الدول العربية, التقارير, فيروس كورونا

الجزائر.. تحديات تواجه التعليم عن بعد في ظل كورونا (تقرير)

دفعت جائحة كورونا (كوفيد- 19) المتفشية بالجزائر حكومة البلاد بعد تعليق الدراسة، للجوء إلى نظام التعليم عن بعد، وسط تساؤلات عن مدى نجاح هذه التجربة في ظل وجود عدد من العقبات التي تواجهها.

23.04.2020 - محدث : 23.04.2020
 الجزائر.. تحديات تواجه التعليم عن بعد في ظل كورونا (تقرير)

Alger

الجزائر/حسام الدين إسلام/الأناضول

-التعلم عن بعد في الجزائر يواجه تساؤلات كثيرة ومخاوف من فشله نتيجة ظروف الطلاب
-الحكومة تقول إن بث حصص التعليم حظي بأكثر من 10 ملايين مشاهدة حسب إحصاء اليوتيوب
-برلمانيون ومثقفون يعتقدون أن صعوبة الفهم مشكلة تواجه طلاب التعليم عن بعد
-ناشطون يحذرون من عدم قدرة الطلبة على الاستيعاب

دفعت جائحة كورونا (كوفيد- 19) المتفشية بالجزائر حكومة البلاد بعد تعليق الدراسة، للجوء إلى نظام التعليم عن بعد، وسط تساؤلات عن مدى نجاح هذه التجربة في ظل وجود عدد من العقبات التي تواجهها.

وفي 5 أبريل/ نيسان الجاري، أطلقت وزارة التعليم الجزائرية، برنامج الدعم عبر الإنترنت لفائدة تلاميذ السنة الرابعة المرحلة المتوسطة والثالث ثانوي (بكالوريا) من خلال منصات رقمية للديوان الحكومي للتعليم والتكوين عن بعد.

وخصصت الوزارة منصة رقمية لفائدة تلاميذ السنة الخامسة المقبلين على امتحان شهادة التعليم الابتدائي.

وتأتي هذه الخطوة تجسيدا للخطة التي رسمتها وزارة التربية في إطار التدابير المتخذة لمجابهة انقطاع التعليم عن التلاميذ في 48 محافظة، والحد من تفشي كورونا في الوسط المدرسي. حسب الوزارة.

وكان الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، قد أمر بوقف فوري للدراسة في المدارس والجامعات لمنع تفشي فيروس كورونا، ابتداء من الخميس 12 مارس/ آذار 2020، ولغاية انتهاء العطلة الربيعية في 5 أبريل ليتم تمديد القرار حتى 29 من الشهر نفسه.

وكان مقررا أن تبدأ العطلة الربيعية في 19 مارس، على أن تدوم 15 يوما، لكن بداية من 4 أبريل الجاري، وسّعت السلطات الجزائرية، حظر التجوال الليلي ليشمل كافة محافظات البلاد، لتفادي انتشار فيروس كورونا، كما علقت كافة النشاطات السياسية والرياضية والثقافية إلى غاية 29 من الشهر نفسه.

وفي 13 أبريل، أشرف وزير التربية الجزائري محمد واجعوط على اجتماع بتقنية مؤتمرات الفيديو مع مديري التربية بمحافظات البلاد لوقوف على الحصيلة الأسبوعية لبث حصص التعليم عن بعد للتلاميذ.

وقال واجعوط إنّ "عملية بث حصص التعليم تجاوزت 10 ملايين مشاهدة حسب إحصاء منصة اليوتيوب".

وأضاف أنّ " الجهود لمجابهة انقطاع التعليم متواصلة ووجب تفعيل البرنامج وتوسيعه ليشمل الإذاعات المحلية، خاصة لفئة التلاميذ الذين لا يملكون وسائل التكنولوجيا والاتصال".

**هل يمكن تعويض المعلم بمنصة افتراضية؟

وفي ظل الحجر الصحي شكلت خطوة وزارة التربية باللجوء إلى المنصات الافتراضية لإتمام الدروس للتلاميذ، مخاوف في قطاع التعليم وعلى منصات التواصل الاجتماعي.

