التقارير

خبير: الدول الأوروبية تشرع الإسلاموفوبيا (تقرير)

** إينيس بيركلي أستاذ في الجامعة التركية الألمانية، بإسطنبول: ـ "تطبيق أنواع مختلفة من القوانين مثل حظر الأذان والمساجد والحجاب والبرقع، كل عام، أصبح أمرا طبيعيا أكثر فأكثر في أوروبا"

16.03.2023 - محدث : 17.03.2023
خبير: الدول الأوروبية تشرع الإسلاموفوبيا (تقرير)

Istanbul

إسطنبول / ربيعة علي / الأناضول

** إينيس بيركلي أستاذ في الجامعة التركية الألمانية، بإسطنبول:
ـ "تطبيق أنواع مختلفة من القوانين مثل حظر الأذان والمساجد والحجاب والبرقع، كل عام، أصبح أمرا طبيعيا أكثر فأكثر في أوروبا"
ـ حرب روسيا وأوكرانيا غيرت الأجندات السياسية في العديد من الدول الأوروبية، ما أثار جدلا جديدا بشأن اللاجئين

تسمح دول في أوروبا بجرائم الكراهية ضد المسلمين من خلال إضفاء الشرعية على الإسلاموفوبيا، وإدخال قوانين تحظر أو تحد من ممارساتهم الدينية، وفقًا لأحد الخبراء.

وفي حديث للأناضول، قال إينيس بيركلي، أستاذ في الجامعة التركية الألمانية، مقرها مدينة إسطنبول: إن "تطبيق أنواع مختلفة من القوانين، مثل حظر الأذان والمساجد والحجاب والبرقع، كل عام، أصبح أمرا طبيعيا أكثر فأكثر في أوروبا".

وسلط بيركلي الضوء على الوضع الحالي للمسلمين في الدول الأوروبية، بالتزامن مع اليوم العالمي لمكافحة الإسلاموفوبيا، الذي أقرته الأمم المتحدة في 15 مارس/ آذار من كل عام.

وأضاف الخبير: "في كل عام، نرى بلدًا جديدًا في أوروبا يتوصل إلى خطة جديدة، عبر قانون جديد أو حزب يحظر ممارسة دينية ما للمسلمين".

وفي معرض وصفه للمساعي الأوروبية لتشريع الإسلاموفوبيا، قال بيركلي إنه "يتم إضفاء الطابع المؤسسي عليها وتقنينها أكثر فأكثر، وهناك نقاشات في أجزاء مختلفة من أوروبا لإضفاء الشرعية عليها".

كما شارك بيركلي، المحرر المشارك في التقرير الأوروبي للإسلاموفوبيا الذي يصدر سنويا، النقاط البارزة من تقرير 2022، مشيرًا إلى أن ثلاث دول أوروبية ظهرت على أنها الأكثر ضعفًا بالنسبة للمسلمين خلال عام 2022.

والدول التي تم تصنيفها في المقدمة، هي فرنسا والنمسا والدنمارك.

وتابع بيركلي: "لسوء الحظ، فإن النقاشات حول المسلمين في هذه البلدان متطرفة للغاية، وتتخذ الحكومات مواقف قاسية حقًا تجاه المنظمات غير الحكومية الإسلامية والأفراد الذين يكافحون الإسلاموفوبيا".

وحول اليوم العالمي لمكافحة الإسلاموفوبيا، قال الخبير إن "هذا يمكن أن يكون حجر الزاوية في الكفاح العالمي ضد الإسلاموفوبيا".

- نقاش حول اللاجئين

وفي حديثه عن عام 2022، الذي بدأ مع حرب روسيا ضد أوكرانيا في فبراير/ شباط من العام نفسه، قال بيركلي إن "الحرب غيرت الأجندات السياسية في العديد من الدول الأوروبية، ما أثار جدلاً جديدًا بشأن اللاجئين".

"لقد انهار فجأة هذا الجدل القديم حول اللاجئين، وأوروبا ممتلئة ولا يمكنها استيعاب المزيد من اللاجئين. فجأة، كانت بولندا مستعدة لقبول ملايين اللاجئين، وألمانيا أيضا مستعدة لإيواء ملايين الأشخاص من أوكرانيا"، يتابع الخبير.

