كمال الهلباوي: أتمنّى توافقا بين القاهرة وأنقرة يقوّي الأمة (مقابلة)
الهلباوي، المتحدث السابق باسم جماعة الإخوان المسلمين، وأحد أبرز من أيد خطوة الإطاحة بمحمد مرسي، أول رئيس مدني منتخب ديمقراطيا، صيف 2013
Istanbul
إسطنبول / فاروق طوقاد ومحمد اوزتورك / الأناضول
السياسي المصري المخضرم قال في مقابلة مع الأناضول:
- أدعو المصريين للتصويت بـ"لا" في استفتاء تعديل الدستور.
- أتمنى أن يكون السيسي رئيسا "سابقا".
- أنصح الإخوان بالانسحاب من المشهد السياسي لـ10 سنوات.
- لابد للإخوان من فكر وعقل جديد للخروج من المصائب والاعتراف بالأخطاء.
- لابد للقوى العلمانية بمصر جمع الشعب وكل القوى السياسية على كلمة واحدة.
- مبادرتي للسلم تأمل في حل مشاكل الأمة وليس الإخوان والسيسي فقط.
- أنا أحزن لعدم وجود اتفاق بين مصر وتركيا وإيران .
- لو اجتمعت مصر مع تركيا والسعودية وإيران ونيجيريا وباكستان في مشروع لوجدنا أمة عظيمة.
- في الجزائر والسودان لا زالت هناك محاولات لإعادة النظام القديم في سيناريو يشبه ما حدث مع مبارك.
- الإسلاموفوبيا في الغرب لن تنتهي بين يوم وليلة.
أعرب كمال الهلباوي، السياسي المصري المخضرم، عن أمنيته بحدوث اتفاق بين مصر وتركيا، معتبرا أن هذا التوافق سيدعم إيجاد أمة قوية.
الهلباوي، المتحدث السابق باسم جماعة الإخوان المسلمين، وأحد أبرز من أيد خطوة الإطاحة بمحمد مرسي، أول رئيس مدني منتخب ديمقراطيا، صيف 2013، عبّر في مقابلة مع الأناضول، عن أمله في تحقيق اتفاق مصري تركي يقوّي الأمة، كما دعا المصريين بالتصويت بـ"لا" في استفتاء تعديل الدستور المرتقب الذي يسمح نظريا للرئيس عبد الفتاح السيسي بالبقاء في الحكم حتى عام 2030.
وعن خطوة تأييده للإطاحة بمرسي، أوضح أنه قبل بخيار الشعب الذي "لم يرتَح" لحكم الأخير بعد عام من توليه المسؤولية، وخرج في تظاهرات ضده في 30 يونيو/ حزيران 2013.
وأضاف أن "أناسا يسمون ذلك انقلابا، ولكني أرى في 30 يونيو ثورة كاملة".
وشهدت تلك الفترة حشودا مضادة من جانب مؤيدي مرسي ومعارضيه، قبل أن يفاجأ الجميع بـ"عبد الفتاح السيسي" -حين كان وزيرا للدفاع- في 3 يوليو/ تموز 2013، بإعلان عزل مرسي، واختيار رئيس مؤقت لإدارة شؤون البلاد، وهو ما لم تقبل به جماعة الإخوان التي ينتمي لها مرسي.
الهلباوي الذي غادر جماعة الإخوان في 2012 إثر خلافات، استحضر قرار مرسي في أغسطس/ آب 2012، بتعيين السيسي وزيرا للدفاع، مشيرا إلى توصيف صحيفة الحزب الحاكم آنذاك التابع لمرسي، للسيسي بأنه "وزير دفاع بنكهة الثورة".
ومستدركا: "لكن حدثت خلافات، والحكم في آخر أيام مرسي كان هشا".
