فتح الحدود.. نجدة جزائرية للسياحة التونسية المرهقة (تقرير)
الثلاثاء، أعلن الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، الثلاثاء، فتح الحدود البرية مع تونس أمام حركة المواطنين بعد إغلاق دام أكثر من سنتين بسبب جائحة كورونا

Tunisia
تونس/ عادل الثابتي/ الأناضول
في وقت تعاني السياحة التونسية صعوبات، بعد عامين من تداعيات كورونا وتأثيرات الحرب الروسية الأوكرانية، جاء قرار الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون بفتح الحدود الجزائرية التونسية أمام عبور الأشخاص.
يشلك فتح الحدود بين البلدين بارقة أمل لتونس وحبل نجاة لأهم قطاع من قطاعات اقتصادات المحلي، ممثلا بصناعة السياحة.
والثلاثاء، أعلن تبون، فتح الحدود البرية مع تونس أمام حركة المواطنين بعد إغلاق دام أكثر من سنتين بسبب جائحة كورونا.
وأوضح أن القرار مشترك مع الرئيس التونسي قيس سعيد، الذي يزور البلاد منذ الإثنين، للمشاركة في احتفالات الذكرى الـ 60 لاستقلال البلاد في 5 يوليو/تموز 1962.
والحدود البرية بين الجزائر وتونس مغلقة منذ فبراير/شباط 2020، بسبب تداعيات جائحة كورونا، وفي مايو/ أيار الماضي أعلنت الجزائر فتحها فقط أمام حركة نقل البضائع بين البلدين
** تونس في انتظار القرار
بعد يوم واحد من قرار الرئيس الجزائري تبّون، عقد وزير السياحة محمد المعز بلحسين، بمقر وزارته اجتماعا تنسيقيا، الأربعاء، استعدادا لاستقبال السياح الجزائريين في تونس.
ووفق بيان لوزارة السياحة التونسية، شهد الاجتماع حضور ممثل عن الديوان الوطني للمعابر الحدودية البرية، وعن بعد، ممثل السياحة بالجزائر والمندوب الجهوي للسياحة بطبرقة - عين دراهم". ( لم يذكر البيان الأسماء).
ودعا بلحسن "إلى ضرورة اتخاذ كل الإجراءات اللازمة والتنسيق التام مع كل الجهات المعنية، لحسن استقبال الأشقاء الجزائريين، وقضاء عطلتهم في أحسن الظروف".
** مؤشرات مقلقة
هذه الاستعدادات لم تمنع وزير السياحة التونسي محمد المعز بلحسن، من القول في تصريحات صحفية: "رغم تحسن المؤشرات السياحية خلال العام الجاري، إلا أنها لم تصل إلى مستوى الأرقام المسجلة عام 2019".
وقال: "تحسنت السياحة بنسبة 54 بالمئة على مستوى عائدات السياحة و134 بالمئة على مستوى عدد الوافدين خلال النصف الأول 2022، على أساس سنوي".
ولفت بلحسن: "القطاع السياحي أمام تحديات كبرى من بينها مسألة النقل وسبل تطويره، لأنها نقطة ضعف تعرقل القطاع، ومسألة مديونية المؤسسات السياحية التي أثرت على القطاع وعلى نوعية الخدمات".
** سياح الجزائر أهمية عددية
أستاذ الاقتصاد في الجامعة التونسية رضا قويعة بدا متفائلا وقال: "نحن نعرف أهمية السياح الجزائريين من حيث العدد، ذلك أن نسبتهم تتجاوز 30 بالمئة من السياح الذين يقصدون الوجهة التونسية".
وأضاف قويعة في تصريحات للأناضول، أن "عدد السياح الجزائريين يتجاوز مليوني سائح عادة.. فتح الحدود بين تونس والجزائر سيكون له دور كبير في انعاش السياحة التونسية".
** أهمية اقتصادية ودعم مالي
وتابع قويعة "وننن على أبواب موسم سياحي في ظروف صعبة.. فإن فتح الحدود سيكون متنفسا للسياحة التونسية التي تمثل ما بين 9 - 10 بالمئة من الناتج المحلي الخام".
"السياح الجزائريون من أكثر الجنسيات إنفاقا من بين السياح الذين يأتون إلى تونس، والكثير منهم هم من الجالية الجزائرية المقيمة في أوروبا التي تأتي من فرنسا وإيطاليا وإسبانيا وتنفق باليورو".
وزاد: "ينتظر أن تخلق عودة السائح الجزائري حركية اقتصادية في تونس."
وتعاني تونس أزمة اقتصادية ومالية تفاقمت حدتها جراء تداعيات جائحة كورونا والحرب الروسية في أوكرانيا، إضافة إلى عدم استقرار سياسي تعيشه البلاد منذ بدأ الرئيس قيس سعيد فرض إجراءات استثنائية في 25 يوليو/ تموز 2021.
وقفز التضخم السنوي في تونس خلال يونيو/ حزيران الماضي، عند قمة ثلاثة عقود، وسط زيادات حادة في أسعار السلع، نتجت بشكل رئيسي عن تبعات الحرب الروسية الأوكرانية.
وقال المعهد الوطني للإحصاء في تونس (حكومي)، الثلاثاء، إن التضخم السنوي في البلاد صعد إلى 8.1 بالمئة في يونيو الماضي، ارتفاعا من 7.8 بالمئة خلال مايو/ أيار السابق له.