"قصور الطيور".. ثقافة عثمانية متوارثة رفقا بالحيوان (تقرير)
- "قصور الطيور" المبنية على جدران مبانٍ ترجع للفترة العثمانية، كرمز للأناقة المعمارية والرفق بالحيوانات - كتاب "رحلة إسطنبول" ذكر أبرز المساهمات التي قدمتها الحضارة العثمانية لمبادئ الرفق بالحيوانات، والطيور على وجه خاص..
Istanbul
إسطنبول/ صفاء موطلو/ الأناضول
لا تزال "قصور الطيور" المبنية على جدران مبانٍ ترجع للفترة العثمانية، تحافظ على عبقها كرمز للأناقة المعمارية والرفق بالحيوانات.
ودأب المهندسون العثمانيون على تزيين المباني المشيدة في عهدهم، مثل القصور والمساجد والجوامع والمقابر والنزل والنوافير وسبل المياه بأعشاش للطيور تأخذ شكل القصور.
ومنحوا اهتماما كبيرا للطيور؛ حيث كانوا يصممون أشكالا مختلفة من أعشاشها بنوها على جدران البيوت آنذاك، لترسم لوحات جميلة تشكل أسمى معاني الإنسانية والجمال والرفق بالحيوان.
ولطالما لفتت قصور الطيور أو الأعشاش التي أُنشِئت باستخدام الطوب والحجارة في تركيا إبان العهد العثماني ما بعد القرن 16 ميلادي اهتمام زوار إسطنبول خاصة ومختلف الولايات.
وخلال العهد العثماني، وصلت الحضارة الإسلامية إلى مراحل متقدمة شملت الأعمال المعمارية، فيما ساهمت التجارة والفن والقانون والتنمية العسكرية والبشرية، على رفع مستوى حياة الأفراد وإعلاء القيم الروحية.
** طيور عثمانية في كتاب رحالة إيطالي
الكاتب الإيطالي "إدموندو دي أميسيس" افتتح فصلا خاصا في كتابه "رحلة إسطنبول"، دوّن فيه أبرز المساهمات التي قدمتها الحضارة العثمانية لمبادئ الرفق بالحيوانات، والطيور على وجه خاص.
وذكر "دي أميسيس" في كتابه أنه لا يمكن حصر أعداد الطيور من جميع الأنواع التي يظهر الأتراك تعاطفهم واحترامهم لها.
وتابع قائلا: المساجد والبساتين والجدران القديمة والحدائق والقصور تصدح بتغاريد وأصوات الطيور، التي يمكن سماعها في كل ركن من أركان تلك المباني.
واستطرد الرحالة والمؤلف الإيطالي قائلا حول الحضارة العثمانية وعلاقتها مع الطيور: بالنسبة للأتراك، لكل من هذه الطيور أهمية خاصة ومعنى رقيق في فهمهم الحضاري، فالحمائم ترمز للعشاق، السنونو يرمز للأمان، واللقالق للحج كل عام إلى مكة (المكرمة)، لذلك يحمي الناس هذه الطيور ويطعمونها بامتنان ومحبة تقربا إلى الله.
** "غرباخانه لقلقان" مؤسسة الطيور
أسست الحضارة العثمانية، "غرباخانه لقلقان" وهي مؤسسة طبية للعناية بالطيور، تولي احتراما كبيرا بها، حيث انعكس ذلك الاحترام والرفق على أعمالها المعمارية.
وحرص المهندسون العثمانيون على تزويد جدران المباني المهمة، بأعشاش أو قصور للطيور، ترمز إلى الموقع المهم لهذه الطيور في الثقافة العثمانية التي تعلي قيم الرفق بالحيوانات والكائنات الحية.
كما جذبت قصور الطيور، التي لا تزال موجودة بشكل خاص في المدن الكبرى بتركيا وخاصة إسطنبول، الانتباه باعتبارها إرثا مهما للثقافة في العهد العثماني، بشقيها المعماري والإنساني.
وقد بُنِيَت هذه البيوت أو الأعشاش بواسطة الخشب أو الحجر أو الطوب، وجرى تثبيتها في أماكن خاصة على الأبنية التاريخية، تكون غير معرضة لهبوب الرياح وسطوع الشمس.
ومن الأمثلة على أعشاش الطيور في إسطنبول، تلك الموجودة على مبنى ضريح السلطان مصطفى الثالث، ومسجد الوالدة سلطان في أوسكودار، ومدارس قره مصطفى باشا.
كما زينت كذلك مدارس سيد حسن باشا، وراغب باشا، ومدرسة ومكتبة السلطان محمود الأول، وجوامع أمين أونو الجديد، وأيوب سلطان، وبالي باشا.
الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.