وان/ أورخان صاغلام/ الأناضول

وسط مناظر تكسوها ألوان الربيع الزاهية، تستضيف جزيرة أقدمار السياحية في بحيرة وان شرقي تركيا، أنشطة النسخة الثالثة من "مهرجان زهر اللوز"، الذي يستقطب عشاق الطبيعة والتصوير.

وتستقطب الجزيرة، التي تشتهر بمناظرها الطبيعية وأهميتها التاريخية، عددًا متزايدًا من الزوار خلال فصل الربيع، خاصة في شهري مارس/آذار وأبريل/نيسان، حين تتفتح أزهار اللوز مانحة الجزيرة طابعًا ساحرًا.

ويصل الزوار إلى الجزيرة عبر رحلة بحرية تستغرق 20 دقيقة انطلاقًا من قضاء "كيفاش"، حيث يتناغم اللون الأزرق لمياه بحيرة وان وصفاء السماء مع بياض الثلوج المتبقية على قمة جبل "آرتوس" المحاذي للجزيرة، في مشهد طبيعي يخطف الأنظار.

وفي هذا الموسم، تتحول أقدمار إلى لوحة طبيعية مرسومة بألوان زهر اللوز وأمواج البحيرة الصافية، وهو ما يجعلها واحدة من أكثر الوجهات رواجًا لدى محبّي التصوير والطبيعة.

- فعاليات متنوعة تثري المهرجان

وبعد الانتهاء من جميع التحضيرات بالتعاون بين كل من ولاية وان، وبلدية الولاية، ومديرية الثقافة والسياحة، ووكالة تنمية شرق الأناضول، وغرفة تجارة وصناعة وان، وجامعة "وان يوزنجو يل"، انطلقت في جزيرة أقدمار، أنشطة النسخة الثالثة من "مهرجان زهر اللوز"، والتي تستمر يومي 19 و20 أبريل/ نيسان الجاري.

وإلى جانب عروض الزوارق الشراعية ورياضة التجديف (الكانو)، يشهد المهرجان تنظيم حفلات موسيقية، وعروض للرقص الشعبي، وأمسيات شعرية، فضلاً عن أنشطة مخصصة للأطفال، وعروض تعريفية بالأطعمة المحلية.

وقال عبد الرحمن شاهين، مدير الثقافة والسياحة في ولاية وان، في حديث للأناضول، إن "جزيرة أقدمار تعد من أكثر المناطق جذبًا للسياح في الولاية"، مشيرًا إلى أنهم يعملون على تعزيز مكانتها من خلال المهرجان.

وأضاف: "قررنا تنظيم مهرجان زهر اللوز بهدف التعريف بجمال الجزيرة وطبيعتها وتاريخها، والنسخة الحالية هي الثالثة. نواصل جهودنا للترويج لأقدمار، وتحديدًا أزهار اللوز، بهدف رفع القيمة السياحية للجزيرة".

وأوضح شاهين أن الوزارة ساهمت في تخفيض رسوم الدخول إلى الجزيرة خلال فترة المهرجان، بينما سيتحمّل الزوار تكلفة التنقل من وإلى الجزيرة عبر القوارب من ميناء كيفاش.

- عشّاق التصوير يوثقون روائع أقدمار

كما ويشهد المهرجان أيضًا، على مدار يومين، تنظيم جولات "سفاري تصوير"، بمشاركة مئات المصورين المتخصصين والهواة في مجال توثيق المشاهد الطبيعية وزهر اللوز والمعالم التاريخية للجزيرة.

وفي هذا السياق، قالت الزائرة حواء بولوت، القادمة من ولاية ريزة شمالي البلاد، إنها كانت تخطط منذ فترة طويلة لزيارة جزيرة أقدمار.

وتابعت القول: وصلت اليوم إلى الجزيرة حيث كانت الأجواء مبهجة، والزهور متفتحة، والمناظر ساحرة. كنت قد زرت الجزيرة شتاءً قبل خمس سنوات، لكن المشاعر الآن مختلفة تمامًا. كأنني في قطعة من الجنة".

أما الزائرة عائشة غُل أوزبَك، فعبرت عن إعجابها بجمال الطبيعة، وقالت: "التقطنا صورًا مميزة لجزيرة أقدمار التي تُعد من أجمل الأماكن في وان. أزهار اللوز المتفتحة خلقت جوًا رائعًا. أنصح الجميع بالمجيء ورؤية هذا الجمال بأعينهم".

من جهته، قال المصوّر توران كوه: عندما تتفتح الأزهار، تكتسب أقدمار جمالًا خاصًا. من المهم تنظيم المزيد من الفعاليات للتعريف بالجزيرة، فهي تستقبل آلاف الزوار سنويًا، ولكل موسم فيها طابعه الفريد".