التقارير

ماذا يعني توغل الجيش الإسرائيلي حتى شارع صلاح الدين الحيوي بغزة؟ (تقرير إخباري)

- "لا يوجد أي تقدم برّي داخل الأحياء السكنية في قطاع غزة بشكل قاطع، وما جرى على شارع صلاح الدين هو توغل بضع دبابات لجيش الاحتلال وجرّافة انطلاقاً من المنطقة الزراعية المفتوحة بمنطقة بلدة جحر الديك"، وفق حكومة غزة

Mustafa M. M. Haboush  | 30.10.2023 - محدث : 30.10.2023
ماذا يعني توغل الجيش الإسرائيلي حتى شارع صلاح الدين الحيوي بغزة؟ (تقرير إخباري)

Gazze

غزة/ مصطفى حبوش/ الأناضول

أثار توغل آليات عسكرية إسرائيلية إلى عمق 3 كيلومترات داخل الحدود الشرقية لقطاع غزة وصولا إلى شارع صلاح الدين على تخوم مدينة غزة ضجة إعلامية وتساؤلات حول كيفية وصول هذه القوات إلى منطقة متقدمة بالقطاع.

واستمر التوغل الإسرائيلي في منطقة شارع صلاح الدين الذي يربط شمال القطاع بجنوبه لفترة قصيرة لا تتعدى الساعة الواحدة فقط قبل أن تتراجع الآليات العسكرية لداخل الأراضي الزراعية شرقا.

- توغل وتراجع

أعلنت الحكومة في قطاع غزة، انسحاب آليات عسكرية إسرائيلية "بعد وقت قصير من توغلها بشكل محدود" في شارع صلاح الدين جنوب شرق مدينة غزة.

وقال المكتب الإعلامي الحكومي في بيان وصل الأناضول نسخة منه: "جرى توغل بضع دبابات وجرّافة لجيش الاحتلال (الإسرائيلي) على شارع صلاح الدين انطلاقاً من المنطقة الزراعية المفتوحة بمنطقة جحر الديك".

وأضاف: "لا يوجد أي تقدم برّي داخل الأحياء السكنية في قطاع غزة بشكل قاطع، وما جرى على شارع صلاح الدين هو توغل بضع دبابات لجيش الاحتلال وجرّافة انطلاقاً من المنطقة الزراعية المفتوحة بمنطقة بلدة جحر الديك".

من جانبه قال الجيش الإسرائيلي، إن قواته "تتقدم تدريجيا في قطاع غزة"، مع دفع المزيد من القوات إلى القطاع.

وقال متحدث الجيش الإسرائيلي دانيال هاغاري، في مؤتمر صحفي تابعه مراسل الأناضول: "نقوم بعملية برية موسعة داخل القطاع، والقوات البرية والدبابات وقوات المشاة والمدرعات تتجه نحو "الإرهابيين".

وتندلع اشتباكات حاليا بين عناصر من كتائب عز الدين القسام الذراع المسلح لحركة "حماس" والقوات الإسرائيلية التي تواصل تواجدها بالأراضي الزراعية شرقي القطاع، حسب بيانات صادرة عن "القسام".

- ماذا حدث؟

بدأت تطورات الأحداث تدريجيا منذ أيام حيث واصلت المدفعية الإسرائيلية والطائرات الحربية قصف منطقة التوغل بكثافة ضمن سياسة "الأرض المحروقة".

زادت كثافة الغارات المدفعية والجوية الليلة الماضية بشكل غير مسبوق بمحاولة إسرائيلية لتدمير أي دفاعات للفصائل الفلسطينية المسلحة في تلك المنطقة قبل التوغل برياً إليها.

والمنطقة التي نتحدث عنها تقع ضمن بلدة "جحر الديك" وهي أراض زراعية وتخلو من أي منازل أو مبان وتعد بمفهوم الفصائل الفلسطينية منطقة "رخوة".

وحصلت المنطقة على هذه التسمية نظرا لكونها أراض زراعية مفتوحة علاوة على أنها تعد أقرب نقطة بين شارع صلاح الدين والحدود الشرقية للقطاع وبالتالي فإن حركة المسلحين الفلسطينيين فيها تكون مكشوفة ومحدودة.

