الدول العربية, التقارير, فيروس كورونا

جربة التونسية.. "جزيرة الأحلام" تواجه كورونا (تقرير)

5 إصابات بالفيروس سجلتها الجزيرة حتى ظهر الثلاثاء، وسط تعزيز للاجراءات الأمنية لتطبيق حظر صحي شامل

25.03.2020 - محدث : 26.03.2020
جربة التونسية.. "جزيرة الأحلام" تواجه كورونا (تقرير)

Tunisia

جربة (تونس)/ هيثم المحضي/ الأناضول

جربة التونسية؛ أو "جزيرة الأحلام" كما يصطلح على تسميتها عالميا، لم تنج - كما الكثير من مدن العالم - من فيروس كورونا المستجد، لكنها تواجهه عبر تطبيق التدابير الوقائية والمبادرات التطوعية.

ففي تلك الجزيرة الحالمة بمحافظة مدنين جنوبي تونس، اختفت معالم الحياة وراء جدران المنازل، وأغلقت النزل السياحية والمحلات أبوابها عقب تصنيفها من قبل وزارة الصحة التونسية "بؤرة" لانتشار الفيروس.

وتعتبر جزيرة جربة قبلة سياحية في البلاد، إذ يتراوح عدد زوارها سنويا بين 1.8 مليون ومليوني زائر (بين سياح أجانب ومحليين).

وحتى ظهر الثلاثاء، سجلت تونس 114 إصابة بفيروس كورونا، بينها 6 في محافظة مدنين، موزعة على 5 في جزيرة جربة وواحدة في مدينة جرجيس، وفق وزارة الصحة.

** "بؤرة" للفيروس

ومؤخرا، صنفت وزارة الصحة التونسية، جزيرة جربة رسميا بؤرة لإمكانية تفشي الفيروس.

وقالت إنصاف بن علية، المديرة العامة للمرصد الوطني للأمراض الجديدة والمستجدة بوزارة الصحة، خلال مؤتمر صحفي الأحد: "اعتبرنا جربة بؤرة حتى نقوم بالتقصي على جميع الحالات وعزل المصابين".

وأضافت: "حسب التقصي الميداني في جربة، تم تسجيل وجود حالات إصابة لم تلتزم بالحجر الصحي الذاتي (المنزلي)، وتجولوا في مناطق مختلفة من الجزيرة، واختلطوا بالسكان، لذلك تم اللجوء إلى اعتبار كامل سكان جربة تحت الحجر الصحي العام".

من جانبه، قال الحسين جراد، رئيس بلدية "جربة حومة السوق"، في تصريح للأناضول، إن "اعتماد بعض الألفاظ التواصلية في وزارة الصحة مثل 'بؤرة' أمر مبالغ فيه، صحيح يجب أن نتخذ الحيطة، ولكن يجب أن لا ندخل في حملة هلع هيستيرية مبالغ فيها".

وأضاف: "ضاعفنا كل الجهود وفرض الحجر الصحي الشامل هو الحل الوحيد للخروج من هذه الأزمة لتجنب انتشار هذا الفيروس".

والأحد، بدأ في تونس تطبيق حجر صحي شامل في كامل البلاد لمواجهة انتشار الفيروس.

وبحسب جراد، تم تشديد الإجراءات الأمنية على مستوى الدخول إلى الجزيرة من جهة "الطريق الرومانية"، المنفذ البري الوحيد للجزيرة.

وللجزيرة منفذان، الأول من جهة منطقة "آجيم" عبر العبّارات القادمة من الجرف (خليج محافظة قابس)، وقع تعليق العمل به رسميا، والثاني عبر "الطريق الرومانية" من جهة جرجيس (محافظة مدنين) وهي الجهة الجنوبية الشرقية للجزيرة.

** حالات إصابة وافدة

وتعتبر محافظة مدنين من بين أكثر المناطق التونسية التي يوجد فيها تونسيون مقيمون خارج البلاد.

ومع بداية أزمة كورونا في العالم، عاد عدد كبير من التونسيين المقيمين بالخارج إلى جزيرة جربة، غير أن الكثير منهم لم يلتزموا بالحجر الصحي المنزلي.

من جانب آخر، قامت السلطات التونسية بإغلاق معظم الأماكن التي يعيش فيها يهود الجزيرة، بينها "الحارة الكبيرة" على بعد قرابة الكيلومترين عن مدينة حومة السوق مركز الجزيرة، و"الحارة الصغيرة" التي تقع في منطقة الرياض، بالإضافة إلى "حارة اليهود" في مدينة جرجيس المجاورة للجزيرة.

ويرجح أن سبب إغلاق هذه المناطق هو تنقل المصاب الأول (تونسي يهودي) إلى كل هذه الجهات قبل اكتشاف مرضه.

من جانبه، قال زيد العنز، رئيس خلية الأزمة و المسؤول في مندوبية (مديرية) الصحة بمحافظة مدنين، إن 3 من الإصابات المسجلة في جربة وافدة واثنتين أُفقتين (مصدر الإصابة غير معروف)".

وأوضح العنز، للأناضول، أن "وجود حالتين أفقيتين دليل واضح على عدم التزام صاحب الإصابة (ناقل العدوى) بالحجر الصحي".

** اليهود ملتزمون

وفي حديث للأناضول، قال التونسي اليهودي خضير حنة، إن "يهود جزيرة جربة ملتزمون بالحجر الصحي العام، مثل بقية التونسيين من أجل منع انتشار هذا الفيروس".

ولفت إلى أنه جرى إغلاق معبد الغريبة، أقدم كنيس يهودي في إفريقيا، منذ الأحد الماضي، تنفيذا للقرار الحكومي القاضي بإغلاق كافة المعالم الدينية في تونس.

وبحسب "خضير"، فإنه وإلى غاية الآن، لم يتم تأكيد أو تأجيل موعد احتفالات الغريبة السنوية لهذا العام.

ومن المنتظر أن تقام احتفالات الغريبة هذا العام من 12 إلى 15 مايو/ أيار القادم، بحسب المصدر ذاته.

وتعتبر جربة نموذجا عالميا للتعايش الديني بين المسلمين واليهود، فحتى اليوم، يعيش نحو ألف و200 يهودي في منطقة "الحارة الكبيرة" بالجزيرة.

** جهود تطوعية

منذ إعلان الجزيرة "بؤرة" لإمكانية تفشي فيروس كورونا، انتشر الهلع بين صفوف المواطنين، فيما تجند عدد من المتطوعين لمساعدة السلطات في الخروج من الأزمة.

وسيم الجعبيري، مواطن من سكان جربة، ترك بيته ليؤسس رفقة نحو 60 متطوعا خلية أزمة مدنية، لتوفير كافة المستلزمات الغذائية والطبية في الجزيرة.

وقال الجعبيري للأناضول: "نحاول توفير أكبر عدد ممكن من الكمامات، وقمنا بتوزيع عدد منها على شركة النقل والكوادر الطبية في إحدى مستشفيات الجزيرة".

أما المواطن عبد الكريم الحكيري فيرى أن "مسالة اعتبار جربة بؤرة لتفشي الفيروس أمر مبالغ فيه"، معتبرا أن "الجزيرة تحارب وباءً عالميا ولا ينبغي أن ندخل في حالة الهلع، بل يجب توعية الناس".

الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.
المواضيع ذات الصلة
Bu haberi paylaşın