الدول العربية, التقارير, فلسطين, قطاع غزة

غزة تحت "مقصلة" المجاعة.. حيوانات تأكل بعضها (تقرير)

- تنتشر في طرقات مدينة غزة ومخيم جباليا شمالي قطاع غزة جثث لحيوانات نافقة بسبب الجوع

Hosni Nedim  | 01.02.2024 - محدث : 01.02.2024
غزة تحت "مقصلة" المجاعة.. حيوانات تأكل بعضها (تقرير)

Gazze

غزة/ الأناضول

- تنتشر في طرقات مدينة غزة ومخيم جباليا شمالي قطاع غزة جثث لحيوانات نافقة بسبب الجوع
- القطط والكلاب باتت تأكل نظيرتها الميتة لعدم توفر الطعام
- الفلسطينيون يخشون من المخاطر الصحية للحيوانات النافقة في الطرقات 

تنتشر في طرقات مدينة غزة ومخيم جباليا، شمالي قطاع غزة، جثث لحيوانات نافقة أو قطط وكلاب هزيلة تبحث عن أي شيء تأكله بين أكوام النفايات، في مشهد يرسم صورة أخرى للمجاعة التي يعيشها الفلسطينيون شمالي القطاع جراء منع الجيش الإسرائيلي وصول المساعدات الغذائية إليهم.

وباتت الوجبة الوحيدة لهذه القطط والكلاب هي أجساد الحيوانات والطيور النافقة المتحللة في الطرقات وتلك التي ألقاها أصحابها في النفايات مثل القطط المنزلية أو الحمام والعصافير التي لم يجد أصحابها طعاما لها فنفقت جوعاً.

ويقول الفلسطيني سامح زين الدين، الذي يقيم في مخيم جباليا، إن "جثث عشرات الحيوانات الميتة ملقاة قرب أكوام النفايات وبعضها متحلل".

ويضيف زين الدين لمراسل الأناضول: "لا يوجد طعام كافي للبشر في المخيم وكافة مناطق شمالي القطاع لذلك معظم هذه الحيوانات ماتت جوعاً فهي لم تأكل منذ أسابيع طويلة".

وعلى مقربة من حاوية نفايات كبيرة في مدينة غزة، تقول الفلسطينية أسماء النجار: "ها هي قطة مسكينة لا تجد طعاما وتأكل من لحم قطة أخرى متحللة. الجوع يكاد يقتل البشر فما بالك بالحيوانات".

وتكمل النجار حديثها لمراسل الأناضول قائلة: "رائحة الحيوانات الميتة تزكم أنوفنا وتسبب لنا أذى كبير خاصة لمن يعاني من أمراض تنفسية مثل الربو".

وتابعت: "نحاول جمع هذه الحيوانات في أماكن بعيدة عن منازلنا ولكن الروائح تصلنا ونخشى أن تسبب لنا أضرار صحية".

وفي مشاهد أخرى أكثر قسوة تم رصدها خلال الأيام الماضية، كانت القطط والكلاب تأكل من أجساد فلسطينيين قتلهم الجيش الإسرائيلي في مدينة خانيونس، جنوبي قطاع غزة، بعد منع سيارات الإسعاف من نقلهم إلى المستشفيات، وفق شهود عيان تحدثوا لمراسل الأناضول.

وقال الشهود، إن القطط والكلاب كانت تنهش جثامين متحللة لفلسطينيين قتلوا على يد الجيش الإسرائيلي بالمناطق الغربية لمدينة خانيونس.

وفي مبادرة لإنقاذ القطط من الموت جوعاً، أنشأ الطبيب البيطري الفلسطيني عائد أو نجم مأوى للقطط المنزلية في مدينة رفح أقصى جنوبي قطاع غزة للعناية بها وإطعامها بعد أن فقد أصحابها منازلهم أو لم يستطيعوا توفير الطعام لها

ويقول الطبيب الفلسطيني لمراسل الأناضول: "الحرب الإسرائيلية طالت الحيوانات كما البشر، وتعرضت هذه الحيوانات لأذى كبير ولأسوأ أنواع الظلم".

