من هو ناصر القدوة الذي فصلته حركة "فتح"؟ (بروفايل)
قرر الرئيس الفلسطيني وزعيم حركة "فتح" محمود عباس، فصل القدوة اليوم الخميس من الحركة لنيته خوض الانتخابات في قائمة منفصلة
Ramallah
رام الله/ قيس أبو سمرة/ الأناضول-
على مدار سنوات طوال، قضاها مندوبا، لـ"فلسطين" في الأمم المتحدة، ظلّ الدبلوماسي والوزير السابق، ناصر القدوة، وجها مألوفا، معبرا عن القضية الفلسطينية.
ولم يكن غريبا، انتخاب القدوة (68 عاما)، الذي ارتبط اسمه دوما، بخاله، الزعيم الفلسطيني التاريخي، ياسر عرفات، عضوا في اللجنة المركزية لحركة التحرير الوطني "فتح"، عام 2009، والتي تعد بمثابة الحزب الحاكم، في أراضي السلطة الفلسطينية.
وطوال وجوده في اللجنة المركزية، لم يُعرف عن القدوة، أي نزعة صدامية مع القيادة السياسية الفلسطينية.
لكنّ قرار إجراء الانتخابات التشريعية والرئاسية، فجّر مفاجأة من العيار الثقيل، حيث كرّر القدوة إطلاق انتقادات لاذعة للقيادة الفلسطينية، ولحركة "فتح".
كما أعلن القدوة نيته خوض الانتخابات التشريعية المقرر عقدها في 22 مايو/أيار القادم، عبر قائمة منفصلة عن الحركة، أطلق عليها اسم "الملتقى الوطني الديمقراطي".
وسبق أيضا أن أعلن عزمه دعم القيادي في الحركة، مروان البرغوثي، في حال قرر الترشح للانتخابات الرئاسية المقررة في 31 يوليو/تموز، وهو ما قد يضعه في منافسة مع الرئيس الحالي، عباس.
وعلى إثر ذلك، قررت اللجنة المركزية لـ"فتح"، اليوم الخميس، فصل القدوة، من الحركة.
وقال بيان صادر عن اللجنة المركزية للحركة، حمل توقيع الرئيس الفلسطيني وزعيم الحركة، محمود عباس، إن قرار الفصل يأتي بعد انتهاء مهلة تم منحها للقدوة، يوم الإثنين الماضي، مدتها 48 ساعة للتراجع عن مواقفه المعلنة "المتجاوزة للنظام الداخلي للحركة وقراراتها والمس بوحدتها".
**من هو القدوة؟
ولد القدوة في إبريل/نيسان 1953، في مدينة خان يونس بقطاع غزة.
وحصل على شهادة في طب الأسنان من جامعة القاهرة، في العام 1979.
وبين عامي (1980 -1986)، ترأس الاتحاد العام لطلبة فلسطين في مصر.
وشغل القدوة العديد من المناصب في حركة فتح، والسلطة الفلسطينية.
وانتمي لحركة فتح منذ العام 1969، وعيّن عضوا في المجلس الوطني الفلسطيني (بمثابة البرلمان في ذلك الوقت) منذ العام 1975.
وانتخب القدوة عضوا في المجلس الثوري لحركة فتح، في العام 1989.
وفي عام 2009، انتخب عضوا في اللجنة المركزية (أعلى الهيئات القيادية للحركة) حتى تاريخ فصله.
كما شغل القدوة منصب وزير الشؤون الخارجية في الحكومة الفلسطينية، بين عامي 2005- 2006، ورئيس الفريق الفلسطيني أمام محكمة العدل الدولية، لمتابعة الفتوى القانونية بخصوص الجدار الفصل الإسرائيلي 2004.
ويرأس مجلس إدارة مؤسسة ياسر عرفات منذ العام 2007 وحتى اليوم.
ومثّل القدوة منظمة التحرير الفلسطينية، ولاحقا "فلسطين" في الأمم المتحدة بين عامي 1991-2005.
وعُيّن في العام 2012 مبعوثا مشتركا للأمم المتحدة، وجامعة الدولة العربية بشأن سوريا، حتى العام 2014، كما عُيّن في العام 2014 مبعوثا للأمين العام لجامعة الدول العربية بشأن ليبيا حتى 2015.