الدول العربية, التقارير, سوريا

"رجل الاغتيالات".. إبراهيم حويجة في قبضة السلطات السورية (بروفايل)

الاعتقال يأتي قبل أسبوع من الذكرى 48 لاغتيال مؤسس الحزب التقدمي الاشتراكي في لبنان كمال جنبلاط حيث يتهم حويجة بذلك

ABDULSALAM FAYEZ  | 07.03.2025 - محدث : 08.03.2025
"رجل الاغتيالات".. إبراهيم حويجة في قبضة السلطات السورية (بروفايل)

Istanbul

عبد السلام فايز / الأناضول

يُعتبر رئيس المخابرات الجوية السورية الأسبق إبراهيم حويجة، الذي أعلنت دمشق اعتقاله، واحدا من المتهمين بتنفيذ اغتيالات سياسية في عهد حافظ الأسد.

ومساء الخميس، نقلت وكالة الأنباء السورية الرسمية "سانا" عن مصدر في إدارة الأمن العام أنه "بعد عمليات رصد وتحري، تمكنت القوات الأمنية في مدينة جبلة (شمال غرب) من اعتقال اللواء المجرم إبراهيم حويجة".

وأضاف المصدر أن حويجة "متهم بارتكاب مئات الاغتيالات خلال حقبة المجرم حافظ الأسد، من بينها الإشراف على اغتيال كمال جنبلاط، مؤسس الحزب التقدمي الاشتراكي وزعيم الحركة الوطنية اللبنانية".

ويأتي اعتقال حويجة قبل 10 أيام من الذكرى الـ48 لاغتيال جنبلاط، الذي قُتل بظروف غامضة في 16 مارس/ آذار 1977.

واتُّهم النظام السوري بتنفيذ عملية الاغتيال كرد فعل على مواقف جنبلاط المعارضة له، حيث كان من أبرز معارضي التدخل السوري في البلاد خلال الحرب الأهلية اللبنانية (1975-1990).

** من إبراهيم حويجة؟

يُحيط الغموض بشخصية حويجة نتيجة تكتم نظام الأسد على المعلومات المتعلقة بكبار رجال المخابرات في عهده، تفاديا للملاحقات الدولية.

وينحدر حويجة من ناحية عين شقاق في منطقة جبلة بمحافظة اللاذقية.

وفي عهد حافظ الأسد، الذي استولى على السلطة بانقلاب عسكري عام 1970، عُين الرجل مديرا لمكتب المخابرات السورية في بيروت.

قبل أن يعُيّن مديرا لإدارة المخابرات الجوية عام 1987، وظل في منصبه حتى عام 2002.

وعُرف الرجل بتشدده الأمني وأدواره المحورية في ملفات أمنية حساسة داخل سوريا وخارجها، لا سيما في لبنان.

إذ أشرف على عمليات استخبارية واسعة، شملت اغتيالات واعتقالات وتعذيب معارضين سياسيين.

وكان من أبرز المقربين من رفعت الأسد، شقيق حافظ، الذي قاد الحملة العسكرية ضد مدينة حماة عام 1982، والتي راح ضحيتها عشرات الآلاف من المدنيين.

وبحسب تقارير، كان حويجة ضمن الفريق الأمني الذي نفَّذ عمليات القتل والقمع خلال وبعد المجزرة.

وفي 2002، أقاله بشار الأسد من منصبه بعد قرابة 15 عاما من قيادته لإدارة المخابرات الجوية، حيث كان مسؤولا مباشرا عن مراقبة الأنشطة العسكرية والمدنية، وجمع المعلومات، والقضاء على أي تهديدات محتملة للنظام.

** اغتيال جنبلاط

ورغم إقالته، ظل اسم حويجة يتردد باعتباره متهما بعملية اغتيال جنبلاط.

وبحسب إفادة الزعيم الدرزي وليد جنبلاط أمام المحكمة الدولية الخاصة بلبنان في 7 مايو/ أيار 2015، خلصت التحقيقات اللبنانية إلى أن مكتب المخابرات السورية في بيروت، الذي كان يقوده حويجة، هو الجهة المسؤولة عن اغتيال والده، إلى جانب تورط اللواء محمد الخولي، الذي كان مديرا لإدارة المخابرات الجوية آنذاك.

وجاءت عملية اغتيال جنبلاط وسط توتر سياسي شديد مع حويجة والنظام السوري بقيادة حافظ الأسد، الذي كان يسعى إلى إحكام قبضته على المشهد اللبناني آنذاك.

ولا يُعرف الكثير عن عائلته باستثناء ابنته كنانة.

إذ تُعرف كنانة بلقب "المذيعة المليونيرة"، حيث عملت مذيعة في التلفزيون السوري الرسمي، قبل أن تلعب دورا بارزا في التفاوض باسم النظام السوري مع الفصائل المسلحة خلال السنوات الأخيرة.

** اعتقال في ظل توتر أمني

وجاء اعتقال حويجة عقب استنفار أمني في مدينة جبلة، حيث شهدت المنطقة اشتباكات بين القوات الحكومية وعناصر من بقايا فلول النظام السابق، أسفرت عن سقوط قتلى وجرحى في صفوف الأمن السوري.

ووفقا لوكالة "سانا"، استدعت السلطات تعزيزات عسكرية وأمنية من مناطق سورية عدة لمؤازرة قوات الأمن العام، وإعادة الاستقرار إلى المنطقة.

في الوقت ذاته، خرجت حشود شعبية في دمشق وحلب وإدلب وحماة وحمص والقنيطرة ودير الزور دعمًا للحكومة في مواجهة ما وصفته الوكالة بـ "فلول مليشيات الأسد".

الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.
المواضيع ذات الصلة
Bu haberi paylaşın