دولي, التقارير

كيف تصبح رائد فضاء؟ (3) (تقرير)

* يامازاكي ناوكو رائدة الفضاء المتقاعدة من "JAXA": - حلمي بأن أصبح رائدة فضاء بدأ مع زيادة الاهتمام بأفلام الخيال العلمي وحرب النجوم في "الإنمي الياباني"

Mahmut Nabi  | 27.08.2023 - محدث : 27.08.2023
كيف تصبح رائد فضاء؟ (3) (تقرير)

Ankara

أنقرة/ طوبا ألتون، علي إحسان جام/ الأناضول

* يامازاكي ناوكو رائدة الفضاء المتقاعدة من "JAXA":
- حلمي بأن أصبح رائدة فضاء بدأ مع زيادة الاهتمام بأفلام الخيال العلمي وحرب النجوم في "الإنمي الياباني"
- عندما شاهدت الأرض لأول مرة من الفضاء كنت مندهشة جدا فالكوكب بدا نشيطا وديناميكيا
- الأرض بدت هشة للغاية لأن طبقة الغلاف الجوي كانت رقيقة مثل الورق.
** إدوارد مايكل فينكي رائد الفضاء في "NASA":
- منذ اللحظة التي تعلمت فيها القراءة قرأت كل ما يتعلق بالفضاء
- رؤية الأرض لأول مرة من الفضاء كانت مدهشة للغاية ومثيرة ورائعة

يعمل رواد الفضاء على تخيل ما وراء السماء واستكشاف المجهول في الفضاء، وعندما يسافرون إلى الفضاء، تبدأ أحلامهم ومداركهم تذهب إلى ما هو أبعد من ذلك، وتتاح لهم الفرصة للنظر إلى الأرض من منظور فريد.

وأعدت وكالة الأناضول سلسة تقارير خاصة، تنشر اليوم الجزء الثالث منها، والذي يتناول كيفية اتخاذ رواد الفضاء القرار لدخول غمار هذه المهنة، وتجاربهم في الفضاء وأبرز المواقف التي تعرضوا لها خلال عملهم.

وكان الجزء الثاني ركز على صعوبة مهنة رواد الفضاء، والمراحل التي يمر بها المرشح قبل أن يصبح رائد فضاء، إضافة إلى معلومات حول عملية التدريب من خلال تصريحات رواد فضاء ومدربين في مجال ريادة الفضاء.

ويرى رواد الفضاء، ممن مروا بتجارب مثل رؤية الأرض من الفضاء والانزلاق في الفضاء، أن تلك التجارب ذات قيمة، وتعتبر بمثابة مكافئة لرائد الفضاء حيث يتمكن من الطيران بحرية في الفضاء، واستكشاف المجهول، والبحث عمّا يشبع فضوله.

** النجوم وأفلام الإنمي

وتحدثت يامازاكي ناوكو رائدة الفضاء المتقاعدة من وكالة الفضاء اليابانية "JAXA" للأناضول عن حلمها خلال سنوات الطفولة الذي تحول إلى مهنة، ومهمتها الفضائية وتجاربها في هذا المجال.

وقالت يامازاكي التي شاركت في مهمتها الأولى إلى محطة الفضاء الدولية عام 2010 وتقاعدت من وكالة الفضاء اليابانية في عام 2011، إنها "ثاني امرأة يابانية تمكنت من الذهاب إلى الفضاء".

وأضافت يامازاكي التي أمضت 15 يوما وساعتين و47 دقيقة في الفضاء، إن "حلمها في أن تصبح رائدة فضاء بدأ مع زيادة اهتمامها بأفلام الخيال العلمي وحرب النجوم في "الإنمي الياباني" عندما كانت طفلة.

ولفتت إلى أن "اهتمامها بالنجوم عندما كانت طفلة، صاحبه شغف لمراقبتها والتعرف على الفضاء".

وقالت يامازاكي: "عندما كان عمري 15 عامًا، شهد ذلك العام اختيار أول 3 رواد فضاء يابانيين وإرسالهم إلى المركبة الفضائية".

وأردفت: "تم بث هذا الحدث على الهواء مباشرة في اليابان، وشهد العالم وقتئذ إطلاق المركبة الفضائية التي نقلت رواد الفضاء وكنت وقتها متحمسة للغاية وحلمت أن أصبح رائدة فضاء".