وأكدّت منظمة أولياء التلاميذ (مستقلة) أنّ بث الحصص التعليمية على المنصات الرقمية أو عبر قنوات التلفزيون الرسمي سيقابله صعوبة في تحقيق الفهم لدى التلاميذ.

وقالت المنظمة في بيان إنّ "القضية تستوجب عمق التفكير ومراعاة مصلحة التلاميذ بالدرجة الأولى، سواء التربوية والتعليمية أو النفسية أو المادية من ناحية وسائل التكنولوجيا والتحكم فيها عند التلاميذ".

وقال البرلماني والنقابي عن الاتحاد الوطني لعمال التربية والتكوين (مستقل) مسعود عمراوي إنّه" لا يمكن بأي حال من الأحوال تعويض المعلّم الذي يلقن التلاميذ داخل القسم بمنصة افتراضية".

وأضاف عمراوي في حديث لـ"الأناضول": "ولكن يبقى للتعليم عن بعد إيجابية تمنع انقطاع التعليم عن التلاميذ".

ووفق عمراوي "يوجد بالجزائر 17 مركزا للتعليم عن بعد، غير أنّ الإشكال يكمن فقط في الامتحانات الرسمية وهي "شهادات التعليم الابتدائي والمتوسط والبكالوريا".

واعتبر أنّ "الانتقال من سنة دراسية إلى أخرى في كل المراحل عادي ويمكن تحقيقه بما أنّ التلاميذ درسوا فصلين كاملين من السنة".

واقترح النائب البرلماني حلا في حال استمرار الحجر الصحي قائلا: "الحل في الامتحانات الرسمية التي تتعلق بالانتقال من مرحلة إلى أخرى يقتصر على توزيع التلاميذ على كل مراكز التعليم بأعداد محدودة تفاديا لعدوى فيروس كورونا".

** هاجس الامتحانات

من جهته، يرى البرلماني ورئيس الإتحادية الجزائرية لعمال التربية (مستقلة) فرحات شابخ أنّ قرار الحكومة التوجه إلى التعليم عن بعد "كان يفترض أن يكون قبل وباء كورونا".

وقال شابخ في حديث للأناضول "انتظرنا أن تكون هذه التجربة قبل كورونا حتى نساعد التلاميذ وخاصة الفقراء منهم الذين لا يملكون وسائل التكنولوجيا في التعلّم عن بعد".

وأكدّ أنّ "نجاح هذه المبادرة صعب على صعيد التحضير للامتحانات والنتائج ستكون كارثية لكون التلاميذ لا ينتبهون للدروس بحضور الأستاذ، فما بالك في غيابه".

وأوضح "أنّ مبادرة الحكومة إيجابية ونتائجها ستظهر بعد ثلاث أو أربع سنوات وليس الآن في ظل تفشي فيروس كورونا".

** نشطاء: هل سيستوعب التلاميذ الدروس؟

بعد شروع الحكومة في التعليم عبر منصات رقمية للتلاميذ، أعرب ناشطون عبر منصات التواصل الاجتماعي عن قلقهم إزاء إقدام الدولة على المبادرة.

وكتبت وداد سالي على فيسبوك: " السؤال المطروح: هل يتم تقييم استيعاب التلاميذ لهذه (الدروس) عبر عدد المشاهدات أم ماذا؟".

وأضاف: "كيف يمكنكم (الوزارة) التأكد من أن التلاميذ تابعوا واستوعبوا الدروس فعلا؟".

وقالت الإعلامية لمياء قاسمي على صفحتها في فيسبوك: "هناك عدة مناطق في الجزائر تعاني من انقطاع متكرر للكهرباء من يضمن أن التلميذ سيشاهد التلفزيون خلال فترة عرض المادة ؟".

وأردفت قاسمي: "إذا سلمنا أيضا أنّ الأولياء سيفرضون على أولادهم متابعة الدروس عبر الشاشة، هل كل العائلات باستطاعتها توفير غرفة خاصة للتلميذ كي يدرس عن بعد؟".

وأشارت إلى أنّ " الفكرة تعتبر بعيدة عن تحقيق غايتها المرجوة وهي التحصيل العلمي".

الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.
المواضيع ذات الصلة
Bu haberi paylaşın