ويضيف: "كثير من القطط ماتت جوعاً أو قتلاً بالقصف الإسرائيلي".

ويوضح الطبيب أبو نجم، أن الطعام الخاص بالقطط مفقود من الأسواق ويمكن العثور على كميات ضئيلة منه بصعوبة بالغة لذلك عملت على جميع كميات جيدة منه وأسست مأوى للقطط التي لا يستطيع أصحابها رعايتها.

ويشير إلى أنه يعمل على جمع هذه القطط وإطعامها والاهتمام بها صحياً حتى يتمكن أصحابها من استعادتها بعد انتهاء الحرب.

ويضيف: "حتى وإن ارتفع سعر الطعام نسعى لتوفيره حتى لا تموت الحيوانات، فهذه مشكلة كبيرة أن تموت جوعًا وهي تحت حمايتنا في المأوى".

ويبدي الطبيب استياءه وامتعاضه مما تتعرض له القطط جراء الحرب، وما يخرج من صور عن الحياة الصعبة التي تعيشها الحيوانات في غزة.

ويناشد أبو نجم كافة الأطراف القادرة على إحداث تغيير بالتدخل العاجل لإنقاذ هذه الحيوانات المظلومة، ولا سيما أن مربو القطط هم أشخاص تربطهم علاقة وثيقة بحيواناتهم.

وخلال الشهرين الماضيين حذرت العديد من المنظمات الحقوقية والأممية من المجاعة في قطاع غزة، بسبب منع إسرائيل وصول المساعدات إلى مناطق مدينة غزة وشمالي القطاع والسماح بإدخالها بكميات محدودة إلى مناطق الجنوب.

والثلاثاء، قال رئيس منظمة هيومن رايتس ووتش الأوروبية المتوسطية رامي عبده، إن إسرائيل تستخدم "الجوع" سلاحا لطرد سكان قطاع غزة وحتى قتلهم.

وأوضح عبده في حديثه للأناضول، أن غزة تعاني "نقصا شديدا" في المواد الغذائية وأن كمية المساعدات التي تصل انخفضت من متوسط 500 شاحنة قبل الحرب إلى أقل من 100 حاليا.

وأضاف أن ما بين 50 و100 شاحنة مساعدات فقط وصلت شمالي غزة في المئة يوم الماضية، وأن هناك جوعا شديدا ونقضا في كل شيء بالمنطقة.

وذكر أن "الناس يتضورون جوعا حتى الموت. أكثر من نصف مليون فلسطيني يعانون بسبب ظروف الشتاء القاسية ونقص الغذاء".

وتابع "في الوقت الحالي، يعاني أكثر من نصف سكان غزة الجوع الشديد. ويواجه جميع سكان شمالي غزة ظروف مجاعة قاسية".

وصرح بأن جنود الاحتلال أطلقوا النار على من حاولوا الوصول إلى شاحنات الغذاء التي دخلت غزة بأعداد قليلة من الجنوب إلى الشمال، وأنهم وثقوا وفاة العشرات بسبب ذلك.

وأردف عبده: "نتحدث عن التجويع المتعمد وخاصة في شمالي غزة، والأطفال هم الأكثر تضررا من هذا الوضع".

وأكد أن معظم الأطفال الرضع يحتاجون إلى الحليب الذي لا يدخل القطاع، بجانب نقص المستلزمات الطبية والأدوية وأن النساء بالكاد يستطعن التعامل مع هذا الوضع.

ومنذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 يشن الجيش الإسرائيلي حربا مدمرة على قطاع غزة خلفت حتى الأربعاء "26 ألفا و900 شهيد و65 ألفا و949 مصابا، معظمهم أطفال ونساء"، وفق السلطات الفلسطينية، وتسببت في "دمار هائل وكارثة إنسانية غير مسبوقة"، بحسب الأمم المتحدة.​​​​​​​

الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.