الثقافة والفن, الدول العربية, التقارير, قطر

مكتبة قطر.. صرح معرفي يتيح التراث لأجيال المستقبل (تقرير)

تضطلع مكتبة قطر الوطنية بمسؤولية الحفاظ على التراث الوطني للبلاد وتدعيم هدفها بالتحول إلى اقتصاد قائم على المعرفة والعلوم

Ahmed Yusuf Bıtmez  | 30.05.2023 - محدث : 30.05.2023
مكتبة قطر.. صرح معرفي يتيح التراث لأجيال المستقبل (تقرير)

Doha

الدوحة / أحمد يوسف / الأناضول

تماشيا مع التنافس العالمي في مجال المعرفة وإدراكا لدور العلم في بناء المجتمعات الحديثة، أسست قطر مكتبتها الوطنية التي تعنى بالبحث والتأريخ ونشر العلم وإتاحة مصادره للجميع.

دعمت قطر ذلك التوجه من خلال تزويد المكتبة بالمرافق والتجهيزات والخدمات التي تسهل على الباحثين ومرتادي أروقتها عملهم، لتساهم بذلك في ترسيخ وجودها كمركز ثقافي ومعرفي في منطقة الخليج والعالم العربي.

وتأتي إقامة المكتبة الوطنية في إطار تدعيم هدف الدولة بتنويع مواردها الاقتصادية بدلا من الاعتماد فقط على النفط والغاز، وبناء اقتصاد مستند إلى المعرفة وقائم على الاختراعات والعلوم.

غزارة المواد المتاحة

المكتبة تزخر بالعديد من الكتب المتنوعة الإلكترونية والمطبوعة، إذ يتخطى عدد الكتب مليون كتاب مطبوع وأكثر من نصف مليون مادة إلكترونية ما بين كتب ودوريات وصحف وغيرها، وهي بذلك تعد مأوى طبيعيا للدارسين وطلاب المعرفة ممن سينكبون على هذا التراث الضخم لتحقيق مبتغاهم المعرفي والبحثي.

ومما يسهل عملية البحث وسبر أغوار تلك الكنوز المعرفية فريق عمل كفؤ يتحلى بمهارات عالية في البحث العلمي والتدريس والمعلوماتية والإدارة المعرفية، والذين يوظفون خبراتهم المكتسبة عبر سنوات في خدمة الزوار، مما يكسب المكتبة بشكل عام سمعة طيبة كدار معرفية ماهرة ويعطي انطباعا إيجابيا عن الدولة والقائمين على رعاية هذا المحفل العلمي.

ولا ينحصر دور المكتبة على توفير الكتب وعرضها على الطلاب والباحثين، وإنما تضطلع بدور إيجابي كذلك في خدمة المجتمع من خلال استضافة الندوات التثقيفية وغيرها من العروض والمحاضرات القصيرة والجلسات التفاعلية.

تعاون وشراكات محلية وإقليمية

وفي إطار دورها كواجهة اجتماعية ثقافية، حرصت المكتبة على عقد الشراكات واتفاقيات التعاون مع مختلف المؤسسات والجامعات والمدارس داخل قطر وخارجها، من أجل نشر التوعية وإتاحة المزيد من فرص التعلم في مختلف المجالات.

وتشمل هذه الجهات المكتبة الوطنية التركية، والأرشيف العثماني، ومكتبة هولندا الوطنية، والأرشيف الهولندي الوطني، ومكتبة أذربيجان الوطنية، ومكتبة الصين الوطنية، وجامعة نيويورك، ومكتبة بوريس يلتسن الرئاسية في روسيا، والمكتبة الفرنسية الوطنية.

وهي شراكات ستعزز من قدرة الباحثين على توظيف المصادر الرقمية والكتب في خدمة العلم والعلوم وتعظيم الاستفادة منها على النحو الأمثل.

كما تحظى المكتبة بعضوية اتحاد المكتبات الرقمية وهي مؤسسة عالمية يبلغ عدد أعضائها 185 مؤسسة تهدف إلى بناء المكتبات الرقمية وتحسين إدارتها وتطوير ممارساتها المهنية والمعايير التقنية.

