الدوحة / أحمد يوسف / الأناضول

تسابق دول عديدة الزمن لمد يد العون للمنكوبين في المناطق التركية والسورية المتضررة من الزلازل التي خلفت خسائر كبيرة بالأرواح والممتلكات في البلدين.

ومن ضمن هذه الدول بلدان مجلس التعاون الخليجي الستة، التي تشهد "فزعة" (استجابة للإغاثة والنجدة)، حيث أعلنت رسميا عن تدشين جسور جوية لتقديم المساعدات الإنسانية وإرسال فرق إنقاذ للمشاركة في جهود البحث عن ناجين تحت الأنقاض.

وبالتوازي مع الموقف الرسمي، انطلقت حملات شعبية واسعة في دول الخليج لدعم ضحايا الزلزال شملت مؤسسات مجتمع مدني ومبادرات إعلامية ودعوات فردية مكثفة.

وضجت مواقع التواصل الاجتماعي في دول الخليج بدعوات التبرع والمؤازرة مع منكوبي الزلازل في عشر ولايات أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الثلاثاء حالة الطوارئ فيها لمدة 3 أشهر وهي: أضنة وأدي يمان وديار بكر وغازي عنتاب وهطاي وقهرمان مرعش وكيليس وملاطية وعثمانية وشانلي أورفة.

** السعودية

شهدت السعودية، الأربعاء، حملة تبرعات شعبية لاقت إقبالا كبيرا وجمعت دعما تجاوز حتى صباح الخميس، نحو 100 مليون ريال (أكثر من 26 مليون دولار).

جاء ذلك بحسب بيانات منصة "ساهم" السعودية (الحكومية) المسؤولة عن "الحملة الشعبية لإغاثة متضرري الزلزال بسوريا وتركيا"، التي أطلقها الأربعاء مركز الملك سلمان للإغاثة (حكومي) غداة توجيه ملكي بإطلاقها.

ودعا علماء ودعاة سعوديون شعب المملكة إلى المشاركة في الحملة والتبرع للضحايا في البلدين الشقيقين.

** سلطنة عمان

عبر الهيئة العُمانية للأعمال الخيرية، أعلنت جمعيات ومؤسسات خيرية المساهمة في جمع تبرعات ومساعدات.

وغرد مفتي سلطنة عمان الشيخ أحمد الخليلي قائلا: "إنا لنواسي من أعماق قلوبنا الشعبين المسلمين الشقيقين الشعب السوري والشعب التركي على المصاب الجلل بالكارثة التي أتت على كثير من الأعزة بسبب تأثير الزلزال المدمر الذي أصاب البلدين العزيزين".

وفي افتتاحيتها الأربعاء، قالت صحيفة" الرؤية" العمانية: هبّت عُمان قيادة وشعبيا لتخفيف آثار هذا الزلزال المدمر في شمال سوريا وجنوب تركيا.

ودعا الكاتب العماني عضو مجلس إدارة جمعية الصحفيين حمود الطوقي مواطني بلده إلى التبرع بقوله في تغريدة: "هل لا زال هناك شخص لم يتبرع بعد؟".

"في ميزان حسناتكم جميعا"، بهذه الجملة حث حساب باسم سعود القاسمي على التبرع قائلا: "تبرع إن كان بإمكانك أو ساهم في نشر حملة الإغاثة للأشقاء في سوريا وتركيا الذين تعرضوا لزلزال مدمر".

وكتب سيف المقبالي: "ضاقت عليهم الأرض بما رحبت، فقدوا أحبابهم وتهدمت بيوتهم.. آلاف الجرحى والمتضررين يستغيثونكم لتخفيف آلامهم وجراحهم! تبرّع بما تجود به نفسك عن طريق الهيئة العمانية للأعمال الخيرية".

** الإمارات

الهلال الأحمر الإماراتي دعا للانضمام إلى حملة "جسور الخير" لدعم المتضررين في سوريا وتركيا، وتشمل الحملة تعبئة المساعدات الأولية في إمارتي أبوظبي ودبي.

