دولي, التقارير

مسلمو فرنسا.. ماكرون أخف الضررين و"تخوف" من المستقبل (تقرير)

شكلت الانتخابات لحظة فارقة في حياة الكثير من الفرنسيين والمهاجرين المسلمين المتخوفين من فوز اليمين المتطرف إلى رئاسة الإليزيه

25.04.2022 - محدث : 26.04.2022
مسلمو فرنسا.. ماكرون أخف الضررين و"تخوف" من المستقبل (تقرير)

France

باريس/ رشا الرفاعي/ الأناضول

- الرئيس إيمانويل ماكرون فاز بولاية ثانية أمام منافسته اليمينية ماري لوبان
- ماكرون أصبح أول رئيس فرنسي يفوز بولاية ثانية منذ 20 عاما
- شكلت الانتخابات لحظة فارقة في حياة الكثير من الفرنسيين والمهاجرين المسلمين المتخوفين من فوز اليمين المتطرف
- خصصت لوبان، جزءا كبيرا من حملتها الانتخابية لمواضيع الهجرة والإدماج الاجتماعي للمهاجرين والمسلمين

تنفس مسلمو فرنسا الصعداء بعد فوز الرئيس إيمانويل ماكرون بولاية ثانية، أمام منافسته اليمينية المتطرفة مارين لوبان، في الجولة الثانية من انتخابات الرئاسة، التي جرت الأحد.

ووفق نتائج أولية أعلنتها وزارة الداخلية الفرنسية، حصد ماكرون (44 عاما)، 58 بالمئة من الأصوات مقابل 42 بالمئة لمنافسته لوبان (53 عاما)، ليصبح بذلك أول رئيس فرنسي يحظى بولاية ثانية منذ 20 عاما.

شكلت الانتخابات لحظة فارقة في حياة الكثير من الفرنسيين والمهاجرين المسلمين الذين تخوفوا من وصول اليمين المتطرف إلى رئاسة الإليزيه، فقد خصصت لوبان، جزءا كبيرا من حملتها الانتخابية لمواضيع الهجرة والإدماج الاجتماعي للمهاجرين والمسلمين.

كما أعلنت عن تشددها تجاه المهاجرين غير النظامين وطالبي اللجوء، وسعت لحظر الحجاب واستبعاد الأجانب من المساعدات الاجتماعية، وغيرها من القوانين التي تزيد من تضييق الخناق على الفرنسيين المسلمين والمهاجرين عموما.

ووفق أرقام المعهد الوطني للإحصاء والدراسات الاقتصادية الفرنسي (حكومي) لعام 2021، يوجد 7 ملايين مهاجر في فرنسا، بينهم 2.5 مليون حصلوا على الجنسية الفرنسية، فيما يغيب إحصاء رسمي عن عدد المسلمين بالبلاد، الذي تقدره جهات غير رسمية بنحو 5 ملايين، مثل "مرصد العلمانية" الفرنسي.

 سعادة بفوز ماكرون

وفي أحاديث متفرقة مع الأناضول، أعرب عدد من المهاجرين والفرنسيين المسلمين عن ارتياحهم وفرحهم جراء فوز ماكرون بالرئاسة، رغم وجود "تخوفات" من مستقبلهم بالبلد.

محمد (42 عاما)، مهندس معلوماتية وصاحب مقاولة ناشئة بالعاصمة باريس، قال: "تجمدت أمام التلفاز أنتظر النتيجة، مرت الدقائق الأخيرة طويلة جدا".

وأردف: "كنت متابعا جيدا لتفاصيل الحملات والتحليلات الإخبارية، كلها كانت تقول إن لوبان أصبحت لها شعبية كبيرة وقد تصنع المفاجأة لأن فئة واسعة من الفرنسيين غير راضين عن ماكرون".

وأضاف مفضلا عدم ذكر اسم عائلته: "للأسف لم أصوت لبرنامج بل صوتت للمشاركة في منع لوبان من تحقيق الفوز، وأحس نسبيا بالرضا".