وفي بيانات سابقة، قالت الجماعة إنّ مرسي واجه "مؤامرة" ضده، عطلت جهوده للبناء والإصلاح بالبلد الذي خرج، قبل عامين من حكمه، في ثورة ضد الرئيس الأسبق حسني مبارك، الماسك بزمام الحكم لـ30 عاما.
وفي رسالة وجهها لـ"مرسي"، قال الهلباوي "أتمنى أن يتم ربنا العفو عنه، وأرجو أن يوجه رسالة للقيادات الإخوانية بكيفية إصلاح حال الجماعة، ويعلن أنه غير راغب في العودة للسلطة، ويعلن هزيمته في هذه الفترة، فالانتصارات ربما تكون في مراحل أخرى".
** مبادرة السلم
وعن مبادرته التي طرحها قبل أشهر، بعنوان "السلم المجتمعي والطريق الثالث"، يقول الهلباوي الذي التقى السيسي بقصر الرئاسة قبل سنوات: "العجيب في الأمر أني عندما طرحت تلك المبادرة، اتهمني الإخوان بأني (أفعل ذلك) نيابة عن النظام، فيما اتهمني النظام بأنها بالنيابة عن الإخوان".
ويعقب قائلا: "هذا ليس صحيح، فأنا أطرحها للأمة لتعريفها بعدوها الحقيقي، وهي الحركة الصهيونية ووليدها إسرائيل والهيمنة الأمريكية".
وشدد على أن المبادرة "غير موجهة للإخوان والسيسي أو لمصر، ولكن لمشاكل الأمة، بغية إشاعة السلام المجتمع والخروج لدائرة الحوار".
وفي أبريل/ نيسان 2018، طرح الهلباوي تلك المبادرة، بهدف محاولة إنهاء الأزمة المصرية وأزمات الأمة الحالية، وتقوم بشكل رئيسي على تشكيل "مجلس حكماء"، يضم شخصيات عربية وإسلامية ودولية مشهود لها بالنزاهة، لقيادة وساطة تاريخية لحل تلك الأزمات، وقوبلت المبادرة بهجوم شرس من أطراف مؤيدة ومعارضة للنظام المصري.
** عودة الود التركي المصري
وفي هذا الصدد، يتساءل الهلباوي: "لماذا الجفاء بين مصر وتركيا وهذان البلدان نواة دعم كما يفكر البروفسيور الكبير (التركي) نجم الدين أربكان (1926 - 2011) حتى تكون الأمة قوية".
وموضحا: "لو أنّ مصر اجتمعت مع تركيا والسعودية وإيران ونيجيريا وباكستان في مشروع، وتعاونت فيها المؤسسات والقوى البشرية، لوجدنا أمة عظيمة لا ترهبها الصهيونية ولا الهيمنة الأمريكية".
وأعرب عن "حزنه" لرؤية "مصر وتركيا وإيران غير متفقين، أو أن هناك مشكلة بين السعودية وقطر والإمارات".
ويستطرد: "أتمنى أن يأتي اليوم الذي يصبح فيه مصر وتركيا إخوة، بموجب الروح الوطنية والأخوة، وقس على ذلك مع بقية الدول".
** الانسحاب السياسي
ويعود الهلباوي للحديث عن الإخوان، غير متفق مع سعي الجماعة التي تأسست عام 1928، لسلك استراتيجية "الصبر" لمواجهة أزماتها الحالية، في ظل رفضها من قبل النظام، وحلها قبل سنوات.
ويرى أن "الاستراتيجية تحتاج لمقومات ودعائم، ولكن بناء المستقبل يتطلب مهارات كثيرة، منها بناء قيادة قادرة على قراءة الواقع، وبناء ورسم خطوات تشكيل المستقبل، والإخوان بمئات الآلاف بينهم صابرون ولكن التطور سمة من سمات التقدم، فلا يمكن للعربة القديمة أن تجري في الشوارع بعد اختراع الآلات".
