رغم الدمار.. رمضان يعيد الحياة إلى "النبطية" جنوب لبنان (تقرير)
ـ المواطن اللبناني محمد جابر للأناضول: رمضان في النبطية له طابع ونكهة خاصة، فهو شهر يحمل البركة والتميز لدى المسلمين

Lebanon
لبنان/وسيم سيف الدين/الاناضول
ـ المواطن اللبناني محمد جابر للأناضول:
رمضان في النبطية له طابع ونكهة خاصة، فهو شهر يحمل البركة والتميز لدى المسلمين
رغم ما حلّ بنا من دمار، نحاول العودة إلى حياتنا الطبيعية قدر المستطاع
ـ هادي معتوق:
الاحتفال بليالي رمضان وتزيين المدينة المدمرة يمثلان تعزيزا لروح التعاون ومحاولة لإنعاش اقتصاد النبطية
قمنا بوضع الفانوس العملاق فوق الركام كرمز لبصيص الأمل
ـ طارق مروة:
الحرب جعلتنا أكثر تمسكا بعاداتنا، وأعطتنا دافعا أقوى للحفاظ على روح رمضان في مدينتنا
بعد أشهر من الدمار والمعاناة التي خلّفتها الحرب الإسرائيلية على مدينة النبطية في جنوب لبنان، تستعيد المدينة تدريجيا نبض الحياة، حاملة معها بصيص أمل وإصرارا على تجاوز المحنة.
وشهدت مدينة النبطية عشرات الغارات الإسرائيلية في عملية أطلقها الجيش الإسرائيلي في سبتمبر/أيلول 2024 ضمن مواجهاته مع "حزب الله"، الذي أعلن إسناده للمقاومة الفلسطينية في قطاع غزة.
تقع مدينة النبطية في محافظة النبطية اللبنانية، وتتوسط مدن وقرى سلسلة جبال لبنان الجنوبي، وتبعد عن بيروت حوالي 77 كيلومترا ويبلغ عدد سكانها اكثر من 40 ألف نسمة.
رغم الدمار الكبير، استعادت النبطية أجواء شهر رمضان المبارك، إذ زُينت الشوارع والمنازل – حتى المدمرة منها – بالإنارة الرمضانية والهلال، كما وُضع فانوس عملاق وسط الركام، في رسالة تعكس التمسك بالحياة والأمل.
وشهدت النبطية دمارا واسعا في البنية التحتية والمنازل، حيث دمرت بنسبة تفوق الـ40 بالمئة مما أثر على حياة الأهالي بشكل كبير إلا أنهم أصروا أن يحافظوا على عادتهم وتقاليدهم الخاصة فأعادوا إحياء الأجواء الرمضانية فوق الركام.
لرمضان في النبطية نكهة خاصة
وفي هذا الإطار، قال محمد جابر، وهو من سكان النبطية لمراسل الأناضول إن "رمضان في النبطية له طابع ونكهة خاصة، فهو شهر يحمل البركة والتميز لدى المسلمين".
ولفت الى النبطية كان لها النصيب الأكبر من العدوان الإسرائيلي الغاشم حيث الدمار في كل مكان ولكن الأهالي يحاولون العودة الى الحياة الطبيعية قدر المستطاع".
الزينة تنعش اقتصاد المدينة
من جهته، اعتبر المواطن هادي معتوق أن الاحتفال بليالي رمضان وتزيين المدينة المدمرة يمثلان تعزيزا لروح التعاون، ومحاولة لإنعاش اقتصاد النبطية.
وأضاف: "قمنا بوضع فانوس عملاق فوق الركام كرمز لبصيص الأمل، لننهض مجددا من تحت هذا الدمار والركام الذي حلّ بالنبطية".
واعتبر أن "عودة أجواء رمضان تمنح الأهالي والتجار دفعة معنوية، وتؤكد أننا إلى جانبهم وندعمهم في جميع الظروف الصعبة".
الدمار لن يثنينا عن عادتنا الرمضانية
من ناحيته، رأى طارق مروة أن "لرمضان نكهة خاصة هذا العام وخاصة أننا خارجين للتو من حرب أودت بحياة الكثيرين ودمرت جزءا كبيرة من هذه المدينة".
وأضاف "لكن رغم كل هذا الشيء أهالي النبطية رفضوا أن يتخلوا عن هذه العادات والتقاليد والتي تعودنا عليها في كل عام برمضان".
وتابع "الحرب جعلت الناس تتعلق بالعادات الرمضانية أكثر في النبطية".
مدفع رمضان ما زال حيا
رغم الدمار، حافظت النبطية على أحد تقاليدها الرمضانية العريقة، وهو مدفع الإفطار.
وفي هذا السياق، قال حيدر حجازي، أحد القائمين على تشغيل المدفع: "على مدار أكثر من 50 عاما، اعتاد أهل النبطية على سماع صوت مدفع رمضان. ورغم كل ما مررنا به، عدنا اليوم لنحيي هذه العادة من جديد".
وأضاف للأناضول "ورثتُ تقليد إطلاق المدفع عن آخرين قبلي، وقمنا بتطويره باستخدام تقنيات أكثر أماناً، حتى يكون مناسباً للأطفال والعائلات التي تأتي لمشاهدته".
وفي مشهد مؤثر، اصطف الأهالي حول المدفع مع اقتراب موعد الإفطار، بينما كانت مآذن المدينة تصدح بقراءة القرآن، في لحظة تجسد ارتباط أهل النبطية بعاداتهم، رغم كل التحديات.
زينب ضاهر كانت تنتظر بجانب طفلتيها موعد الافطار خلف المدفع. قالت: جئت مع طفلتي لتشاهدا المدفع لأول مرة، أما أنا فقد شاهدته مرات عديدة سابقا وهو شيء جميل جدا".
وفي 8 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 بدأت إسرائيل عدوانا على لبنان تحول لحرب واسعة في 23 سبتمبر/ أيلول 2024، ما خلّف 4 آلاف و115 قتيلا و16 ألفا و909 جرحى، بينهم عدد كبير من الأطفال والنساء، إضافة إلى نزوح نحو مليون و400 ألف شخص.
ومنذ سريان اتفاق لوقف إطلاق النار في 27 نوفمبر/ تشرين الثاني 2024 ارتكبت إسرائيل أكثر من ألف انتهاك له، ما أسفر عن 87 قتيلا و285 جريحا على الأقل، وفق إحصاء للأناضول استنادا إلى بيانات رسمية لبنانية.
وتنصلت إسرائيل من استكمال انسحابها من جنوب لبنان بحلول 18 فبراير/ شباط الماضي، خلافا للاتفاق، إذ نفذت انسحابا جزئيا وتواصل احتلال 5 نقاط لبنانية رئيسية، ضمن مناطق احتلتها في الحرب الأخيرة.
ومساء الأحد، قال أمين عام "حزب الله" نعيم قاسم، في مقابلة أجرتها معه قناة "المنار" التابعة للحزب، إنه إذا استمر الاحتلال الإسرائيلي لجنوب لبنان "فلا بد من مواجهته من قبل الجيش والشعب والمقاومة".
ومنذ عقود تحتل إسرائيل أراضي في لبنان وفلسطين وسوريا، وترفض الانسحاب منها وترفض أيضا قيام دولة فلسطينية مستقلة، وعاصمتها القدس الشرقية، على حدود ما قبل حرب 1967.