حدث في رمضان.. شمس الإسلام تشرق على حصن "بابليون" في مصر (مصور)
محمد أبو بكر الباحث المصري في التاريخ الإسلامي قال للأناضول إن حصار المسلمين لحصن بابليون استمر 7 أشهر بداية من 1 رمضان سنة 19 هجرية وحتى 18 ربيع الثاني سنة 20 هجرية

Al Qahirah
حجر فرعوني كان سقوطه إيذانا بفتح مصر بعد حصار دام لسبعة أشهر بدأ في الأول من رمضان 19 هجرية.
هو "حصن بابليون" الذي يقع بحي مصر القديمة التاريخي، وسط القاهرة، ويعد أحد أعظم الحصون التي شيدها الرومان خلال حملاتهم وتوسعاتهم العسكرية.
ولنحو 7 عقود حتى الفتح الإسلامي، ظلت مصر مستعمرة رومانية، حتى قيل إنها كانت سلة غذاء روما، عانى أهلها اضطهادًا دينيًا، فاحتضنوا الفاتحين، وأيدوهم ودخل أغلبهم الإسلام، وفق روايات تاريخية متطابقة.
وفي حديث للأناضول، يقول محمد أبو بكر، الباحث المصري في التاريخ الإسلامي، إن حصار المسلمين لحصن بابليون استمر 7 أشهر بداية من 1 رمضان سنة 19 هجرية، وحتى 18 ربيع الثاني 20 هجرية.
أما الهدف الرئيس لإسقاط الحصن تمثل -حسب أبو بكر- في فصل مدينة الإسكندرية، عاصمة البلاد وقتها، عن الجسد المصري، تمهيدًا للسيطرة على بقية الأقاليم.
فيما تمثلت دوافع المسلمين في فتح مصر، في نشر الإسلام، وتوجيه ضربة قاسمة للرومان المسيطرين عليها.
وكان من آثار سقوط الحصن، بناء عمرو بن العاص، الذي ولاه الخليفة عمر بن الخطاب على مصر، مدينة الفسطاط، على مقربة من الحصن، عاصمة للبلاد، بجانب بناء مسجد حمل اسمه يعد من أشهر المساجد المصرية وأقدمها أثرًا.
** الطريق إلى "بابليون"
بعد أن فتح المسلمون الشام وفلسطين، عرض عمرو بن العاص فكرة فتح مصر، على الخليفة عمر بن الخطاب، لدواعي استقرار الدولة وتأمين الجيوش الفاتحة بخلاف نشر الإسلام.
ودقت ساعة الصفر، حين خرج ابن العاص من الشام على رأس جيشه عام 639 ميلادية، مخترقًا صحراء سيناء (شمال شرق)، فاتحًا كل ما يقابله دون مقاومة، ليصبح الطريق ممهدًا نحو "حصن بابليون".
تلقى الروم ضربات عنيفة من المسلمين في مواقع عدة، تقهقهروا على إثرها خلف الحصن.
حاصر المسلمون، بابليون، لنحو سبعة أشهر، وبعد أقل من شهر على الحصار، طلب حاكم مصر "المقوقس" الصلح والتفاوض، وبعد مباحثات رفض إمبراطور الروم "هرقل" الأمر وطالب باستمرار القتال.
وإثر فشل الصلح، استأنف المسلمون قتالهم وشددوا من الحصار، لتأتي أخبار وفاة هرقل، لتزيدهم تثبيتًا، وتزيد الروم يأسًا.
وعشية سقوط "بابليون" ارتجف الجمع بتكبيرات القائد المسلم الزبير بن العوام، تهز سكون الليل، بعد أن تسلل إلى الحصن، ومن خلفه جموع المسلمين.
كانت التكبيرات أشد فتكًا من الرماح والسيوف في أفئدة الجنود الرومان؛ لتشرق شمس 16 أبريل/ نيسان 641 (18 ربيع أول 20 هجرية)، إيذانًا بـ"مصر الإسلامية"، حين عرض قائد الحصن الصلح والمغادرة.
تهاوت بعد بابليون باقي الحصون الرومانية في دلتا النيل وصعيد مصر، حتى أسقط المسلمون آخر معاقلهم بالإسكندرية.
** بوابة الفتح الإسلامي
يعرف حصن بابليون بـ"قصر الشموع" أو "قلعة بابليون"، ومساحته نحو نصف كم مربع، كما استعملت في بنائه، أحجار أخذت من معابد فرعونية وأكمل بالطوب الأحمر.
وتعددت الروايات حول تاريخ بناء الحصن وسبب تسميته.
غير أن النص التأسيسي بمدخل ما تبقى منه حاليا يشير إلى أنه بُني سنة 300 ميلادية لحماية ميناء القاهرة القديمة، الذي كان يربط نهر النيل بالبحر الأحمر عبر قناة مائية قديما.
واستخدم الرومان هذا الحصن ليكون خط الدفاع الأول لدولتهم لتوسطه بين الوجهين الشمالي والجنوبي لمصر.
ومن أهم الآثار الباقية بالحصن، بوابة ضخمة لا تزال على هيئتها كما كانت أيام الفتح الإسلامي، ويقال إنها هي البوابة نفسها التي اخترق من خلالها المسلمون الحصن.
وهي مقامة على الطراز الروماني بين برجين كبيرين من أبراج الحصن، يصعد إليها عبر درجات حجرية، غير أنها انخفضت بصورة ملحوظة حاليا؛ لأسباب تعود في الغالب لتراكم رصف الطرق.
وعلى مقربة من تلك البوابة، أقامت مصر على أنقاض الحصن "المتحف القبطي"، الذي يضم آثارا قبطية تعود لعصور مختلفة، بخلاف عدة كنائس وأديرة تعود لعصور مختلفة من أبرزها "الكنيسة المعلقة" التي تعد من أشهر الكنائس المصرية، وسميت بذلك كونها بنيت فوق برجين من أبراج الحصن القديم. الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.