الدول العربية, التقارير

"كشتات" قطر.. من صخب المدينة إلى سكون الصحراء (تقرير)

يقبل القطريون على التخييم في الصحراء خلال الشتاء حيث ينصبون خيامهم ويشعلون نيرانهم في أجواء تراثية مميزة

11.03.2020 - محدث : 11.03.2020
"كشتات" قطر.. من صخب المدينة إلى سكون الصحراء (تقرير)

Qatar

الدوحة / أحمد يوسف / الأناضول

خلال شتاء الخليج يفر القطريون من صخب المدينة نحو المساحات الشاسعة في الصحراء؛ حيث يخيمون فيها طول فصل الشتاء، ملتزمين بطقوس توارثوها جيلا بعد آخر.

بشغف، ينتظر القطريون موسم التخييم في الشتاء لينصبوا خيامهم، ويشعلوا نيرانهم، ويستمتعوا بأجواء الطبيعة في الصحراء.

يبدأ موسم التخييم في 15 نوفمبر/تشرين الثاني من كل عام، ويستمر 4 أشهر، وهو فرصة للعودة إلى العادات الشعبية والتراثية الخليجية.

ويطلق القطريون على مناطق التخييم في الصحراء اسم "البر"؛ لبعدها عن المدينة، وخلوها من العمران.

ومن طقوس التخييم الأساسية في الخليج: خيمة متواضعة من الصوف، طائر الصقر القوي، حطب متقد، ونار عليها القهوة العربية وشاي "الكرك" الشهير.

في مكان يبعد 35 كم عن المدينة، نصب القطري فهد العامري خيمته، وقال للأناضول: "مكاننا هذا نحتفظ فيه بعاداتنا وتقاليدنا، ونتعرف فيه على الكثير من الرجال والأحباب".

وأضاف: "نجتمع ونستمتع في أجواء جميلة؛ حيث نتذاكر في قديم الزمان، ونحرص على هذه العادات القديمة".

في "البر" لا تغادر "دلة" القهوة النار؛ فبها يكرم المخيمون ضيوفهم طوال الوقت. إذ تعد القهوة في هذه المنطقة رمزا للكرم وحسن الضيافة؛ لمكانتها الكبيرة في التراث الشعبي، ولها طرق تقديم خاصة.

كان أهل قطر في الماضي يخرجون إلى "البر" في فصلي الشتاء والربيع، ويعودون إلى المدينة في الصيف.

الاستعداد لـ"الكشتة"

يختار البعض التخييم قرب الشواطئ، وآخرون في مناطق جبلية، وهناك من يقبلون على المناطق المنبسطة أو المزارع.

قبيل موسم التخييم، يقصد القطريون والخليجيون عامة أسواق شراء معدات التخييم و"البر" وشراء الأطعمة التراثية؛ استعدادا لـ"الكشتة"؛ فلهذه الرحلة تُحزم الأمتعة، وتُشد الرحال للتمتع بالصحاري والسكون بعيدا عن ضوضاء المدن.

وعند شراء الخيمة يجب أن تكون مصنوعة من مواد مقاومة للحريق والحرارة والملوحة ومزودة بوسائل الأمن والسلامة اللازمة، خاصة أن المخيمين يأخذون معهم الكثير من أدوات وأواني الطبخ.

وكلمة "كشتة" باللهجة الخليجية تعني الرحلة البرية أو البحرية، وهي مأخوذة من كلمة "كاشتانيولا" باللغة التركية، وتعني "نزهة برية".

ويفضل الكثير من المخيمين التنقل يوميا بسياراتهم من مكان إلى آخر، وعادة ما يستمر برنامجهم من الصباح الباكر إلى المغيب، وبعضهم يبيت في المخيم الشتوي في وقت الإجازات.

تراث وهوية

تهتم دول الخليج الستة، ومنها قطر، بتوفير أماكن تخييم مناسبة، وتحرص كثير من الشركات السياحية على أن تجعل من بين جداولها زيارة السائحين لمناطق التخييم؛ ما حول الكثير من مناطق الصحراء المخصصة للتخييم إلى أماكن ترفيهية.

والتخييم إحدى دلالات ارتباط القطريين، والخليجين عامة، بتراثهم وهويتهم، برغم الحداثة التي تعيشها بلدانهم، حيث لا تزال الروح البدوية تتدفق في عروق أهل الخليج.

وتشجع السلطات القطرية التخييم والارتباط بالتراث. ومع اقتراب موسمه، تعلن وزارة البلدية والبيئة عن الأماكن التي يمكن للمواطنين التخييم فيها ليبدأوا في التسجيل الإلكتروني.

وخصصت السلطات القطرية مواقع كثيرة للتخييم، بينها 15 موقعا في الجانب البحري، منها العديد، سيلين، بوظلوف، الغارية، فويرط، المفير، زكريت، بروق.

وفي الجانب البري 8 مواقع، بينها روضة راشد، عائشة، الخور، مقطنة، النقيان، الخرارة، أم الأفاعي.

ويدفع المواطن 10 آلاف ريال (نحو 2700 دولار) كتأمين يسترده بعد موسم التخييم، كضمان للحفاظ على البيئة البرية.

وتنفذ الحكومة برامج للتوعية بالتخييم؛ فينبغي على المخيمين المحافظة على البيئة، وعدم ترك أي من مخلفات أنشطة التخييم، وإزالة بقايا النيران، وعدم المساس بالحياة الطبيعية، والتخلص من النفايات في الأماكن المخصصة.

واحتراما وتقديرا للمخيمات المجاورة، ومراعاة للحيوانات البرية، لابد من التزام الهدوء ما أمكن.

الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.
المواضيع ذات الصلة
Bu haberi paylaşın