الدول العربية, التقارير

مخيم "بحنين".. لاجئون سوريون يعيشون مأساة تهجير جديدة (قصة إنسانية)

بعد نحو عشرة أيام على إحراق المخيم ما زالت العائلات السورية مشتتة في عدة مخيمات أخرى منتشرة في منطقة الشمال والبعض الآخر وجدوا لهم مأوى عند عائلات لبنانية بشكل مؤقت.

07.01.2021 - محدث : 07.01.2021
مخيم "بحنين".. لاجئون سوريون يعيشون مأساة تهجير جديدة (قصة إنسانية)

Lebanon

​​​​​​​المنية (شمال لبنان)/ وسيم سيف الدين/ الأناضول

لاجئون سوريون في مخيم "بحنين" بمنطقة المنية شمال لبنان:
- المخيم المحترق كان يعيش فيه 100 عائلة موزعين على 95 خيمة
- خرجنا مع أطفالنا من الخيام وبتنا ليلتنا الأولى في العراء والبرد القارس
- بعض سكان المخيم وجدوا لهم مأوى عند بعض أهالي المنطقة أو مخيمات أخرى
- بعد أن شردنا من وطننا هربا من بطش النظام وجدنا أنفسنا نعيش هجرة قسرية
- هربنا من الموت في سوريا وجئنا إلى لبنان لنجد الموت هنا أيضا

تتكرر مأساة اللاجئين السوريين في لبنان بشكل دائم في مخيمات اللجوء، لكن هذه المرة ليس بفعل الطبيعة أو خطأ فردي إنما بسبب إقدام شبان على إحراق مخيم "بحنين" في منطقة المنية شمال لبنان مشردين بذلك أكثر من 100 عائلة.

بعد نحو عشرة أيام على إحراق المخيم ما زالت العائلات السورية مشتتة في عدة مخيمات أخرى منتشرة في منطقة الشمال والبعض الآخر وجدوا لهم مأوى عند عائلات لبنانية بشكل مؤقت.

ويشكو اللاجئون من ضيق الأماكن التي وجدوها بعد ليلة باتوا خلالها في العراء فهم يعيشون حاليا كل 3 أو 4 عائلات في خيمة واحدة لا تتعدى 4 أمتار.

وأصبحت عائلات مخيم "المنية" تعيش ظروفا أصعب مما كانت عليه قبل حادثة إحراق المخيم، فبعد أن تشردوا من وطنهم سوريا هربا من بطش النظام وحرق المنازل والإبادة، وجدوا أنفسهم مرة أخرى يكابدون هجرة قسرية رمت بهم للعراء والجوع والعيش على المساعدات.

الأناضول التقت عددا من اللاجئين في مأواهم، حيث الحسرة تسكن قلوبهم والدمعة في عيونهم نتيجة الظلم الذي تعرضوا له هم وأطفالهم جراء حرق الخيام التي كانوا يسكنوها منذ أكثر من 10 سنوات. ​​​​​

** مشاهد مروعة

وقال اللاجئ شجاع عبد السلام المحمد (50 عاما) للأناضول: "أنا من سكان المخيم الذي تم إحراقه بعد شجار وقع بين شباب من المخيم وآخرين من أهل المنية".

روى المحمد الساعات الأولى للحادثة، حيث كان هو وعائلته داخل الخيمة وفجأة سمعوا أصوات صراخ والناس تركض وتترك خيامها فسأل عن السبب، وأجابوه أن هناك من يريد إحراق المخيم.

وأضاف وهو يتحدث بحسرة عن ما حصل: "خرجت مع أطفالي من الخيمة لإبعادهم عن الحريق وبتنا ليلتنا الأولى في العراء والبرد القارس حيث لم يكن لدينا جهة تأوينا".

وأشار المحمد، أنه عند طلوع شمس اليوم التالي أصاب أولاده المرض من البرد، وانتابهم الخوف لعدم وجود مأوى لهم وفقدانهم كافة أغراضهم وحاجياتهم.

وأردف أن أحد سكان المنطقة طلب منهم البقاء عنده في الليلة الثانية بعد قضاء الأولى في الشارع، بينما توزع بقية اللاجئين الذين شتتهم الحريق على باقي المخيمات، وبعضهم الآخر تم استضافته من قبل أهل المنطقة.