وتابعت يامازاكي: "تقدمت لأول مرة إلى برنامج رواد الفضاء في عام 1996 وتم استبعادي بسبب نقص الخبرة العملية، لكن في المرة الثانية من التقديم 1999 تم قبولي".

وأوضحت أنه "بعد الانتهاء من التدريبات الأساسية في اليابان عام 2001، تلقت في روسيا تدريبات خاصة لأصبح بعدها مهندسة طيران على متن مركبة الفضاء الروسية (سويوز)".

** قراءة كل ما يتعلق بالفضاء

أوضح رائد الفضاء في الإدارة الوطنية الأمريكية للملاحة الجوية والفضاء "NASA"، إدوارد مايكل فينكي الذي قضى ما مجموعه 381 يومًا و15 ساعة و11 دقيقة في الفضاء للأناضول، أن مهنة رائد الفضاء "كانت وظيفة الأحلام منذ سنوات الطفولة".

وأشار فينكي، أنه "يعمل في مجال ريادة الفضاء منذ 27 عاما، وأنه ما زال يشعر بالشغف والحماسة نفسها التي شعر بها خلال السنوات الأولى في هذه المهنة".

وأضاف: "في عام 1969عندما كان عمري عامين فقط رأيت على شاشة التلفاز أشخاصا يمشون على القمر"، مشيرا إلى أن "البعثات إلى القمر استمرت حتى عام 1972 وقد تابع ذلك خلال سنوات الطفولة".

وقال فينكي: "اعتقدت أنها تبدو مثيرة للاهتمام للغاية، وبدا الأمر ممتعًا".

وأضاف: "طوال حياتي كنت أفكر في أن أصبح رائد فضاء، ومنذ اللحظة التي تعلمت فيها القراءة قرأت كل ما يتعلق بالفضاء".

** العالم ديناميكي لكنه "هش"

وحول مشاهدتها لأول مرة للأرض من الفضاء قالت يامازاكي: "كنت مندهشة جدا".

وأضافت: "الأرض بدت نشيطة وديناميكية للغاية، ومع ذلك فقد بدت أيضًا هشة للغاية لأن طبقة الغلاف الجوي كانت رقيقة مثل الورق".

وشددت يامازاكي، على "ضرورة حماية الكوكب، والغلاف الجوي، خاصة وأن للأرض مكانة خاصة جدا في الكون، وكل من رأى الأرض من الفضاء يدرك أهمية هذه المكانة".

وأشارت إلى أن "استكشافات الفضاء لا تزيد من معرفة البشر بمحيطهم في الفضاء فحسب، بل تساهم أيضا في فهم الأرض، ومراحل تطورها ومستقبلها".

وقالت يامازاكي: "النظر من الفضاء يعمق فهمنا لكوكبنا، وبالتالي فإن استكشاف الفضاء سيزيد من إمكانياتنا لحماية الأرض".

وتابعت: "ذهبنا إلى الفضاء في 8 دقائق و30 ثانية، وعندما نظرنا إلى الأرض لأول مرة، شعرت بقوة البشر والطبيعة في نفس الوقت".

** متوهجة باللون الأزرق

وقالت يامازاكي: " عندما ذهبت إلى الفضاء لأول مرة كنت أرى الأرض فوق رأسي، وذلك بالنظر إلى موقع المركبة الفضائية (..) لقد فوجئت جدًا".

وأضافت: "كنت في الأسفل والأرض في الأعلى، فضلًا عن كوني في بيئة انعدام الجاذبية ولم يكن هناك صعود أو هبوط واضح".

وأردفت يامازاكي: "كانت الأرض متوهجة باللون الأزرق مع ضوء الشمس، وبدت المحيطات واليابسة ديناميكية للغاية وشعرت بقوة الطبيعة".

وتابعت: "بعد 45 دقيقة، رأيت الجزء المظلم من الأرض خلف ضوء الشمس وهنا استطعت رؤية أضواء المدن، وأدركت وقتئذ قوة الحضارة الإنسانية وقدرتها على تحقيق أهداف أكبر".

