شهداء عائلة المصري.. مجازر العدوان الإسرائيلي مستمرة (شاهد عيان)
أمام منزلهم الواقع شرق بلدة بيت حانون، شمالي قطاع غزة، قضى أطفال عائلة المصري أوقاتا سعيدة، باللعب سويا، ترقبهن عيون عدد من صبايا العائلة اللواتي وقفن أمام الباب يتسامرن.
Gazze
غزة/ نور أبو عيشة/ الأناضول
أمام منزلهم الواقع شرق بلدة بيت حانون، شمالي قطاع غزة، قضى أطفال عائلة المصري أوقاتا سعيدة، باللعب سويا، ترقبهن عيون عدد من صبايا العائلة اللواتي وقفن أمام الباب يتسامرن.
أحاديث حول تجهيزات العيد من كعك، وألوان فناجين القهوة الزاهية التي اخترنها الصبايا للضيافة، كل هذه اللحظات السعيدة، حوّلها صاروخ طائرة إسرائيلية حربية إلى رماد اختلط بالدماء، وأكوام من الأشلاء.
بدأ الصراخ والضجيج يعمّ المكان، هرع جميع من في الحيّ لتقديم المساعدة، أطفال وشبان وفتيات، كلهم كانوا في دائرة الاستهداف.
"إنها مجزرة".. هكذا صرخ إسماعيل المصري (22 عاما)، بعد وصوله إلى المكان متأثرا بصدمة المشهد الأول.
وقال لوكالة "الأناضول"، "الجريمة التي ارتكبتها إسرائيل بحق عائلتي كانت في أول أيام العدوان، المستمر لليوم، وراح ضحيتها 10 أشخاص، بينهم 5 أطفال".
في اللحظات الأولى، كان المشهد صادما، بدأت أمهات الأطفال بتفقد الجثث، فمن تجد ابنها بينهم تصيح باكية، طالبة الغوث.
لحظات فقدت فيها الأمهات، وفق وصف المصري، القدرة على الكلام، فقط البكاء والدماء كانوا وحدهم حاضرين في المشهد.
بدأ الشبان، آنذاك، بمساعدة طواقم الإسعاف بتحميل الجثث، والأشلاء والمصابين، إلى سيارات الإسعاف فور وصولها، كما قال.
وتابع "كانت هذه المجزرة قبل العيد ، حوّل الاحتلال عيدنا إلى مأتم، وجنازة، وحداد".
وأضاف "ملابس العيد الخاصة بالأطفال الشهداء، بقيت حسرة في قلوب أمهاتهم اللواتي اخترنها كما يحبها الأطفال الشهداء".
** نزوح
في ليلة اليوم الرابع، من العدوان الإسرائيلي المستمر، تحوّلت أجواء بلدة بيت حانون، إلى كتل ملتهبة من النيران، دفعت غالبية سكانها إلى ترك منازلهم والهرب والنجاة بأرواحهم، على حدّ قول المصري.
وتابع، "كنا نستعد لطي آلامنا بعد مرور هذه الليلة، والتجهّز للنوم، هربا من الواقع، الذي تحوّل إلى مأساة، وإذ بأصوات انفجارات عشوائية تضرب المكان وتسبب ارتجاج المنازل بعنف".
ووصف تلك الليلة بالقاسية، موضحا أن آلة الحرب الإسرائيلية، من طائرات ومدافع دمّرت حيّا سكانيا بالكامل.
هذه الليلة، جمعنا أهم أغراضنا، وخرجنا هربا من هذه الحمم النارية التي كانت تتساقط علينا، وفق قوله.
وتابع: "خرجنا مشيا من المنازل وصولا إلى مخيم جباليا، حتّى طاله القصف هو الآخر، حملنا أمتعتنا ونزحنا نحو غربي مدينة غزة (بحيّ الرمال)، داخل مدرسة تابعة لوكالة "أونروا"، تحوّلت إلى مركز للإيواء".
في هذه المدرسة، تقبع عشرات العائلات النازحة هربا من آلة الحرب الإسرائيلية، من بينهم نحو 200 شخص من عائلة المصري، بواقع حوالي 30 أسرة.
وأضاف إن "الحياة أشبه بحياة اللجوء، هنا لا تتوفر المستلزمات الأساسية، المياه دائمة الانقطاع وكذلك الكهرباء".
وقال إن الأمن هنا بات شبه معدوم، خاصة في ظل تعرّض المنطقة التي تقع فيها المدرسة، للاستهدافات المتكررة بالطائرات الإسرائيلية الحربية.
ويسعى بعض الشبان المتواجدين في المدرسة، لتبديد مخاوفهم من أصوات الانفجارات، ومشاركة الأطفال ذلك، من خلال ممارسة عدة ألعاب بسيطة.
في ملعب المدرسة، وسط ألم النزوح والفقد، ينضج مشهدا يتسرق فيه الصغير والكبير بعض اللحظات من الحياة.
ومنذ 10 مايو/ أيار الجاري، يشن الجيش الإسرائيلي عدوانا عسكريا على قطاع غزة، راح ضحيته وفق وزارة الصحة الفلسطينية، نحو 227 شهيدا، من بينهم 64 طفلا، و 38 سيدة، و1620 إصابة.
واستشهد 28 فلسطينيا، بينهم 4 أطفال، وأصيب قرابة 7 آلاف في الضفة الغربية المحتلة، بما فيها القدس، خلال مواجهات مع الجيش الإسرائيلي يستخدم خلالها الرصاص الحي والمعدني وقنابل الغاز المسيل للدموع لتفريق الفلسطينيين.
بينما قُتل 12 إسرائيليا وأصيب أكثر من 600 آخرين، خلال رد الفصائل الفلسطينية بإطلاق صواريخ من غزة، بحسب "نجمة داود الحمراء" الإسرائيلية.
الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.