الدول العربية, التقارير, فلسطين, قطاع غزة

غزة.. أطفال ينبشون النفايات بحثا عن طعام (تقرير)

"نبش النفايات" بات مصدرا للحصول على الطعام في مناطق مختلفة من القطاع في ظل شح توفر الأغذية وبالتزامن مع حالة الغلاء وانعدام السيولة المالية لدى المواطنين

Nour Mahd Ali Abuaisha  | 16.07.2024 - محدث : 16.07.2024
غزة.. أطفال ينبشون النفايات بحثا عن طعام (تقرير)

Gazze

غزة / الأناضول

في مشهد مؤلم يعكس حجم المعاناة جراء شح المواد الغذائية، ينبش مجموعة من الأطفال في مدينة دير البلح وسط قطاع غزة، أكوام النفايات بحثا عن طعام وخضراوات تسد رمق جوعهم.

في الآونة الأخيرة، بات "نبش النفايات" مصدرا للحصول على الطعام في مناطق مختلفة من القطاع، وتزايد اللجوء إليها بشكل ملحوظ في ظل شح توفر الأغذية وبالتزامن مع الغلاء وانعدام السيولة المالية لدى المواطنين.

وفوق أكوام النفايات التي تبدو أغلبها من الخضراوات التالفة، يبحث الأطفال عن طعام يومهم ويضعونها داخل أكياس كبيرة جلبوها معهم من خيام النزوح لتعبئتها.

** لمساعدة عائلاتهم

ووسط استمرار الحرب الإسرائيلية وشح إدخال المساعدات الغذائية، لم يعد أمام الأطفال الذين فقدوا كافة حقوقهم إلا مساعدة عائلاتهم في البحث عن الطعام حتى وإن كان في مكبات النفايات.

ويفضل هؤلاء الأطفال تناول ما يجدونه في القمامة من خضراوات على الموت جوعا، في خيار يعكس أقسى أشكال البقاء على قيد الحياة.

إحدى الفلسطينيات القاطنات في مكان قريب (لم تفصح عن اسمها)، قالت بحرقة وهي ترى الأطفال ينبشون النفايات: "يجب على العالم أن يعرف حجم المعاناة التي يعيشها هؤلاء الأطفال والتحرك العاجل لمساعدتهم".

وتابعت للأناضول: "الجوع أنهك أجساد هؤلاء الأطفال، ودفعهم للنبش في النفايات، وسط صمت العالم!".

بدوره، قال الطفل كريم أبو دية، النازح من شمال غزة إلى دير البلح: "نبحث عن الطعام هنا في النفايات من أجل أن نأكل في ظل عدم توفر الأغذية".

وفي جوابه عن كيفية تناول هذه الأطعمة التي يتم انتشالها من النفايات، قال بكل أسى "نغسلها وننظفها بالصابون ومن ثم نأكلها".

واستنكر الطفل في حديثه رمي الأطعمة التالفة في النفايات، قائلا "كان الأفضل توزيعها علينا قبل أن تتلف".

** ارتفاع عدد الوفيات

ومطلع يوليو/ تموز الجاري حذّر المكتب الإعلامي الحكومي بقطاع غزة، من ارتفاع أعداد الوفيات بسبب الجوع خصوصا بين الأطفال جراء مواصلة إسرائيل منع إدخال المساعدات والغذاء إلى القطاع وإغلاق المعابر بشكل كامل منذ 7 مايو الماضي.

وقال المكتب في بيان آنذاك: "يواصل جيش الاحتلال ارتكاب جريمة منع إدخال المساعدات والغذاء إلى قطاع غزة وإغلاق المعابر بشكل كامل ومتواصل، وذلك في إطار تعميق المجاعة واستمرار جريمة الإبادة الجماعية التي يرتكبها بحق المدنيين والأطفال والنساء للشهر العاشر على التوالي".

وجراء الحرب وقيود إسرائيلية تنتهك القوانين الدولية، يعاني الفلسطينيون في قطاع غزة شحا شديدا في إمدادات الغذاء والماء والدواء، لا سيما في محافظتي غزة وشمال القطاع، وصلت إلى حد تسجيل وفيات جراء الجوع.

ومنذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، تشن إسرائيل حربا مدمرة على غزة بدعم أمريكي، خلفت نحو 127 ألف قتيل وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود وسط دمار هائل ومجاعة أودت بحياة عشرات الأطفال.

وتواصل تل أبيب الحرب متجاهلة قراري مجلس الأمن الدولي بوقفها فورا، وأوامر محكمة العدل الدولية باتخاذ تدابير لمنع أعمال الإبادة الجماعية وبتحسين الوضع الإنساني الكارثي بغزة.

الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.