كذلك فإن مكتبة قطر الوطنية من أكبر المساهمين في المكتبة الرقمية العالمية التي تأسست كمبادرة دولية بالتعاون بين منظمة اليونيسكو ومكتبة الكونجرس الأمريكية لتكون مكتبة رقمية مجانية متاحة عبر الإنترنت تضم أبرز المواد التراثية من كبرى المكتبات والمؤسسات الثقافية والتاريخية في العالم.

أرشيف رقمي للشرق الأوسط

وواكبت مكتبة قطر الوطنية التطورات الحاصلة في عالم المعرفة والدور الكبير الذي يؤديه الانترنت وتطبيقاته على الساحة العلمية، وذلك من خلال إنشاء أكبر أرشيف رقمي متخصص في تاريخ الشرق الأوسط على مستوى العالم، والذي أُطلق عام 2014 بشراكة بين مؤسسة قطر والمكتبة البريطانية.

ويتضمن الأرشيف تقارير ومراسلات ومخطوطات وخرائط وصور تاريخية وتسجيلات تخص منطقة الخليج والجزيرة العربية والمناطق المحيطة، إلى جانب مقالات غنية بالتفاصيل يقدمها أبرز المتخصصين في مجالهم وتسلط الضوء على موضوعات شتى حول المنطقة وسكانها.

وحرصت مكتبة قطر على أن تكون جميع ما بها من مواد متاحة للاطلاع والتنزيل المجاني لكافة المستخدمين عبر الإنترنت في كل أنحاء العالم، مرفقة بملاحظات تفسيرية باللغتين العربية والإنجليزية، وأصبحت مرجعا رئيسيا لباحثي المعرفة والدارسين المهتمين بشؤون المنطقة.

وقدمت المكتبة دورا كبيرا خلال أزمة كورونا هي الفترة التي أجبرت الطلاب الجامعيين والمدارس على البقاء في المنازل، إذ لم تتوقف الأنشطة الدراسية والبحثية في قطر بفضل توافر المصادر الإلكترونية التي أتاحتها المكتبة لتعزيز ودعم الطلاب من مختلف الفئات العمرية سواء في المدارس أو الجامعات بجميع أنحاء قطر.

مواكبة تطورات العصر

وحرصا منها على إتاحة المواد والكتب ومختلف مصادر التعلم والبحث أمام كافة الطلاب والوصول إلى أكبر قدر من الباحثين، أطلقت مكتبة قطر تطبيقها الجديد للأجهزة الذكية الذي يتميز بسهولة الاستخدام والوصول للمعلومة في أي وقت ومكان.

كما حرص القائمون على التطبيق على أن يكون متكاملا مع الموقع الإلكتروني للمكتبة وقواعد البيانات ليكون بمثابة أداة ابتكارية للتواصل مع المكتبة وتحقيق أقصى استفادة من مصادرها وما تقدمه من خدمات.

تصميم فريد

وشُيد مبنى مكتبة قطر على مساحة 45 ألف متر مربع، وهو من تصميم المهندس المعماري الهولندي رم كولهاس، إذ يحتضن المبنى العديد من الابتكارات التي صُممت له خصيصًا لتلبية الاحتياجات المختلفة لزائريه ومستخدميه من مختلف الفئات العمرية وشرائح المجتمع.

ولكي يظل مبنى المكتبة علمَا شاهدا على القيمة الدائمة للكتاب، استوحى المُصمم المبنى من ورقتين مطويتين من الزوايا واحدة فوق الأخرى، ومسحوبتين إلى الأعلى بحيث يكون الفراغ بينهما ما يشبه الصدفة، وهو عبارة عن الفضاء الداخلي المفتوح من المبنى.

وحصد المبنى جائزة "التميز في المنشآت الخرسانية" محتلا المركز الأول في فئة "أفضل تصميم جمالي"، إذ تُمنح الجائزة العالمية المرموقة من قبل المعهد الأمريكي للخرسانة للمنشآت الخرسانية المتميزة التي تقدم نموذجًا رفيعًا من حيث الابتكار والتكنولوجيا.

الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.
المواضيع ذات الصلة
Bu haberi paylaşın