الدول العربية, التقارير, فلسطين, قطاع غزة

غزة بلا مياه.. توقف ثاني أكبر محطة تحلية ينذر بكارثة إنسانية (تقرير)

أحمد الرفاعي، مدير محطة "مياه البصة" بغزة الأناضول: الكابل الواصل بين المحطة والآبار الشاطئية تعرض للتلف منذ ثلاثة أيام، ولم يتم إصلاحه حتى الآن بسبب نقص المعدات اللازمة جراء إغلاق إسرائيل المعابر، مما تسبب في توقف المحطة.

Jomaa Younis  | 17.03.2025 - محدث : 17.03.2025
غزة بلا مياه.. توقف ثاني أكبر محطة تحلية ينذر بكارثة إنسانية (تقرير)

Gazze

غزة/جمعة يونس/الأناضول

أحمد الرفاعي، مدير محطة "مياه البصة" بغزة الأناضول:
-الكابل الواصل بين المحطة والآبار الشاطئية تعرض للتلف منذ ثلاثة أيام، ولم يتم إصلاحه حتى الآن بسبب نقص المعدات اللازمة جراء إغلاق إسرائيل المعابر، مما تسبب في توقف المحطة.
- توقف المحطة يعني حرمان المنطقة الوسطى وخانيونس من مياه الشرب مما يعرض حياة مئات الآلاف من السكان للخطر

توقفت، الاثنين، ثاني أكبر محطة تحلية مياه بحر في قطاع غزة عن العمل، بعد أيام فقط من توقف المحطة الأكبر وسط القطاع، وذلك بسبب استمرار إسرائيل في إغلاق المعابر وفرض حصار خانق يمنع دخول الوقود والمعدات اللازمة لتشغيل المحطات.

وحذر مسؤولون محليون من تفاقم أزمة المياه، خاصة في المناطق الوسطى والجنوبية من القطاع، حيث تعد "محطة البصة" شريان حياة لهذه المناطق المكتظة بالسكان، وتوقفها يهدد بكارثة إنسانية.

تأتي هذه الأزمة في وقت يعاني فيه قطاع غزة من أزمات متعددة، منها نقص الوقود والكهرباء، مما يؤثر بشكل مباشر على الخدمات الأساسية مثل المياه والصحة.

-نقص المعدات

أحمد الرفاعي، مدير محطة "مياه البصة" أفاد في حديث للأناضول، بأن المحطة التي تنتج 6 آلاف متر مكعب من المياه يوميًا كانت تعمل بواسطة المولدات الكهربائية بسبب انقطاع التيار الكهربائي.

وأوضح أن "الكابل" الواصل بين المحطة والآبار الشاطئية تعرض للتلف منذ 3 أيام، ولم يتم إصلاحه حتى الآن بسبب نقص المعدات اللازمة جراء إغلاق إسرائيل للمعابر، مما تسبب في توقف المحطة.

وقبل أيام، قطعت تل أبيب الكهرباء عن محطة تحلية المياه الرئيسة في القطاع، وهي المؤسسة الوحيدة التي كانت تصلها كهرباء من إسرائيل خلال حرب الإبادة.

هذا القرار دفع المحطة، التي كانت تنتج حوالي 18 ألف متر مكعب من المياه المحلاة يوميًا، إلى خفض إنتاجيتها بشكل حاد، لتصل إلى أقل من 3 آلاف متر مكعب فقط.

وحذر الرفاعي من أن "الوضع يزداد سوءًا مع مرور الوقت"، مشيرًا إلى أن استمرار إغلاق المعابر لأيام أخرى سيؤدي إلى نفاد مخزون الوقود، مما سيتسبب في توقف المحطة بالكامل.

وأضاف: "هذا التوقف يعني حرمان المنطقة الوسطى وخان يونس من مياه الشرب، مما يعرض حياة مئات الآلاف من السكان للخطر".

- تداعيات كارثية

وأكد الرفاعي من أن "الوضع سيكون كارثيًا إذا لم يتم حل الأزمة سريعًا. كل مناطق النزوح في المنطقة الوسطى وخانيونس مهددة بعدم وجود مياه صالحة للشرب، وهذا يضع حياة الآلاف على المحك".

وبعد قطع إسرائيل للكهرباء تتفاقم أزمة المياه بما ينذر بكارثة صحية وبيئية في ظل تزايد المخاوف بشأن انتشار الأمراض والأوبئة في ظل غياب مصادر المياه، وتراكم الضغوط على القطاع الصحي المنهك أساسا جراء 16 شهرا من الإبادة والتدمير.

وكانت اللجنة الدولية للصليب الأحمر قد حذرت من "أزمة إنسانية كارثية وغير مسبوقة بغزة" جراء إغلاق المعابر ومنع دخول المساعدات الإغاثية للقطاع في 2 مارس/ آذار الجاري؛ من بينها إمدادات المياه.

وقبل اندلاع الإبادة، كان قطاع غزة يعاني من شح في توفر المياه النظيفة الصالحة للشرب أو المخصصة للاستعمال اليومي فيما فاقمت الحرب وتداعياتها من هذه الأزمة في ظل الاستهداف المتعمد لشبكات المياه والآبار الجوفية فضلا عن العمل الجزئي الذي طال بعض محطات التحلية جراء نقص الوقود وانقطاع الكهرباء إثر تشديد إسرائيل حصارها على القطاع منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023.

- نداء عاجل

في ظل هذه الأزمة الإنسانية المتصاعدة، يطالب الرفاعي بضرورة فتح المعابر لتوفير الوقود والمعدات اللازمة لإصلاح الكابل الكهربائي وإعادة تشغيل المحطة بشكل كامل.

وأكد أن "استمرار إغلاق المعابر يعني كارثة إنسانية حقيقية، حيث سينفد الوقود، وستتوقف المحطة، وسيعاني الناس من انعدام المياه الصالحة للشرب".

وحسب المكتب الإعلامي الحكومي بغزة، فإن الجيش الإسرائيلي دمر خلال قرابة 16 شهرا من الإبادة نحو 330 ألف متر من شبكات المياه كما دمر مئات الآبار الجوفية وأخرج 717 منها عن الخدمة.

وفي 19 ديسمبر/ كانون الأول 2024، قال تقرير صدر عن منظمة "هيومن رايتس ووتش"، إن إسرائيل اتبعت سياسة تعطيش الفلسطينيين خلال الإبادة ما تسبب بإصابتهم بمضاعفات صحية خطيرة أدت لوفاة الآلاف منهم.

ومنذ 7 أكتوبر 2023، قطعت إسرائيل إمدادات الكهرباء عن قطاع غزة إلا ما وصل محطة تحلية المياه، كما منعت دخول الوقود اللازم لتشغيل محطة توليد الطاقة الوحيدة في القطاع.

ومطلع مارس الجاري، انتهت المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار بغزة التي استمرت 42 يوما، فيما تنصلت إسرائيل من الدخول في المرحلة الثانية وإنهاء الحرب.

ومع انتهاء المرحلة الأولى من اتفاق وقف النار، أغلقت إسرائيل مجددا جميع المعابر المؤدية إلى غزة، لمنع دخول المساعدات الإنسانية، في خطوة تهدف إلى استخدام التجويع كأداة ضغط على حماس لإجبارها على القبول بإملاءاتها.

وبدعم أمريكي ترتكب إسرائيل منذ 7 أكتوبر 2023 إبادة جماعية بغزة خلفت أكثر من 160 ألف قتيل وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 14 ألف مفقود. ​​​​

الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.
المواضيع ذات الصلة
Bu haberi paylaşın