** مشهد يحبس الأنفاس

يامازاكي وفينكي رائدا فضاء مختلفان، نشآ في تخصصات مختلفة، وينتميان إلى أعراق مختلفة وديناميكيات ثقافية مختلفة، ويتحدثان لغات مختلفة، إلا أنهما باتا يمتلكان نفس المفاهيم تقريبا حول العالم والحضارة الإنسانية بعد ذهابهما إلى الفضاء.

وبات رائدا الفضاء يامازاكي وفينكي يتشاركان نفس الأحلام، ويمتلكان نفس المشاعر تقريبًا بعد سفرهما إلى الفضاء لأول مرة.

ويروي فينكي تجربته الأولى في السفر إلى الفضاء قائلا: "وصلنا إلى الفضاء بعد 9 دقائق من إطلاق مركبة سويوز (الروسية)"، لافتا إلى أن "رؤية الأرض لأول مرة من الفضاء كانت مدهشة للغاية ومثيرة ورائعة".

وقال: "كان حلما تحول إلى حقيقة، إنه إحساس رائع بأن لدينا هذا الكوكب الجميل".

وأضاف فينكي: "رؤية هذا الكوكب المتألق كان حقا مشهدا يحبس الأنفاس".

وأردف: "قمت في الفضاء بالتقاط صور لكوكب الأرض، وبعد أن وصلنا إلى الجانب المظلم من الأرض لم يعد بإمكاننا التقاط الصور".

وتابع: "لم يكن لدينا في تلك المرحلة مهمة نقوم بها، لذلك قمنا بالاستمتاع بهذا المشهد الرائع، وكنا وقتئذ نعبر الجانب المظلم من الأرض وكان بإمكاننا رؤية الكون فوق رؤوسنا وكان المشهد أخّاذا".

وقال فينكي: "كنا في مكان يستطيع المرء فيه رؤية جميع النجوم، وعندما نظرت إلى الأسفل رأيت مصر، ونهر النيل، ومن هناك البحر المتوسط ​​وتركيا (..) كان مشهدًا لن أنساه أبدا".

** مواقف غير متوقعة

ووفقًا ليامازاكي، فإن "90 بالمائة من التعليم الذي يتم تلقيه على الأرض يدور حول كيفية التعامل مع المواقف غير المتوقعة".

وقالت إنها "خاضت مع فريقها هذه التجربة قبل وصولهم إلى محطة الفضاء الدولية، عندما تعطل نظام الرادار في مركبتهم الفضائية".

وأضافت: "بما أن الطاقم لم يتمكن من قياس المسافة والسرعة إلى الوجهة، فقد حاولوا إيجاد طريقهم باستخدام الطرق التقليدية، أي بواسطة تتبع النجوم".

بدوره تحدث فينكي عن المشكلة واجهتهم خلال إحدى الرحلات الفضائية قائلا: "خرجت مع زميلي رائد الفضاء الروسي غينادي بادالكا خلال أول سير في الفضاء، ولم يتبق وقتئذ أحد في محطة الفضاء الدولية".

وأضاف: "كانت المرة الأولى لي في الفضاء الخارجي، كانت تجربة مثيرة للغاية، وعندما نظرت إلى البدلة الفضائية رأيت أن الأكسجين كان منخفضًا، وينفد بسرعة كبيرة".

وأردف فينكي: "لم أشعر بالذعر، تحققت من نظام الحماية في البدلة وكان كل شيء على ما يرام، ولم يكن ضوء التحذير مضاءً أيضًا".

وتابع: "تحركت للعودة إلى داخل المحطة وتمكنت من الاتصال بمركز مراقبة المهمة الروسي وقالوا إن هناك خطأ ما في بدلتي الفضائية".

وقال فينكي: "كنت خائفًا بعض الشيء، لكن الأمر لم يشكل مشكلة كبيرة لي، وعندما عدت إلى المحطة أدركت أن الغطاء اللاصق الموجود على بدلتي تسبب بالمشكلة وقمنا بإصلاحه".

وأضاف: "عندما خرجنا مرة أخرى بعد بضعة أيام، تمكنا من إكمال المهمة بنجاح".


الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.
المواضيع ذات الصلة
Bu haberi paylaşın