الدول العربية, التقارير

"مو صلاح" و"الموناليزا".. مشاهير على قشور البطيخ في مصر (تقرير)

"الشيف" العشريني حمادة هاشم يستلهم تجارب كبار الرسامين حول العالم

16.07.2018 - محدث : 17.07.2018
"مو صلاح" و"الموناليزا".. مشاهير على قشور البطيخ في مصر (تقرير)

Al Qahirah

القاهرة/ ربيع أبو زامل/ الأناضول

يد ترسم وأخرى تسند ثمار البطيخ، أمامهما طاولة من الأدوات المعدنية المدببة والمسننة.. هذا هو المشهد في منزل "الشيف" العشريني، حمادة هاشم.

فبسكين حاد وأنامل حساسة، يخط هاشم (26 عاما) لوحات لمشاهير على قشور البطيخ، مستلهمًا تجارب كبار الرسامين حول العالم، على غرار الإيطالي ليوناردو دافنشي.

وينحدر من قرية "الكوم الأحمر" بمركز شبين القناطر، بمحافظة القليوبية (شمالي مصر)، ووجد نفسه بين قشور البطيخ ليصنع لوحات جذّابة.

الأناضول التقت بـ"النّحات" للحديث عن مراحل الرسم على قشور الثمرة كبيرة الحجم، ودوافعه في اختيار المشاهير لتزيين لوحاته على الجدران الخضراء.

يقول هاشم عن هوايته، إنها بدأت حينما شاهد مقطع فيديو على موقع "يوتيوب" عن الرسم على الفاكهة، فاستهواه الأمر ودفعه للتعلم دون أن يكون له خبرة في الطهي عامة.

**مراحل الرسم

تبدأ أولى مراحل الرسم، بحسب "هاشم"، عبر اختيار الثمرة المناسبة.

وبصبر يكسو الملامح، يظل الشيف أمام كميات كبيرة متراصة من ثمار البطيخ، في أحد المتاجر القريبة من بيته متأملا فيها.

واختيار الثمرة يحدده تناسق قوامها واكتمال نضوجها، كما يقول "هاشم" في وصف البطيخ.

وبعد أن يقع اختيار الشيف الموهوب، على لوحته الطازجة، يعد الرسم المطلوب على ورقة، ثم ينسخها على الثمرة، بذات الأبعاد والأحجام، وبتركيز ودقة يمرر ريشته المعدنية الحادة على الخطوط الدقيقة برسمته.

ويمارس "هاشم" هوايته باستخدام أدوات يتجاوز عددها الأربعين من الأشكال والأحجام المختلفة، أغلبها يشبه السكين وبعضها على هيئة دوائر ونجوم حسبما تقتضيه الحاجة، لكنها تتفق في المجمل بحدة الحواف.

وينزع القشرة الخضراء تلو الأخرى، ليتضح من بعيد ملامح جنين "صورة" لم يكتمل نموها، بألوان البطيخ الثلاثة الأخضر والأبيض والأحمر.

ولتوضيح ملامح الصورة في طورها الأول، يضع الشيف مادة بيضاء عادة ما تكون نشا أو دقيق أبيض.

**موناليزا بأيد مصرية

بعد مرور نحو 15 دقيقة، بدأت الملامح تكتمل. وعن بُعد ثلاثة أمتار تقريبًا أمكن لمراسل "الأناضول" تمييزها؛ إنها لوحة "الموناليزا" التي رسمها الفنان الشهير "ليوناردو دافشني"، في القرن 16.

ويستخدم الشيف المصري مهارته فوق سطح دائري يحتاج دقة تتلوها دقة أخرى وهو يحفر رائعة "الرسام الإيطالي" على وجه الفاكهة الأشهر في صيف مصر.

لكنَّ؛ ما تزال تفاصيل غير مكتملة، فيعاود الشيف تمرير أدواته الحادة، تارة بواحدة مدببة وأخرى مقدمتها بحجم سم الخياط.

ولإزالة الشوائب ومنع أكسدة القشور، وضع الشيف المصري ماءً على جسم الثمرة من الخارج، قبل أن يرسم إطارًا ورديًا حول لوحته الفنية.