ويرجح أهمية أن يعود الإخوان لكسب ثقة المصريين مجددا، حتى لو ابتعدوا عن السياسة 10 سنوات.
واعتبر أنه "من المهم أن يكون للإخوان فكر وعقل جديد، للخروج من المصائب وأن تعترف بالأخطاء"، مجددا أهمية "انسحاب من السياسية 10 سنوات، والتركيز على الإصلاح والتربية والمشروعات الخيرية، والخروج من السرية للعلن، وإن استدعى ذلك تغيير الاسم كما فعل أربكان".
وتوضيحا للجزئية الأخيرة، يقول: "تعلمت من أربكان أمرا مهما حول رسم المستقبل عندما أسس الاتحاد (الإسلامي)، ثم السلامة ثم الرفاه ثم الفضيلة ثم السعادة، وكان رجلا منفتحا على المستقبل لا توقفه الأسماء ولا يتوقف عند الشكليات ولم يلجأ للعنف".
ويضيف مادحا أربكان: "أشهد له بسلميته وتفكيره البناء للأمة وليس فقط لتركيا".
ومن أجل حل للأزمة بمصر، دعا الهلباوي القوى العلمانية التي لها خلافات مع الإخوان للعمل على جمع الشعب وكل القوى السياسية على كلمة واحدة، والسعي لتحقيق مبادئ ثورة يناير 2011 التي أطاحت بالرئيس الأسبق حسني مبارك.
** تعديل الدستور
ويرفض الهلباوي السعي لتعديل الدستور بمصر الذي اعتمده الثلاثاء البرلمان تمهيدا لطرحه في استفتاء.
الهلباوي؛ وهو أحد المشاركين في إعداد دستور 2014، قال إن مقصد التعديلات هو "التمديد للرئيس"، في اتهام نفاه رئيس البرلمان المصري على عبد العال، بشدة في تقارير إعلامية سابقة.
وأعرب عن امله في أن يكون السيسي رئيسا "سابقا" يحترم الدستور، و"لا يكون ضاغطا على المؤسسات الإعلامية والقضائية، وألا يخشى الحرية والمعارضة طالما كانت سلمية".
وبالنسبة له، فإن الحديث عن وضع متميز للجيش في التعديلات ليس جديدا لأنه موجود فعليا، متمنيا أن "يعود لوظيفته الأساسية بشكل كامل في حماية الوطن ومساعدة الأشقاء".
ويضيف: "رسالتي للشعب المصري أن يخرج يوم الاستفتاء (لم يحدد بعد) ويقول لا لتعديلات الدستور؛ لأن المقصود بها تمديد فترة الرئيس الحالي، وأنا لست ضده، ولكني مع الدستور".
** الربيع العربي والإسلاموفوبيا
وخشية المساس بالربيع العربي في الجزائر والسودان، دعا إلى اليقظة، قائلا: "حتى الآن في الجزائر والسودان، لا زالت هناك محاولات لإعادة النظام القديم بشكل جديد ليقود البلاد في مرحلة قادمة".
وحذر المتظاهرين بالبلدين الذين أطاحا، مؤخرا، بأطول رئيسين حكما بالمنطقة؛ الجزائري عبد العزيز بوتفليقة والسوداني عمر البشير: "هذا نفس ما فعله مبارك عندما تنحى، وعلى الشعوب أن تنتبه وألا تقبل مع سلميتها، بأقل مما أعلنوه من ذهاب النظام الكبير بأكمله".
ويعتقد الهلباوي الذي عاش سنوات طويلة في الغرب، أن الإسلاموفوبيا في الغرب "لن تنتهي بين يوم وليلة".
تلك الظاهرة التي أسفرت تداعياتها مؤخرا عن ارتكاب مجزرة طالت مسجدين بنيوزليندا، يقول عنها إنها "ستتقدم بتقدم اليمين المتطرف في الانتخابات أو المؤسسات"، محذرا في السياق من الشعبوية التي ينتجها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.