جيش حفتر..عددا وعتادا (إطار)
أطلق عملية عسكرية للسيطرة على العاصمة الليبية في مواجهة تحالف قوات مصراتة والزنتان وطرابلس والزاوية
Libyan
طرابلس / جهاد نصر / الأناضول
أربع سنوات كاملة واللواء المتقاعد خليفة حفتر، الذي يقود الجيش في الشرق الليبي، يتحدث عن عزمه المضي قدما للسيطرة على كامل التراب الليبي، لا سيما مركز الحكم العاصمة طرابلس، وهو الأمر الذي انطلق لتنفيذه فعلا قبل أيام وسط تساؤلات حول قدرته على تحقيق ذلك.
وتحتضن المنطقة الغربية، أكبر القوى المناهضة لحفتر، وعلى رأسها كتائب مدينة مصراتة (200 كلم شرق طرابلس) التي تمتلك القوة الضاربة في المنطقة.
وإلى جانب مصراتة، هناك أيضا قوات الزنتان، التي يؤيد نصفها حفتر، بينما يجتمع النصف الآخر تحت إمرة قائد المنطقة الغربية بحكومة الوفاق المعترف بها دوليا اللواء أسامة الجويلي.
فضلا عن كتائب طرابلس، ولا سيما أكبر كتيبة بها وهي ثوار طرابلس، ذات القوة الكبيرة، وكتيبة الردع، وكتيبة النواصي، وكتيبة بوسليم، وجميعها من أكبر كتائب المنطقة، عددا وعدة، بينما هناك أيضا الحرس الرئاسي، وقوات وزارة الداخلية بحكومة الوفاق.
وجود كل تلك القوات، يجعل من هجوم حفتر على طرابلس، إما أنه مغامر أعماه طموحه، أو أنه خلال السنوات الأربعة الماضية، تحصل على دعم عسكري، أو أن قواته قادرة فعلا على مواجهة قوات المنطقة الغربية.
عبد الله الأخضر، اللواء السابق في الجيش الليبي، يرى أن "حفتر، كان يجهز لحرب طرابلس منذ سنوات، تمكن خلالها من تخريج دفعات كثيرة من الجنود كان يعدهم للمعركة".
وقال الأخضر، للأناضول، إن "حفتر، خرّج في شرق ليبيا أكثر من 9 دفعات عسكرية، أقلها عددا تضم 800 جندي، أي أن لديه عسكريون جدد يبلغ عددهم أكثر من 7 آلاف و200 عنصر، بشكل تقديري، وهو عدد كافٍ لدخول أي معركة".
وتابع "إضافة لذلك العدد، حفتر لديه المتطوعون الذين تعاقدت معهم قواته براتب شهري، وهم كثر من كافة مناطق شرقي البلاد، فضلا لكتائبه الكبيرة في الشرق، وأهمها الصاعقة، التي التحقت قبل يومين بالمعارك في الغرب، والكتيبة 106، الأقوى والأشد، والتي يقودها نجله خالد، المتواجد في الغرب لقيادة كتيبته".
وبحسب تقديرات مراقبين وتقارير غربية، يقدر إجمالي عدد جيش حفتر ما يفوق الـ 30 ألف عسكري.
وأشار إلى أن حفتر، استغل سيطرته على جنوب البلاد، في مارس / آذار الماضي، وقام بإرجاع معظم جنود الجيش في المنطقة للخدمة، والذين كانوا لا يعملون بسبب الوضع المتردي في الجنوب، وعدم اقتناعهم بالعمل مع حكومات ثورة فبراير (2011)"، في إشارة إلى قوات القذافي.
أما عن السلاح، فيقول الأخضر، "تسليح حفتر، كبير أيضا خاصة، بعد وصول الدعم الروسي له".
وفي هذا الصدد، زعم اللواء السابق، أن "الجميع يعلم أن الروس، رغم نفيهم دعمه عسكريا، إلا أنهم دعموه بالسلاح، حتى أن معظم الطائرات العسكرية غير الحربية التي أقلّت الجنود إلى جنوبي البلاد، خلال حملة حفتر العسكرية، يقودها طيارون روس".
ولفت الأخضر، إلى أن "نقطة الضعف لدى حفتر، تهالك سلاحه الجوي، كونه يعمل بطائرات قديمة متهالكة ليس لها قدرة حتى على شن غارات جوية في الليل".
وذكر أن حفتر، يملك حاليا بضع عشرات من طائرات سوخوي 22، وميغ 21، وميراج آف1، أيضا سي 130 هيركيلز (نقل عسكري)، وأنتنوف آن 26 (نقل عسكري)، وطائرات عمودية من نوع ميل مي 2 و8 و14، وإتش 47، وإيه دبليو 139، ومعظمها متهالكة جدا لقدمها، فهي من أيام حكم القذافي (1969-2011)".