وتابع المحمد، أن المخيم المحترق كان يعيش فيه 100 عائلة موزعين على 95 خيمة لأن بعض الخيام كان يوجد فيها أكثر من عائلة واحدة.

وذكر أنهم يعيشون بشكل مؤقت "فاللبنانيين الذين استقبلونا في منازلهم سينتظرون حتى نرتب أمورنا في أقرب وقت ممكن، والكثير من الجمعيات الخيرية أرسلت مساعدات عاجلة باستثناء الأمم المتحدة لم يصلنا منها شيء".

من جهته بشير محمد درويش (47 عاما) قال: "نجانا الله والحمدالله، معظم سكان المخيم سالمون ولم يصابوا بأذى، لكن أغراضنا كلها ذهبت ولم يبق لنا أي شيء".

ولفت أن بعض سكان المخيم وجدوا لهم مأوى عند بعض أهالي المنطقة من معارفهم أو في مخيمات أخرى في المنية عند أقارب لهم.

وشكر درويش المنظمات الخيرية والإنسانية التي ساعدتهم ووزعت عليهم الفراش والأغطية والمواد الغذائية.

** هربنا من الموت لنجده أمامنا

بدوره وصف محمد صادق اليوسف (45 عاما) اللحظات الأولى للحريق قائلا: "تشردنا على مرأى من أعين الناس أنا وأولادي الثلاثة وزوجتي، كنا نائمين فخرجنا حفاة واستخدمنا سلم للهروب من الحريق كان معلقا على سور المخيم وبتنا ليلتنا الأولى في الشارع".

وأضاف: "اليوم نعيش في مخيم أبو عسكر القريب وليس لدينا أقارب، ونحن 3 عائلات في خيمة واحدة لم يقدموا لنا سواها".

ولفت اليوسف، إلى"هناك مشكلة في المنامة والحمامات لأن المكان لا يتسع للجميع (..) نحن ننام فوق بعضنا البعض".

من جهتها قالت المطلقة عويد العمري (50 عاما): "لدي 3 أولاد وأعيش في المخيم منذ عام 2011، عندما احترق المخيم خرجنا فجأة إلى الشارع".

وأضافت: "اليوم نعيش عند أناس في مخيم أبو عسكر، نحن 4 عائلات نسكن في خيمة واحدة، وأنا امرأة مطلقة ليس جائزا أن أنام في مكان ضيق به رجال غرباء".

وأردفت العمري، "نحن هربنا من الموت في سوريا وجئنا إلى لبنان لكننا ووجدنا الموت هنا أيضا" .

وتابعت وهي تبكي "لدي أولاد صغار تركني والدهم وهم لا يستطيعون إعالتي أو حتى إعالة انفسهم".

وأشارت العمري إلى أنها قضت يومها الأول بعد احتراق خيمتها من دون مأوى، وباتت هي وأطفالها في الشارع من دون ملابس غير التي خرجوا بها".

** تنديد لبناني

ومخيم بحنين، هو واحد من عشرات المخيمات المنتشرة في لبنان، مساحته لا تتجاوز 1500 متر مربع، كان يضم 95 خيمة تسكنها نحو 100 عائلة، أي ما يعادل 379 لاجئاً سورياً.

وأشعل شرارة جريمة إحراق المخيم خلاف فردي بين أحد أفراد عائلة "آل المير" اللبنانية وبعض اللاجئين من المخيم.

وبعد ذلك حاصرت مجموعة مسلحة اللاجئين السوريين عند البوابة الرئيسية والخلفية، وقطعوا الكابلات الكهربائية عن المخيم، فتحول إلى ظلامٍ دامس وسط إطلاق الرصاص في المنطقة، وجرى تهديد السوريين بعدم اللجوء إلى مخيم آخر مجاور لهم، وإلا سيتم إضرام النار بهم جميعا وفق ما يقول أهالي المخيم.

واستنكر اللبنانيون على المستويين الرسمي والشعبي الجريمة، فيما فتحت عائلات في الشمال منازلها لاستقبال النازحين، وسارعت إلى مساندتهم وتأمين احتياجاتهم.

كما ندد ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي بالحادثة وطالبوا بمعاقبة المتورطين، فيما أعلن الجيش اللبناني اعتقال ثمانية أشخاص من بينهم لبنانيون وسوريون للتحقيق معهم في تفاصيل الحادثة.​​​​​​​

الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.
المواضيع ذات الصلة
Bu haberi paylaşın