تمور مصر في رمضان.. مهرجان لحلو المذاق ونيل الثواب (تقرير)
مع اقتراب الشهر المعظم، يقبل المصريون بكثافة على شراء التمور بأنواعها ويحتل بلدهم المرتبة الأولى في إنتاجها عالميا
Al Qahirah
إبراهيم الخازن / الأناضول
مع اقتراب شهر رمضان المعظم، يقبل المصريون بكثافة على شراء التمور بأنواعها، في ما يشبه مهرجانا سنويا للمذاق الحلو ونيل الثواب.
التمر بمذاقه السكري معروف في الأوساط الطبية بفوائده الصحية، ويحض رجال الدين على تناوله، فهو ثمرة مباركة حث نبي الإسلام محمد صلى الله عليه وسلم على أن تكون أول ما يُفطر به الصائم.
وروري عن النبي محمد قوله: "إذا أفطر أحدكم فليفطر على تمر، فإن لم يجد فليفطر على ماء، فإنه طهور"، (رواه أبو داود، والترمذي وقال: حديث حسن صحيح).
كما ذُكر النخيل وثماره في آيات عديدة بالقرآن الكريم منها قوله تعالى: (وَالنَّخْلَ بَاسِقَاتٍ لَهَا طَلْعٌ نَضِيدٌ) [ق: 50]، وقوله عز وجل: (وَمِنْ ثَمَرَاتِ النَّخِيلِ وَالْأَعْنَابِ تَتَّخِذُونَ مِنْهُ سَكَرًا وَرِزْقًا حَسَنًا) [النحل: 67].
وهذه الأيام، تتزين الشوارع في مدن مصر بشوادر لبيع التمور، تشهد إقبالا لافتا بفضل أسعار في متناول شرائح عديدة، تراوح بين 45 وأكثر من 300 جنيه للكيلوغرام (نحو 1.5 ـ 9.5 دولارات).
وفي حديقة الحرية بحي الزمالك الراقي وسط العاصمة، أُقيم مهرجان القاهرة الدولي الرابع للتمور بين 28 فبراير/ شباط الماضي و5 مارس/ آذار الجاري.
** إقبال كبير
بحماسة وثقة، استعرض الشاب الثلاثيني محمد رجب، منتجات تمور إحدى الشركات المصرية، مثل عشرات العارضين في المهرجان.
وتحدث رجب للأناضول عن "إقبال كبير للشراء من أول يوم، وهناك أنوع مختلفة من التمور سواء مصرية أو سعودية أو بالشيكولاتة أو غيرها".
ومشيدا بالتمور المصرية، أضاف أن من بينها صنفا مميزا يُعرف باسم "الصعيدي"، وتتم زراعته في مناطق عدة بالبلاد.
وفي أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، قال وزير التجارة والصناعة أحمد سمير إن التمور محصول استراتيجي إذ تحتل مصر المرتبة الأولى عالميا في الإنتاج بحوالي 18 بالمئة، وبحصة 24 بالمئة من الإنتاج العربي، بعدد نخيل مثمر يتجاوز 16 مليون نخلة.
وشدد سمير على اهتمام الدولة بقطاع التمور باعتباره أحد القطاعات الواعدة، مشيرا إلى إنشاء أكبر مزرعة نخيل في العالم بإجمالي 2.3 مليون نخلة في منطقة توشكى والعوينات (شرق).
** أصناف عديدة
وبسؤاله عن أسعار التمور في المهرجان، قال رجب إن "هناك كيلو يبدأ من 80 جنيها (حوالي 2.5 دولار) وتمر سعودي يسجل 200 جنيه (نحو 6.5 دولارات) للكيلو، وأسعار تصل إلى 300 جنيه (قرابة 9.5 دولارات)، بينما تسجل التمور بالشيكولاتة أسعارا بين 100 و150 جنيها (بين 3 و5 دولارات)".
ومع تميز وتنوع المعروض، أقبل زوار المعرض على شراء كميات معتبرة من التمور، خاصة أن المهرجان قدم هذا العام عروض تخفيض، منها علبة تمر فاخر تزن 3 كليوغرامات بسعر 150 جنيها بدلا من 180 جنيها (نحو 6 دولارات).
ولم يقتصر المهرجان على تمور رمضان فحسب، بل تضمن أيضا العديد من أصناف الياميش والزبيب وجوز الهند والمشمشية.
وقال رئيس المهرجان محمود حسن، في تصريحات متلفزة، إن المهرجان شهد هذا العام زخما كبيرا مقارنة بالأعوام الماضية في ظل وجود أصناف مميزة من التمور وحضور كبير من المواطنين.
وشارك في المعرض أكثر من 133 عارضا مصريا، بالإضافة إلى عارضين من السعودية وليبيا والجزائر والأردن، وقلت الأسعار في المهرجان عن السوق المحلي بنحو 30 بالمئة، ما جعل الناس يشترون كميات كبيرة، كما تابع حسن.
وإلى جانب المذاق الحلو واتّباع السُنة النبوية، يتسابق كثيرون في شوارع مصر على نيل ثواب إفطار الصائم، عبر تزويد المارة بأكياس بها تمور وزجاجات مياه، حين يرتفع أذان المغرب يوميا في رمضان.
الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.