كما أشار إلى التغطية الإعلامية في أوروبا والولايات المتحدة، التي رحبت باللاجئين من أوكرانيا بسبب لون بشرتهم، فيما أشار البعض إلى أنهم "أكثر تحضراً مقارنة باللاجئين السوريين".

من ناحية أخرى، أغلقت أوروبا الحدود وأقامت الجدران لمنع اللاجئين القادمين من مناطق أخرى عبر بحر إيجة، والبحر الأبيض المتوسط، ما أدى إلى مقتل الآلاف، على حد قوله.

وأكد أن "ذلك أظهر مدى عنصرية هذا الخطاب.. كان الأمر كله يتعلق بالدين، حيث تم رفض هؤلاء اللاجئين بسبب دينهم ولون بشرتهم".

- الاتجاه السلبي نحو زيادة المسلمين

ورجح بيركلي أن "التحيز والمشاعر السلبية تجاه المسلمين ستزداد على الأرجح خلال العام الجاري، ليس فقط للأفراد ولكن أيضًا للمؤسسات".

وأوضح أن "كل عام، يصبح الأمر أكثر صعوبة للأفراد المسلمين، ولكن أيضًا للمنظمات غير الحكومية الإسلامية".

وأشار إلى أن "المنظمات غير الحكومية الإسلامية، خاصة في فرنسا، كانت تتعرض لضغوط هائلة من الحكومة التي أغلقت العديد منها دون أي دعوى قضائية أو دليل على التطرف".

هذا الجو من الشك حول المسلمين ومؤسساتهم ومساجدهم وحياتهم الدينية يغذيها السياسيون والإعلام والمثقفون في هذه البلدان. لسوء الحظ، أصبح هذا مقبولًا وطبيعيًا أكثر فأكثر، حسب الخبير نفسه.

- تجنب مصطلح الإسلاموفوبيا

وقال بيركلي إن العديد من الدول في أوروبا الآن ترفض الاعتراف برهاب الإسلام وترفض استخدامه مصطلحا في خطاباتهم ورواياتهم.

واستشهد الخبير بأمثلة قائلاً إن "مجلس أوروبا عين منسقا لمكافحة الكراهية ضد المسلمين، في حين أنهم يمتنعون عن استخدام كلمة الإسلاموفوبيا لأنهم يتعرضون لضغوط من دول مثل فرنسا".

كما أن هناك "مقاومة سياسية لعدم الاعتراف بمشكلة الإسلاموفوبيا.. إنهم يحاولون الابتعاد والتلاعب بهذه المشكلة حتى لا يستخدموا الكلمة.. عندما لا تستخدم المفردة، فهذا يعني بالطبع أنك لا تعترف سياسياً بوجود مشكلة"، حسب بيركلي.

​​​​​​​​​​​​​​- تقرير ونتائج

ولفت بيركلي إلى أن هناك تقريرًا سنويًا يسجل حوادث وأحداث كراهية الإسلام في أوروبا كل عام منذ عام 2015.

وأشار إلى أن تقرير عام 2022، المقرر إصداره الأسبوع المقبل، سيلقي الضوء على أوضاع المسلمين في حوالي 23 دولة أوروبية.

وفي حديثه عن التوصيات السياسية التي يقترحها التقرير، قال: "يجب الاعتراف برهاب الإسلام مشكلة سياسية.. أعتقد أن هذه هي الخطوة الأولى. بعد ذلك، يمكننا التحدث عن الاستراتيجيات المتعلقة بكيفية مكافحة الإسلاموفوبيا".

وشدد الخبير أيضًا على أهمية التسجيل اليومي لممارسات الكراهية ضد المسلمين، وكذلك نشر البيانات على أساس سنوي.

كما يقدم التقرير توصيات للمنظمات غير الحكومية والأكاديميين للعمل على الإسلاموفوبيا من وجهات نظر مختلفة، وإجراء البحوث الميدانية.

واختتم بيركلي حديثه قائلاً إن "الإسلاموفوبيا ليست فقط تحيزًا ضد المسلمين، بل إنها كل شيء يتعلق بالعنصرية، الإسلاموفوبيا هي عنصرية معادية للمسلمين، وبعبارة أخرى فهي شكل جديد من أشكال العنصرية الثقافية، ويجب فهم الأمر بهذه الطريقة، حتى نتمكن من محاربة هذه المشكلة بطريقة أكثر منهجية".

الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.