بعد مرور ما يزيد عن نصف الساعة، اكتملت "الموناليزا" بابتسامتها المعهودة، لكنها هذه المرة من صنع شاب مصري في الألفية الجديدة وليس لعبقري "عصر النهضة" الأوروبية (القرن 14 م: 17 م).

لا يبدع الشيف في رسم "الموناليزا" فقط، بل تخط أدواته الحادة من أراد من المشاهير.

**مو صلاح أيضًا

ومن أبرز الأشكال والصور التي أحب نحتها الشيف المصري، صورة اللاعب الدولي محمد صلاح، وهي الأقرب إلى قلبه، وفق وصفه.

وعن "الملك مو" كما يلقّبه، يضيف "أراه قدوة لي، نجح في مجاله بعد اجتهاد ومثابرة وأنا أيضًا لدي ذات الدوافع".

في السابق، رسم "الشيف هاشم" صورتين لصلاح على البطيخ، إحداها شارك بها في مسابقة طهي دولية.

وعن هذه اللوحة، يقول إنه "أُظهر صلاح مبتسمًا حين كان في أحسن حالاته النفسية يقدم مستوى رائعًا مع فريقه (ليفربول الإنجليزي) وقائدًا للفراعنة في الصعود إلى مونديال كأس العالم بعد غياب استمر 28 عامًا".

ورسم "هاشم"، صورة لصلاح في حالة يكسوها الحزن، فسَّرها الشيف المصري لـ"خروج منتخب بلاده الدور الأول من مونديال كأس العالم بروسيا".

ويوضح: "لم أجد أفضل من رسم صلاح حزينًا كتعبير عن حزن المصريين عامة لخروج الفراعنة صفر اليدين من المونديال (14 يونيو/ حزيران إلى 15 يوليو/ تموز".

*فواكه أخرى

وبجانب البطيخ، يتميز في نحت وجوه المشاهير على فواكه الشمام واليقطين والثلج والزبدة، وجميعها لها طقوسها الخاصة من درجة حرارة مناسبة للعمل وبأدوات معينة.

وسبق له أن نافس في مسابقات دولية للنحت على اليقطين، لافتًا إلى أنه صنع منها أشكالا بديعة بعيدة عن تلك المعروفة في رعب "عيد الهالوين".

وتطرق إلى مشاركته في مهرجانات دولية للطهي والنحت على ثمار الفاكهة، مثل خلالها مصر، ومن بينها "المهرجان المصري المغربي الدولي" للطهي، ومهرجان "جولدن شيف" الدولي للطهاة.

وحصل الشيف على ميداليات ذهبية وفضية وبرونزية، خلال عامي 2017 و2018.

وحول هدفه، يقول "أبحث أن يكون هذا الفن أكثر انتشارًا داخل فنادق مصر، وتعليم الكثيرين من العاملين في مجال الطهي خطواته وأدواته ممارسته".

ولم ينس الشيف المصري، من كان لهم فضل عليه، وفق قوله، لافتًا إلى أن زوجته ووالده وأهله وطهاة آخرين ساندوه في بداياته حين كان يلاقي انتقادات من مديريه وزملائه في أماكن عمله.

"مو صلاح" و"الموناليزا".. مشاهير على قشور البطيخ في مصر
يد ترسم وأخرى تسند ثمار البطيخ، أمامهما طاولة من الأدوات المعدنية المدببة والمسننة.. هذا هو المشهد في منزل "الشيف" العشريني، حمادة هاشم. فبسكين حاد وأنامل حساسة، يخط هاشم (26 عاماً) لوحات لمشاهير على قشور البطيخ، مستلهمًا تجارب كبار الرسامين حول العالم، على غرار الإيطالي ليوناردو دافنشي. وينحدر من قرية "الكوم الأحمر" بمركز شبين القناطر، بمحافظة القليوبية (شمالي مصر)، ووجد نفسه بين قشور البطيخ ليصنع لوحات جذّابة. الأناضول التقت بـ"النّحات" للحديث عن مراحل الرسم على قشور الثمرة كبيرة الحجم، ودوافعه في اختيار المشاهير لتزيين لوحاته على الجدران الخضراء. ( Ahmed Al Sayed - وكالة الأناضول )
16.07.2018 Ahmed Al Sayed
6 / 12

الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.