ويستمر جمع التبرعات النقدية والعينية لمدة أسبوعين عبر هيئة الهلال والمؤسسات الإنسانية والخيرية الإماراتية المشاركة في المبادرة.

وأعلنت شركة الأنصاري للصرافة عن تبرعها بـ 3.67 ملايين درهم إماراتي (1 مليون دولار أمريكي) دعما لجهود إغاثة المتضررين من الكارثة.

** الكويت

في الكويت، التي تكثر فيها منظمات العمل الانساني، أطلقت عشرات الجمعيات حملات تبرع لاقت إقبالا قويا تحت عنوان "فزعة الكويت".

وسريعا، تفاعل الكويتيون مع الفزعة التي أطلقها مجلس الوزراء تحت إشراف وزارة الشؤون الاجتماعية والتنمية المجتمعية لتقديم العون والإغاثة العاجلة للمتضررين في تركيا وسوريا.

وقال الكاتب الكويتي ناصر بدر العيدان: "نحن بحاجة لفزعة حكومية وشعبية لإنقاذ ما يمكن إنقاذه من ضحايا أنقاض زلزال تركيا سوريا".

وموضحا المطلوب، دعا العيدان إلى تقديم "دعم طبي ودوائي - معونات غذائية ولوجستية - تبرع بالدم - فرق بحث تطوعية - خبراء كوارث.. الكارثة إنسانية وخطيرة والمنظمات العالمية تتوقع ضحايا بعشرات الآلاف".

** قطر

على مواقع التواصل، أعرب قطريون عن تضامنهم الكامل مع ضحايا الزلزال من خلال تعازيهم ومواساتهم، متمنين الشفاء للجرحى والرحمة للقتلى.

وبالتوازي هرعت جمعية قطر الخيرية والهلال الأحمر القطري إلى إرسال مساعدات وفرق ميدانية إلى تركيا وسوريا للمشاركة في عمليات الإنقاذ.

وبرزت دعوات، عبر "تويتر"، إلى جمع التبرعات لتقديم الإغاثة للضحايا من خلال الجمعيات الأهلية نظرا لحجم ما ألم بالمنكوبين من دمار.

وضمن المبادرات الاجتماعية، قررت "دار الشرق" الإعلامية التبرع بإيرادات بيع صحفها الأربع (الشرق - العرب - لوسيل - البننسولا) اعتبارا من الخميس 9 فبراير/ شباط الجاري ولمدة أسبوع لشعبي البلدين الشقيقين.

كما قررت مؤسسة "دوري نجوم قطر" الرياضية، الأربعاء، تخصيص عائدات تذاكر مباراتي نصف نهائي كأس قطر لكرة القدم لصالح المتضررين من الزلزال في تركيا وسوريا.

** البحرين

وفي البحرين دعت المؤسسة الملكية للأعمال الإنسانية الشعب إلى التبرع لصالح الحملة الوطنية لدعم متضرري الزلزال.

وحثت المؤسسة جميع المؤسسات وشركات القطاع الخاص والأفراد على الإسهام في الحملة.

واستجابة لنداء السفارة التركية في المنامة قام بحرينيون بتسليم مساعدات عينية لصالح المنكوبين.

وفجر الإثنين، ضرب زلزال جنوب تركيا وشمال سوريا بلغت قوته 7.7 درجات، أعقبه آخر بعد ساعات بقوة 7.6 درجات ومئات الهزات الارتدادية العنيفة، ما خلف خسائر كبيرة بالأرواح والممتلكات في البلدين.

والثلاثاء، أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان حالة الطوارئ لمدة 3 أشهر في 10 ولايات تضررت من الزلزال وهي أضنة، وأدي يمان، وديار بكر، وغازي عنتاب، وهطاي، وقهرمان مرعش، وكيليس، وملاطية، وعثمانية، وشانلي أورفة.