من جهتها، عبّرت التونسية زينب (25 عاما)، التي تعيش بمدينة ليون (جنوب شرق) بطريقة غير نظامية، عن سعادتها بخسارة مرشحة اليمين المتطرف لوبان.

وأفادت بأنها تعيش في فرنسا منذ خمس سنوات، مضيفة: "سرنا في مسيرات طويلة للمطالبة بتسوية وضعيتنا وبيننا فرنسيون أبا عن جد يدعموننا ويحاولون مساعدتنا".

وأردفت: "فرنسا ليست بالسواد الذي ترسمه لوبان ولا أظن أن فرنسا تستطيع الاستغناء عن المهاجرين، نحن نشكل يدا عاملة قوية".

أما التونسية سارة (29 عاما)، الممرضة المساعدة في ليون، فقالت إنها كانت متأكدة من فوز ماكرون ولو بنسبة ضئيلة، مضيفة: "لقد تبادلنا التهاني أمس، فوز ماكرون لا يعني الفرنسيين فقط".

وأردفت، مفضلة عدم ذكر اسم العائلة: "في كل مرة كانت تتحدث لوبان عن برنامجها المتشدد وتحديدا الصعوبات التي تنوي وضعها أمام الملتحقين بأسرهم في فرنسا، كنت أدعو ألا يتحقق مرادها لأنني التحقت بزوجي إلى فرنسا بعد انتخاب ماكرون رئيسا بشهور قليلة في عام 2017".

وتابعت: "لم أستطع التصويت لأنني لا أحمل الجنسية الفرنسية، لكن كل أصدقائي الفرنسيين صوتوا لماكرون، كنت أعلم أنها (لوبان) ستفشل وإن حاولت تلميع صورتها، فأفكار اليمين المتطرف هي نفسها منذ سنوات".

 أفكار اليمين المتطرف

أما التاجر الفرنسي من أصول مغربية، هشام ودغيري (35 عاما)، والمقيم في ليون، فقال: "كنت أفكر فعليا في الرحيل إن صعد اليمين المتطرف في فرنسا".

وتابع: "ترتدي زوجتي الحجاب وتعبر دائما عن رفضها لفكرة إزالته رضوخا لطموحات لوبان في حظره بالأماكن العامة".

وزاد: "لهذا قررنا، أنا وزوجتي أن نهاجر إلى كندا أو أي بلد آخر يحترم الحريات الشخصية في حال فوز لوبان، وأظن أن العديد من الفرنسيين المسلمين فكروا مثلنا".

وأردف: "صوتنا لـ(مرشح اليسار جون لوك) ميلانشون في الجولة الأولى لأنه الوحيد الذي دافع عن المسلمين والمهاجرين، سواء كانوا فرنسيين أو لا".

وحلّ ميلانشون، مرشح حزب "فرنسا الأبية"، المعروف بدعمه للمهاجرين، ثالثا بـ21.95 في المئة من الأصوات خلال جولة الرئاسيات الأولى، التي جرت في 10 أبريل/نيسان الجاري، وحصل فيها ماكرون على 27.84 بالمئة، ولوبان على 23.15 بالمئة.

واستدرك: "وبعدها لماكرون في الجولة الثانية لأنه الحل الوحيد لردع لوبان، ويبدو أنه فهم الرسالة وأتمنى أن يتذكر ما جاء على لسانه في خطاب النصر أمس (الأحد)، نحن صوتنا له ضد برنامج لوبان".

وفي خطاب النصر، الذي ألقاه ماكرون مساء الأحد في باريس، خاطب مناصريه قائلا: "بالنسبة لأولئك الذين صوتوا لي، ليس لدعم أفكاري ولكن لمنع أفكار اليمين المتطرف، فإن تصويتكم يلزمني، الليلة لم أعد مرشح معسكر واحد، بل رئيس الجميع".​​​​​​​

الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.