معاناة النازحين شمالي سوريا.. الدفء أصبح ضربا من الخيال (تقرير)
- معاناة النازحين بسبب قصف النظام السوري وروسيا بأقسى صورها في المخيمات العشوائية المليئة بالأسى وقصص الألم والحرمان. - البرد الشديد وعدم توفر الاحتياجات الأساسية جعل المنطقة التي تضم تلك المخيمات شمالي سوريا الأكثر بؤسا في العالم
İdlib
إدلب/ أشرف موسى، أدهم كاكو/ الأناضول
- معاناة النازحين بسبب قصف النظام السوري وروسيا بأقسى صورها في المخيمات العشوائية المليئة بالأسى وقصص الألم والحرمان.- البرد الشديد وعدم توفر الاحتياجات الأساسية جعل المنطقة التي تضم تلك المخيمات شمالي سوريا الأكثر بؤسا في العالم
- أم تشتكي من البرد الذي ينخر عظام أطفالها وتعبر بحزن عن عجزها عن تأمين الدفئ لهم
- خيام مهترئة وأراض غمرتها مياه الأمطار فاستحالت طينا وباتت الحياة في جو دافئ حلما بعيد المنال
تتواصل معاناة النازحين؛ بسبب قصف النظام السوري وروسيا، بأقسى صورها في المخيمات العشوائية المليئة بالأسى وقصص الألم والحرمان.
فالبرد الشديد وعدم توفر الاحتياجات الأساسية؛ جعل المنطقة التي تضم تلك المخيمات شمالي سوريا، الأكثر بؤسا في العالم تكاد لا تنافسها منطقة أخرى حتى تلك الواقعة في الأغوار القاحلة لإفريقيا.
حكايات كثيرة تدمي القلب عن أحوال النازحين في المخيمات، فالمحظوظ منهم من يمتلك خيمة، ويكتفي بنيل صفة نازح، فهناك - في تلكالأراضي التي غمرتها مياه الأمطار فاستحالت طينا وأحاط بها البرد من كل جانب -، نازح بلا خيمة، ويتيم وأرملة، وعاجز ومسن.
"أم صبح"، أم لطفلين فقدت زوجها في قصف للنظام وحلفائه، بعد أن خرج من سجون النظام التي قضى فيها أكثر من 6 سنين.
لجأت أم صبح، إلى المخيمات العشوائية في مدينة سرمدا بالقرب من الحدود السورية التركية، التي تدفق مئات آلاف النازحين على امتدادها خلال الأسابيع القليلة الماضية مع تكثيف النظام وحلفائه قصفهم لمنطقة "خفض التصعيد".
تشتكي أم صبح، من البرد الذي ينخر عظام أطفالها، وتعبر بحزن عن عجزها في تأمين التدفئة لهم، فيما يطمح ابنها البالغ 5 سنين في الحصول على دراجة، للتجول فيها داخل الخيمة حيث لا يمكن قيادتها في خارجها بسبب الطين والمياه والبرد.
وأفادت أم صبح لمراسل الأناضول، أن قصف روسيا، أودى العام الماضي بحياة زوجها، بعد أن خرج من معتقلات نظام الأسد، مشيرة إلى أنها نزحت بعد مقتله مع ابنها صبح وابنتها مها البالغة من العمرعام ونصف.
تعيش أم صبح حاليا مع طفليها في خيمة مهترئة، لذا فهي تضطر للبقاء معهما طيلة النهار في خيمة أقرباء لهم لكي يتقوا البرد و يشعروا بشيء من الدفء، بحسب ما أوضحت لمراسل الأناضول.
وأضافت "الحياة هنا صعبة جدا حيث تنخفض درجات الحرارة بشكل كبير، وفي الليل يشتكي أبنائي من شدة البرد ويطلبوا مني تدفئتهم".
عائلة أبو عبدالله، مثال آخر على التردي الشديد في الوضع الإنساني في المخيمات.
نزح أبو عبدالله المصاب بشلل في يده اليسرى مع عائلته من ريف حماه إلى مدينة معرة النعمان شمالي سوريا، وبعدها اضطر للنزوح إلى المناطق الحدودية.
وقال أبو عبدالله " أن الوسيلة الوحيدة التي يدرء فيها بعض البرد عن خيامهم، بإشعال الورق المقوى وأكياس النايلون في إناء واسع، ما يغمر الخيمة بالدخان، ما يضطرنا لترك بابها مفتوحا لتهوية المكان، ومع ذلك فإن الأطفال يستقيظون كل صباح على السعال .
وأضاف أبو عبدالله "أن طفلين أو ثلاثة، ينامون على فراش واحد فإن قمت بتغطية أحدهما سينكشف آخر، لقد باتت الحياة في جو دافئ حلما بعيد المنال.
وفي مايو/أيار 2017، أعلنت تركيا وروسيا وإيران توصلها إلى اتفاق "منطقة خفض التصعيد" بإدلب، في إطار اجتماعات أستانة المتعلقة بالشأن السوري.
إلا أن قوات النظام وداعميه تواصل شن هجماتها على المنطقة، رغم التفاهم المبرم بين تركيا وروسيا في 17 سبتمبر/أيلول 2018، بمدينة سوتشي الروسية.
وقتل أكثر من 1500 مدني جراء هجمات النظام وروسيا على منطقة خفض التصعيد، منذ 17 سبتمبر 2018، كما أسفرت الهجمات عن نزوح أكثر من مليون مدني إلى مناطق هادئة نسبيا أو قريبة من الحدود التركية.
الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.