أما عن عدد تلك الطائرات فيقول "لا أعلم فبعض الطائرات خارج الخدمة، وبعضها تم إصلاحه في مصر منذ ثلاثة أعوام".
جدير بالذكر أن الواء الركن عبد السلام جاد الله، قائد أركان الجيش الليبي السابق، أشار في حوار صحفي لجريدة "الخبر" الجزائرية في 2015، إلى أن حفتر، لا يملك سوى نحو 16 طائرة عسكرية قديمة من نوع ميغ 21، وميغ23، قامت مصر بإعادة صيانتها.
"لكن العدد والعدة في الحرب ليس كل شيء" حسب اللواء الأخضر، موضحا "قد يخذلك الجنود، وقد تنفذ ذخيرتك، وقد يكون سلاحك غير مؤثر في العدو، أما مواقع الصفر (أي نقطة التمركز خارج خط النار) تكون في العادة مفتاح النصر".
وتابع "حفتر يسيطر على أهم المواقع التي استولى عليها قبل معركة طرابلس، وبينها مثلا قاعدة الجفرة (وسط) التي تحكم ليبيا بالكامل، أي أن أي طائرة تقلع منها تستطيع ضرب أي هدف سواء في الشرق أو الغرب أو الجنوب، كما أنها مناسبة للتمركز والإمداد".
وأضاف "قاعدة الجفرة الجوية، تتوسط ليبيا، وحتى لو كانت الطائرة التي تقلع منها ذات كفاءة منخفضة إلا أنها ستتمكن من الضرب في كل الاتجاهات، وقطع الإمداد عن العدو في أي منطقة ".
وقال "الجفرة مفتاح مهم للمعارك".
وأشار الأخضر، إلى أن حفتر، "لديه قاعدة الوطية الجوية، التي تغطي كامل المنطقة الغربية، بل إن الطائرة المنطلقة منها تستطيع حتى ضرب دول الجوار مثل تونس والجزائر، إضافة إلى أنها قاعدة تستطيع احتواء 7 آلاف عسكري، أي أنها الأكبر في ليبيا".
وأوضح أن "الوطية، التي تتمتع بتحصين خارجي يجعلها موقعا مهما جدا لشن كل أنواع العمليات القتالية، لأن الوصول لها صعب فهي محصنة".
لكن اللواء الأخضر، لفت إلى أن قوات الوفاق "لديها الدافع الأقوى للنصر، لأنها تدافع عن أرضها، بعكس القوات المهاجمة".
وتابع "إذا كان حفتر بكل قواته وتجهيزها لم يتمكن من هزيمة معارضيه في شرق ليبيا المحاصرين إلا بعد أكثر من أربع سنوات، فكيف سيكون الحال في ظل تجمع قوات مصراتة القوية، وقوات الزنتان، وقوات طرابلس، وقوات الزاوية أيضا".
وفي 15 مايو / أيار 2014، أطلق حفتر، عملية عسكرية ضد مجلس شورى ثوار بنغازي، لكنه لم يعلن السيطرة الكاملة على المدينة إلا بعد سنوات، وتحديدا في 6 يوليو / تموز 2017.
واستطرد الأخضر، "أظن أن الأمر صعب جدا جدا، خاصة وأن مناهضي حفتر في الغرب، أهل المنطقة ويعرفونها أكثر من قوات حفتر، التي معظمها لم يرَ طرابلس في حياته أبدا".
وتابع يبدو، أن حفتر، لم يكن يتوقع كل تلك القوة في مواجهته، والدليل أنه لم يرسل كامل قواته في البداية، لكنه الآن بدأ في إرسالها تباعا، بعد أن اصطدم بالواقع على الأرض".
وأضاف الأخضر، "حفتر، الآن يستخدم المكر، فهو أعلن عن تسمية رئيس لغرفة عمليات تحرير مصراتة، وهو بذلك يهدف إلى إيهام كتائب مصراتة بأنه سوف يهاجم مدينتهم، بالتالي لن يلتحقوا بجبهة طرابلس، ويظلون داخل مصراتة، كي يدافعوا عنها من الهجوم المزعوم".
واستطرد "تلك الخطة استخدمها حفتر، مارس / آذار الماضي، عندما كان يقاتل في الجنوب، وأرسل بعض كتائبه لتخوم مدينة سرت (450 كلم شرق طرابلس) التي تتواجد بها قوات البنيان المرصوص (مصراتة) لإيهامهم أيضا أنه يفكر في مهاجمة المدينة، بالتالي لن تخرج تلك القوات من سرت عندما يهاجم طرابلس".
جدير بالذكر أن كتائب مصراتة أرسلت مؤخرا تعزيزات إلى سرت، لكن تعزيزاتها الأكبر توجهت إلى طرابلس.
الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.