننا وطالما كنا متلهفين للعودة إلى الوطن".

وأوضح سلمو أيضًا أنه بعد عودته إلى تل أبيض مر بمرحلة مضنية من حيث إعادته ترتيب منزله وحقله ومسح آثار الإرهاب الذي عبث بممتلكات المدنيين.

وقال: "نجحنا في مسح آثار الإرهاب وزرعنا أشجارًا جديدة. لا بد من أننا واجهنا بعض الأمور السلبية لكن الأهم من كل هذا هو أننا عدنا إلى وطننا. الكهرباء والمياه متوفرة الآن والأمور تتحسن خاصة في مجالي الصحة والتعليم".

وتابع موجهًا كلامه للاجئين الذين اضطروا إلى مغادرة البلاد ويفكرون بالعودة: "البلد بحاجة إلى عمال ومعلمين ومهندسين. هذا المكان يزدهر بأهله. أنصح الجميع بالعودة إلى مناطقهم المحررة".

** تم اقتلاع الإرهاب

من جانبه، قال عبد الله علايا، أحد السكان الذين عادوا إلى المدينة وهو يرأس حاليًا مديرية شؤون المياه في مجلس تل أبيض المحلي، إنه "بفضل عملية نبع السلام، تم اقتلاع إرهابيي (بي كا كا) من هنا".

وأشار علايا لمراسل الأناضول، إلى أنه يعمل مع سكان المنطقة لجعل الحياة أفضل من ذي قبل.

واعتبر أن "أجواء الثقة والاستقرار تشجع اللاجئين على العودة إلى مناطقهم"، لافتا إلى جميع وحدات المجلس المحلي تعمل على تحسين ظروف الحياة في المنطقة.

الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.
المواضيع ذات الصلة
Bu haberi paylaşın