وبالعودة إلى تسلسل الأحداث، فإنه بعد سلسلة أحزمة نارية نفذتها المقاتلات الجوية والمدفعية الإسرائيلية خلال الليلة الماضية بدأت عدة دبابات وجرافة مدرعة بالتقدم من الحدود الشرقية لبلدة "جحر الديك" داخل الأراضي الزراعية حتى وصلت خلال وقت قصير إلى شارع صلاح الدين.

- 3 عوامل

وساعد الآليات العسكرية على التقدم السريع ثلاثة عوامل الأول هو أن المنطقة زراعية مفتوحة كليا وأي حركة للفصائل الفلسطينية المسلحة فيها تكون مكشوفة، والثاني أن المسافة بين الحدود شارع صلاح الدين قصيرة لا تتعدى الـ3 كيلو مترات.

أما العامل الثالث فيرتبط بحرق الطائرات الحربية والمدفعية لأراضي المنطقة بصواريخ وقنابل ثقيلة ومضادة للتحصينات والأنفاق تحت الأرض على مدار الأيام الماضية.

بعد وصولها تمركزت الدبابات الإسرائيلية على شارع صلاح الدين في نقطة متاخمة لحدود مدينة غزة ولكنها لم تمكث هناك إلا نحو ساعة واحدة فقط قبل أن تتراجع، حسب شهود عيان والمكتب الإعلامي الحكومي بغزة.

وذكر الشهود أن الآليات الإسرائيلية مازالت داخل أراضي القطاع لكنها في نقطة أقرب من الحدود الشرقية وبعيدة عن مركز مدينة غزة.

وبالتزامن مع التراجع الإسرائيلي، أعلنت "كتائب القسام" الذراع العسكري لحركة "حماس"، الاثنين، استهداف آليتين إسرائيليتين "توغلتا" في حي "الزيتون" شرق مدينة غزة.

وقالت في بيان وصل الأناضول نسخة منه: "كتائب القسام تستهدف آليتين صهيونيتين متوغلتين شرق حي الزيتون بقذائف الياسين 105".

وكانت "كتائب القسام" أعلنت في بيان سابق، أنها استهدفت "ناقلة جند صهيونية متوغلة شرق حي الزيتون بقذيفة الياسين 105"، قبل أن ترفع العدد إلى اثنين.

وشرق حي الزيتون المقصود بها الأراضي الزراعية الواقعة إلى الشرق من شارع صلاح الدين جنوب شرق مدينة غزة.

- ما هو شارع صلاح الدين؟

شارع صلاح الدين أحد طريقين يربطان جميع مدن قطاع غزة فهو يمتد من معبر رفح على الحدود مع مصر وصولا إلى معبر بيت حانون (إيرز) أقصى الشمال الفاصل بين قطاع غزة وإسرائيل.

أما الطريق الثاني الذي يربط مدن القطاع فهو شارع "الرشيد" وهو يمتد على طول الشريط الساحلي لغزة.

وكان المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي قد رفض في مؤتمره الصحفي الذي عقده صباح اليوم التعليق على تقارير فلسطينية بشأن وجود دبابات إسرائيلية على مشارف مدينة غزة، وقال: "نواصل العمل ولن نكشف أماكن تواجد قواتنا".

وأضاف: "في اليوم الأخير قمنا بتوسيع عمليات القوات في غزة، ودخلت إلى القطاع قوات إضافية من المشاة والمدرعات والهندسة والمدفعية".

كل هذه المعطيات تشير إلى أن القوات الإسرائيلية لم تصل فعلياً إلى أي من المناطق السكنية في قطاع غزة وإنما توغلت داخل أراض زراعية مكشوفة فقط.

ومنذ 24 يوما يشن الجيش الإسرائيلي غارات جوية مكثفة على الأحياء السكنية بغزة، قتل فيها أكثر من 8306 بينهم 3457 طفلا و2136 سيدة، والمصابين 21048، بحسب وزارة الصحة الفلسطينية.

وفي الضفة الغربية قتل 122 فلسطينيا منذ 7 أكتوبر، كما يشن الجيش الإسرائيلي حملة اعتقالات واسعة طالت نحو 2000 فلسطيني بحسب مصادر فلسطينية رسمية.

بينما قتلت حركة "حماس" أكثر من 1538 إسرائيليا وأصابت 5431، وفقا مصادر عبرية رسمية، وتحتفظ بـ239 أسيرا بحسب الجيش الإسرائيلي، بينهم عسكريون برتب رفيعة.

الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.