خبراء: فرنسا تسعى لتحقيق "الموت الدماغي" للناتو (تقرير)
ماكرون الذي يدعم الجنرال الانقلابي الليبي، خليفة حفتر، جدد هجومه ضد حلف شمال الأطلسي، في يونيو/حزيران الماضي، حين زعم بأن البحرية التركية اعترضت سفينة فرنسية كانت تشارك في مهام لـ "ناتو" في البحر المتوسط.
Istanbul
إسطنبول/ غولسوم إينجه قايا/ الأناضول
خبراء قالوا للأناضول:
- باريس تسعى لتأسيس جيش أوروبي يحلّ محل "ناتو"، في خطوة لجعل فرنسا قوية على الصعيد الدولي.
-الانتقادات الفرنسية المتكررة للناتو تظهر رغبة حقيقية لدى باريس في تحقيق "الموت الدماغي" للحلف.
- الدول الأعضاء بالـ"ناتو" لا يتبنّون سياسة التوتر التي تنتهجها فرنسا في شرقي المتوسط، بل يرغبون في تأمين التوافق بين تركيا واليونان.
رأى خبراء أن الانتقادات المتكررة من قبل فرنسا لحلف شمال الأطلسي "ناتو"، في إطار التوتر القائم بين تركيا واليونان في شرقي البحر المتوسط، هو محاولة من باريس لتقويض عمل الحلف، بسبب عدم سماح الأخير لها باتباع سياسة "أنا المسؤول الوحيد عن أوروبا".
وكان الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، قد وصف "ناتو" بأنه "ميّت دماغياً ويحتاج لإنعاش"، لأول مرة في أعقاب عملية "نبع السلام" التي أطلقتها القوات المسلحة التركية ضد تنظيم "ي ب ك/بي كا كا" الإرهابي في سوريا.
ومع بدء أنقرة تقديم الدعم لحكومة الوفاق الوطنية الليبية، المعترف بها دولياً، بموجب اتفاقية مبرمة بينهما، جددت فرنسا انتقاداتها هذه لحلف الـ"ناتو."
ماكرون الذي يدعم الجنرال الانقلابي الليبي، خليفة حفتر، جدد هجومه ضد حلف شمال الأطلسي، في يونيو/حزيران الماضي، حين زعم بأن البحرية التركية اعترضت سفينة فرنسية كانت تشارك في مهام لـ "ناتو" في البحر المتوسط.
وطالب الرئيس الفرنسي، حلف "ناتو" بالتصدّي لتركيا، بناء على مزاعم تحرش البحرية التركية بسفينة فرنسية.
هذه الانتقادات من قبل ماكرون لحلف الـ"ناتو"، ومطالبته في الوقت ذاته بالتصدي لتركيا، عدها خبراء بأنها تؤكد حالة التخبّط والتناقض التي تشهدها فرنسا.
وفي حديثه للأناضول، قال إيلتار طوران، عضو الهيئة التدريسية بجامعة "إسطنبول بيلغه" التركية (غير حكومية)، إن فرنسا ترغب في رؤية نفسها على أنها القوة العسكرية لأوروبا.
وأضاف أن "فرنسا لا زالت تعتقد بأنها إمبراطورية ولا تريد تقبّل حقيقة أنها دولة عادية كسائر دول العالم، وبالتالي لا تعطي قيمة لحلف ناتو."
وتساءل "طوران " عن أهداف الاتهامات الفرنسية المتعلقة بشرقي المتوسط، ضد حلف شمال الأطلسي، عما إذا كانت محاولة للقضاء على "ناتو" أم لا؟.
وأكد الأكاديمي التركي على أن الدول الأعضاء بالـ"ناتو" لا يتبنّون سياسة التوتر التي تنتهجها فرنسا في شرقي المتوسط، بل يرغبون في تأمين التوافق بين تركيا واليونان.
وأوضح أن "ناتو" لا يزال يتمتّع بمكانة ووظيفة هامة تتجسّد في يومنا الحالي بشكل مختلف عمّا كان عليه في الماضي، مستشهداً على ذلك بدور الحلف في دول البلطيق، ومواجهة التوسع الروسي، وأمن شرقي المتوسط وأفغانستان.
ونفى "طوران" صحة مزاعم ماكرون حول أن "ناتو ميّت سريرياً ويحتاج لإنعاش".
وأردف: "فرنسا تعمل على تقويض حلف شمال الأطلسي، لعدم سماح الأخير لها باتباع سياسة "أنا المسؤول الوحيد عن أوروبا. وتحاول تحقيق هدفها هذا عبر مطالبة ناتو مؤخراً، بالتصدي لتركيا في شرقي المتوسط."
وأكمل: "وبالتالي، لا يسع لفرنسا (في هذا الإطار) سوى أن تفتح فجوة بينها وبين ناتو."
من جانبه، قال مصطفى نائل ألقان، عضو الهيئة التدريسية بقسم العلاقات الدولية لدى جامعة أنقرة حجي بيرم ولي (غير حكومية)، إن فرنسا تسعى مؤخراً لنيل دور قيادي داخل الاتحاد الأوروبي، وتضر عبر ممارساتها بالتضامن والتحالف المتمثّل في "ناتو" منذ 77 عاماً.
وأضاف أن الممارسات الفرنسية هذه، تظهر رغبة حقيقية لديها في تحقيق "الموت الدماغي" لـ "ناتو."
وأوضح أن ماكرون يرغب في تأسيس جيش أوروبي يحلّ محل "ناتو"، في خطوة لجعل فرنسا قوية على الصعيد الدولي.
ووفق ألقان، فإن تصريحات ماكرون بأن "ناتو ميّت دماغياً"، وتحميله مسؤولية التوتر المتصاعد في شرقي المتوسط، بل دعوة الحلف للتصدي لتركيا في المنطقة، تحمل في طياته أهدافاً لوضع الحلف في وضع صعب.